أنامل الإبداع لخادم الجوادين "عليهما السلام" استطاعت اليوم أن تجسد لنا لوحة فنية جديدة لتضاف إلى سجل الابدعات الثقافية لشعبة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة، لوحة بل هي أكثر من لوحة حملت في طياتها أفكارٍ ومعانٍ وأسرارٍ، نستطيع أن نتعرف عليها في حديثنا مع خادم الإمامين الجوادين الأستاذ إبراهيم النقاش حيث تحدث قائلاً: الكلّ يعلم مدى حجم الزيارات المليونية التي تشهدها العتبة الكاظمية المقدسة وعلى وجه الخصوص ذكرى استشهاد المعذب في قعر السجون وظلم المطامير الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وكيف تُستقبل هذه المناسبة الأليمة من قبل المؤمنين والموالين وهم يستذكرون منزلته ومقامه العظيم لدى الباري عز وجل، وكيف يعيشون تلك الواقعة، فهناك مراسم خاصة تشهدها العتبة الكاظمية المقدسة عند دخول النعش الرمزي إلى الصحن الشريف، وتلك الأجواء المباركة بمنظرها المهيب المشحونة بالحب والإيمان والولاء المطلق من قبل تلك الحشود، فيها من الصور والمشاهد والمواقف التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، فمن هذا المنطلق تولدت فكرة عمل جديد يخلد تلك المراسم واستطعنا بفضل الله تعالى وببركة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" أن تجسدها بلوحة فنية ونساهم من خلالها بنقل الصورة الولائية الخالدة لموالي أئمة أهل البيت "عليهم السلام" . مضيفاً: أن ما يميز هذه اللوحة عوامل عدة منها مدة العمل التي استغرقت سبعة أشهر تقريباً على تنفيذها، وطبيعة الخشب المستخدم فيها هو الصاج، المأخوذ من خشب باب المراد القديمة، فضلاً عن توظيف الخيال لتخليد عدد الشخصيات من خَدَمة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، والتي استطعت أن أجسد فيها أكثر من 70% لملامح كلّ شخصية، وكان هناك تشجيع كبير ومتابعة حثيثة من قبل السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د جمال عبد الرسول الدباغ، وكانت نظرته لهذا العمل بمثابة حافز ودعم بأن تكون هناك لوحة تجسد مرحلة تاريخية لمسيرة إمام المعصوم، قد تصور من خلالها تلك الحشود التي تتدفق كالسيل الهادر، فالحمد الله قد عبَرت هذه اللوحة الفنية عن أبعاد حقيقة دافع من أجلها إمامنا موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" والانتصار التي تحققت في مسيرة الحق على الباطل، وانتصار السجين على السجان، وثورة ضد الظلم والاضطهاد، بل عَبَرت عن كلّ المعاني الأخلاقية والإنسانية السامية التي تخلد عظماء ورموز هذه الأمة، في الوقت الذي تحاول فيه قوى التكفير والإرهاب تهديم هذه الآثار العظيمة وطمس معالم ديننا الإسلامي الحنيف ونقول لهم " أنتم تهدمون الحضارات .. ونحن نبني حضارتنا لأن لنا تاريخ وجذور تضرب في أعماق الأرض ونعتز بها "، من خلال منبركم الكريم أدعو الله العلي القدير أن نوفق لإعمار مراقد أئمتنا والعتبات المقدسة وصروح الإسلام والمسلمين والتي نعدها قبلة العاشقين المؤمنين وأن نجسدها بأعمالنا الفنية لتبقى خالدة لأجيالنا القادمة، وسيكون هناك من الأعمال الجديدة الذي يرى النور قريباً بعونه تعالى لوحة الإمام الكاظم "عليه السلام" في سجن السندي بن شاهك وزنزانة الطغاة. وأختتم قولي بالشكر والتقدير لكل الجهود التي ساهمت في إنجاح هذا العمل المبارك وأقدمه هدية إلى مقام سيدي ومولاي الإمام موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد والإمام الحجة المنتظر "عليهم السلام" وإلى المرجعية المباركة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وإلى خدمة العتبة الكاظمية المقدسة وأن يتقبلوا منا هذا القليل وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .