الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الإستجداء
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص353-354
24-03-2015
3018
أصبح الشعراء في هذا العصر يفدون على بغداد، كرسي العباسيين، من الحجاز نجد واليمامة ومن البقرة والكوفة والشام وغيرها في أوقات معينة او غير معينة، كما كانوا يفدون على دمشق، كرسي الأمويين، واكثرهم من أهل البادية. وكان الأمويون يفضلون بقاءهم على البداوة فلا يرغبونهم في الاقامة عندهم. اما العباسيون فكانوا إذا وفد الشاعر على أحدهم، وأعجبه شعره استبقاه في حاشيته .. فأصبح أكثر الشعراء يقيمون في بغداد، وظل بعضهم يقيمون في بلادهم وانما يفدون في المواسم او غيرها فينالون الجوائز وينصرفون .. فكثر الشعراء المتحضرون وصار لهم مذهب في الشعر يختلف عن مذهب أهل البادية (1) وهم ينقطعون لمنادمة الخلفاء او الامير او الوزير او الوجيه يمدحونه او ينادمونه. واكثرهم يختصون بمنادمة الخليفة او الوزراء ولاسيما البرامكة. وفيهم من انقطع لمنادمة الامراء من بني هاشم كإبراهيم بن المهدي ومحمد بن سليمان، او بعض رجال الدولة كأبي دلف وابن طاهر.
فلم يكن ينبغ شاعر من قبيلة او بلد الا وفد على الخلفاء او غيرهم بقصيدة مدح، يلتمس العطاء. ويندر فيهم من ينظر الشعر ولا يلتمس به جائزة او كسبا فاذا تحضر صار نديما او كالنديم. فقل الشعراء الفرسان واصحاب السيادة وكانوا كثيرين في العصر الجاهلي، ولم يبق منهم في العصر الاموي الا القليلون، وهم في هذا العصر اقل كثيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأغاني ج20