1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر العباسي :

إتساع الخيال في شعر العصر العباسي الأول

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص348-349

24-03-2015

11265

كان الاعتقاد في شعراء الجاهلية انهم لم يتكروا معنى من معاني الشعر لم يطرقوه. والواقع انهم طرقوا أكثر المعاني التي تخطر لابن البادية، ولكن الحضارة لها معان خاصة، او هي توسع الخيال وتفتق القرائح لانتشار الناس في الارض. فاذا تأملت ما في اشعار الصدر الأول الاسلاميين من الزيادات على معاني القدماء والمخضرمين، ثم ما في طبقة جرير والفرزدق واصحابها من التوليدات والابداعات العجيبة التي لا يقع مثلها للقدماء الا نادرا، ثم قرأت بشار بن برد وابا نواس واصحابه لترى ما زادوه من المعاني وما زاده الذين جاءوا بعدهم .. علمت ان الشعر سار على سنة الارتقاء مثل سائر أحوال الحياة. ومن امثله المعاني حدثت في العصر العباسي الأول قول بشار بن برد الاعمى:

يا قوم اذني لبعض الحي عاشقة      والاذن تعشق قبل العين أحياناً(1)

قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم      الاذن كالعين توفي القلب ما كانا

وقول أبي نواس:

فكاني وما أزين منها    قعدي يزين التحكيما

كل عن حمله السلاح الى الحر    ب فأوصى المطيق الا يقيما

والقعدة فرقة من الخوارج الذين كانوا يروون تكفير علي لقبولهم التحكيم، وقوله ايضاً:

بنيت على كسرى سماء مدامة     مكلة حافاتها بنجوم

فلو رد على كسرى بن ساسان ورحه      اذا لاصطفاني دون كل نديم

وقال أيضاً في صفة النساء الخمارات ويروي لابن المعتز :

وتحت زنانير شددن عقودها    زنانير اعكان معاقدها السرر

فهذا تشبيه لم يسبق إليه، وقال أيضاً :

لست أدري اطال ليلي ام لا      كيف يدري بذاك من يتقلى

لو تفرغت لاستطالة ليلي      ولرعي النجوم كنت مخلا

ومما زاد من المعاني في هذا العصر قول أبي تمام:

وإذا أراد الله نشر فضيلة   طويت اتاح لها سان حسود

لولا اشتعال النار فيما حاورت       ما كان يعرف طيب عرف العود

وقوله:

بني مالك قد نبهت خامل الثرى      قبور لكم مستشرفات المعالم

غوامض قيد الكف من متناول    وفيها علا لا يرتقى بالسلالم

غير ما اخذوه من المعاني القديمة او توسعوا فيه، ولا سيما النسيب والغزل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  العمدة ج2

                                                               

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي