مدينة الكاظمية المقدسة حاضرةٌ دينية وتاريخية وثقافية وإنسانية، غدت رافداً مهماً وجزءاً حيوياً نابضاً في جسد الثقافة العراقية، حيث زخرت بمجالسها ومنتدياتها الثقافية والأدبية الرائدة التي يؤمها كبار العلماء ورجال الفكر والأدب، وتميزت بحلقاتها النقاشية وطروحاتها العلمية والفكرية والمعرفية ومواعيدها الزمانية والمكانية المنتظمة، ورسمت خريطة التواصل بين المؤسستين الأكاديمية والتربوية، وحققت مناخاً ثقافياً ينضج بالحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وأمست مصدر إشعاع وعطاء للفكر الإنساني تصبو إلى تعزيز أواصر العلاقة بين الثقافة والمجتمع. لقد اتحفتنا وحدة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة اليوم بلوحة فنية جديدة تزامناً مع عيد الفطر المبارك، وثقت واجهة (منتدى بغداد الثقافي) المتميز بشناشيله البغدادية، وهو أحد أبرز المجالس الثقافية في مدينة الكاظمية المقدسة، وللتعرف على طبيعة هذا العمل الفني تحدث مدير وحدة النقش والزخرفة الأستاذ إبراهيم النقاش قائلاً: هذه اللوحة الفنية هي من خشب باب المراد القديمة في الصحن الكاظمي الشريف ما يُعرف نوعها بـ " الصاج"، وأبعادها 1م ×60 سم، ويهدف هذا العمل إلى توثيق مَعْلم مهم من معالم مدينة الكاظمية المقدسة، انبرى إليه كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين ليقطفوا من ثماره المعرفية، إذ يعود تاريخ هذا المعلم التراثي إلى بيت النواب أحد الأسر العريقة في هذه المدينة المقدسة، واستضاف هذا المكان التراثي محاضرات ثقافية ودينية وسياسية وعلمية،ومعارض الفنية، فضلاً عن حضور شخصيات عراقية أصيلة من مختلف شرائح المجتمع، وثقها هذا العمل ومن أبرزهم: العلامة الدكتور حسين علي محفوظ، والدكتور علي الوردي، والدكتور حسين أمين، والشيخ جلال الحنفي، والدكتور حميد مجيد هدو وغيرهم. وذكر النقاش، أن هذا العمل الفني هو هدية إلى العتبة الكاظمية المقدسة ملهمة الأدب والثقافة والفن، وإلى مثقفي وأدباء العراق ومحبي التراث الكاظمي. جدير بالذكر أن المرحوم الأديب راضي مهدي السعيد (المتوفى سنة 2016) قد أصدر في العام 1970 دراسة بعنوان: المجالس والندوات الثقافية في الكاظمية.