خلال الحفل المركزيّ الرابع لتكريم الطلبة الأوائل في الجامعات العراقية الذي أقامته العتبة العبّاسية المقدّسة ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني كانت هناك كلمة للجامعات العراقية ألقاها نيابةً عنهم رئيس جامعة كربلاء الأستاذ الدكتور منير حميد السعدي جاء فيها:
"إنّ واحدةً من أهمّ وسائل النهوض بالقدرات البشريّة والارتقاء بالمجتمع هو الاهتمام بالعلم وطلّابه، وانطلاقاً من ذلك وتأسيساً عليه نجد أنّ العتبة المقدّسة انبرت عبر السنوات الأربع الماضية بتكريم الأوائل على الجامعات العراقية لتشدّ على أيديهم وتبارك لهم جهودهم القيّمة لتميّزهم على أقرانهم من الطلبة، وترسل رسالةً واضحةً لجميع الطلبة ومَنْ وراءهم من المجتمع أن الأوائل هم في عيون الخيّرين والمرجعية الشريفة، كما أنّ الآخرين هم في عيونها لكن للتميّز تقييمٌ وقيمة".
وأضاف: "اليوم الجامعات العراقية قد توسّعت عدداً ونوعاً وإنّها بدأت تكون في مصافّ الجامعات العالمية، إلّا إنّ الجامعات بالرغم من الظروف التي واجهتها تبذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق العطاء، هناك عدد من جامعاتنا قد دخلت في سجلّ الجامعات الرصينة وفقاً للتصنيف الدوليّ للجامعات، إلّا إنّ المطلوب هو أكثر، ونأمل أن تعود جامعاتنا الى ما كانت عليه بصدارة الجامعات في المنطقة".
مبيّناً: "اليوم الجامعات تعاني من نقص التخصيصات والدعم إلّا إنّها مع ذلك تخطو خطواتٍ جيّدة وتسعى للتفاعل مع المجتمع، لقد تميّز طلبة العراق بمواقفهم الأصيلة وشعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن، فقد كانت استجابتهم لنداء المرجعية والوطن سريعةً عندما تعرّض العراق لأبشع هجمة وحشيّة من قبل عصابات داعش، فقد انبرت جموعُ الطلبة مع المنتسبين في الجامعات وانضمّوا لمعسكرات التدريب فضلاً عن توجّه عددٍ كبيرٍ منهم الى ساحات القتال ليثبتوا ولاءهم للوطن".
وتابع السعدي: "نحن اليوم نقف أمام مجموعةٍ من الطلبة المتميّزين الأوائل على كلّياتهم، حيث بذلوا الجهود الكبيرة وتحمّلوا عناءً ليكونوا في مقدّمة زملائهم، حيّى الله جهودكم ومبروكٌ لكم ولعوائلكم الكريمة ولبلدكم العزيز، هنيئاً لكم ولعوائلكم ولبلدكم وإنّ العيون تربو اليكم، لأنّكم عماد المستقبل وطاقته في البناء والخروج بهذا البلد الى برّ الأمان".
مضيفاً: "يُسعدني وباسم الجامعات العراقية أن نسجّل الشكر والتقدير الى العتبة العباسيّة المقدّسة على مبادرتها الكريمة بتكريم الطلبة الأوائل لتحثّ بقيّة الطلبة من خلال هذا التكريم الى بذل المزيد من الجهود لتكون عوناً للطلبة على أداء الأفضل تحت راية أبي الفضل العباس(عليه السلام) فهو شرفٌ كبير".
واختتم السعدي: "يُسعدني أن أسجّل شكري واحترامي لإدارة العتبة المقدّسة وأحيّيهم على هذا الجهد الكبير، وبارك الله فيهم، وأنا أتكلّم عن جامعة كربلاء الآن فإنّي أجد في العتبتين المقدّستين خيرَ عونٍ وداعمٍ لنا في مسيرتنا العلمية وخدمةً للعلم كما هو شأنهم مع بقيّة الجامعات ".