1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : التفسير الجامع : حرف الألف : سورة الإسراء :

تفسير الاية (45-48) من سورة الأسراء

المؤلف:  المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

المصدر:  تفاسير الشيعة

الجزء والصفحة:  ......

19-8-2020

6628

 

قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} [الإسراء: 45 - 48]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

لما تقدم قوله: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ} بين سبحانه حالهم عند قراءة القرآن فقال وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} يا محمد { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} وهم المشركون { حجابا مستورا } قال الكلبي وهم أبوسفيان والنضر بن الحرث وأبوجهل وأم جميل امرأة أبي لهب حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن وكانوا يأتونه ويمرون به ولا يرونه وقيل أراد حجابا ساترا عن الأخفش والفاعل قد يكون في لفظ المفعول يقال مشئوم وميمون إنما هو شائم ويأمن.

 وقيل: هو على بناء النسب لا على أن المفعول بمعنى الفاعل والفاعل بمعنى المفعول والمعنى حجابا ذا ستر وهذا هو الصحيح وقيل حجابا مستورا عن الأعين لا يبصر إنما هو من قدرة الله تعالى حجب نبيه بحجاب لا يرونه ولا يراه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقيل: إن المعنى في الآية جعلنا بينك وبينهم حجابا بمعنى باعدنا بينك وبينهم في القرآن فهو لك وللمؤمنين معك شفاء وهدى وهو للمشركين في آذانهم وقر وعليهم عمى فهذا هو الحجاب عن أبي مسلم وهذا بعيد والأول أوجه لأنه الحقيقة.

{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} مر تفسيره في سورة الأنعام { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ} معناه وإذا ذكرت الله بالتوحيد وأبطلت الشرك { وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} أي: أعرضوا عنك مدبرين نافرين والمعني بذلك كفار قريش وقيل هم الشياطين عن ابن عباس وقيل: معناه إذا سمعوا بسم الله الرحمن الرحيم ولوا وقيل إذا سمعوا قول لا إله إلا الله { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} معناه: ليس يخفى علينا حال هؤلاء المشركين وغرضهم في الاستماع إليك وقد علمنا سبب استماعهم وهذا كما يقال فعلت ذلك بحرمتك { وإذ هم نجوى } أي: متناجون وقيل: هم ذوونجوى والمعنى أنا نعلمهم في حال ما يصغون إلى سماع قراءتك وفي حال ما يقومون من عندك ويتناجون فيما بينهم فيقول بعضهم: هو ساحر وبعضهم هو كاهن وبعضهم هو شاعر وقيل يعني به أبا جهل وزمعة بن الأسود وعمروبن هشام وخويطب بن عبد العزى اجتمعوا وتشاوروا في أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال أبوجهل :هو مجنون وقال زمعة هو شاعر وقال خويطب هو كاهن ثم أتوا الوليد بن المغيرة وعرضوا ذلك عليه فقال: هو ساحر { إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا } قيل فيه وجوه ( أحدها ) أنهم يقولون ما يتبعون إلا رجلا قد سحر فاختلط عليه أمره وإنما يقولون ذلك للتنفير عنه ( وثانيها ) أن المراد بالمسحور المخدوع المعلل كما في قول امرىء القيس :

أرانا موضعين لحتم غيب          ونسحر في الطعام وفي الشراب(2)

 وقول أمية بن أبي الصلت :

فإن تسألينا فيم نحن فإننا              عصافير من هذا الأنام المسحر(3)

 ( وثالثها ) أن المعنى إن تتبعون إلا رجلا ذا سحر أي رئة خلقه الله بشرا مثلكم ( ورابعها ) أن المسحور بمعنى الساحر كما قيل في قوله { حجابا مستورا } أي: ساترا وقد زيف هذا الوجه والوجوه الثلاثة أوضح وعلى هذا فمعنى الآية البيان عما توجبه حال المعادي للدين الناصب للحق اليقين وأن قلبه كأنه في كنان عن تفهمه وكان في أذنيه وقرا عن استماعه فهو مول نافر عنه يناجي في حال الانحراف عنه جهالا أمثاله قد بعدوا بالحجة حتى نسبوا صاحبها إلى أنه مسحور لما لم يكن لهم إلى مقاومة ما أتى به سبيل ولا على كسره بالمعارضة دليل ثم قال سبحانه على وجه التعجيب { أنظر } يا محمد { كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ} أي: شبهوا لك الأشياء فقالوا مجنون وساحر وشاعر { فضلوا } بهذا القول عن الحق { فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} أي: لا يجدون حيلة ولا طريقا إلى بيان تكذيبك إلا البهت الصريح وقيل: لا يجدون سبيلا أي: لا يجدون حيلة وطريقا إلى صد الناس عنك وإلى إثبات ما ادعوا عليك وقيل: ضلوا عن الطريق المستقيم وهو الدين والإسلام فلا يجدون إليه طريقا بعد ما ضلوا عنه .

______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص256-257.

2- قوله موضعين أي: مسرعين. وأرادو من قوله (لحتم غيب): الموت الذي قد غيب عنا وقته، وقد ملا البيت أيضاً في الجزء الخامس من هذا التفسير .

3- نسبه في (التبيان)( واللسان) (والصحاح) الى لبيد، وهو موجود في ديوانه:80:1.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ وإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً } أي ساترا . . وفي تفسير هذه الآية أقوال ، أرجحها ان جماعة من المشتركين كانوا - إذا قرأ محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) القرآن - يتصدون له بالأذى ، ويحاولون منعه عن تلاوته ، فقال سبحانه لنبيه الكريم : امض في قراءة القرآن والدعوة إلى اللَّه ، ولا تكترث بهم ، فنحن نحرسك منهم ، ونمنعهم عنك .

{ وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وفِي آذانِهِمْ وَقْراً } . هذا كناية عن تمرد المشركين على الحق وعنادهم له ، اما نسبة الأكنة والوقر إلى اللَّه فقد تكلمنا عنها مفصلا عند تفسير الآية 25 من الأنعام ج 3 ص 176 ، وهي نظير هذه الآية نصا ومعنى .

{ وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً } . كان المشركون إذا سمعوا رسول اللَّه يقول : لا إله إلا اللَّه ، ونحو ذلك ، يعرضون عنه مدبرين ، ويقولون : ً جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ » - 5 ص . ولا سر لهذا النفور والاعراض إلا لأن كلمة التوحيد تنطوي على المبدأ القائل : « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ » .

لا طبقات ولا امتيازات .

{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً } . ضمير به يعود إلى ( ما ) وهي هنا اسم موصول بمعنى الشيء . . وتفسير الآية ان اللَّه سبحانه بعد ان قال : « وفِي آذانِهِمْ وَقْراً » قال : نحن اعلم يا محمد أنك حين تتلوالقرآن لا يستمع إليك المشركون بقلوب واعية وآذان صاغية ، بل يستمعون إليك بروح الحقد والكراهية ، والعناد والمكابرة ، ثم يقول بعضهم لبعض وللناس أيضا : ان محمدا ساحر ومسحور تلبسته الجن ، ونطقت على لسانه بهذه الحكمة والبلاغة ، وإلا فمن أين لمثله ، وهو الأمي أن يأتي بهذا الاعجاز ؟ . وفوق هذا لا كنز له من ذهب أوفضة ، ولا جنة من نخيل وأعناب . .

وهكذا ذهب بهم التفكير الطبقي إلى أن صاحب المال وحده هو صاحب المناصب الشريفة ، دينية كانت أوزمنية : « وقالُوا لَولا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » - 31 الزخرف . . اما العقل والصدق والأمانة فكلام فارغ .

{ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثالَ } استكثروا على محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) أن يكون رسولا للَّه ، وان ينطق بلسان اللَّه فضربوا له الأمثال بجعله مجنونا تارة ، وساحرا تارة ، ومرة كاهنا ، وحينا شاعرا . . محمد الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ساحر مجنون . . . فكيف بغيره من الطيبين الأخيار ؟ . . ولما ذا محمد ساحر ومجنون ؟ . . لأنه نطق بالحق ودعا إليه ، ولم يستجب لأهواء المبطلين ، وشهوات المفسدين . . وفوق ذلك لا خيل لديه ولا مال . . ونخلص من هذا إلى أن أرباب الأغراض والشهوات تنحصر مشاعرهم وأحاسيسهم في جانب واحد تحده الأهواء والمصالح الخاصة . . فلا يعقلون ولا يسمعون ولا يبصرون إلا من خلالها حتى استحالوا بجميع ما فيهم إلى الأهواء والشهوات . . وبهذا وحده نجد تفسير عنادهم للحس والعيان ، وموقفهم من أهل الصدق والإخلاص في كل زمان ومكان ، وبالتالي نجد فيه تفسير قوله تعالى : « خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ » وتفسير كل ما جاء بهذا المعنى في كلامه جل وعلا { فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } إلى تكذيب المحقين إلا الافتراء والبهتان ، والتضليل والعدوان ، والدس والمؤامرات ، وشراء الذمم والرشاوى

______________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 49-51.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} ظاهر توصيف الحجاب بالمستور أنه حجاب مستور عن الحواس على خلاف الحجابات المتداولة بين الناس المعمولة لستر شيء عن شيء فهو حجاب معنوي مضروب بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنه قار للقرآن حامل له وبين المشركين الذين لا يؤمنون بالآخرة يحجبه عنهم فلا يستطيعون أن يفقهوا حقيقة ما عنده من معارف القرآن ويؤمنوا به ولا أن يذعنوا بأنه رسول من الله جاءهم بالحق، ولذلك تولوا عنه إذا ذكر الله وحده وبالغوا في إنكار المعاد ورموه بأنه رجل مسحور، والآيات التالية تؤيد هذا المعنى.

وإنما وصف المشركين بقوله:{الذين لا يؤمنون بالآخرة} لأن إنكار الآخرة يلغو معه الإيمان بالله وحده وبالرسالة فالكفر بالمعاد يستلزم الكفر بجميع أصول الدين، وليكون تمهيدا لما سيذكر من إنكارهم البعث.

والمعنى: إذا قرأت القرآن وتلوته عليهم جعلنا بينك وبين المشركين الذين لا يؤمنون بالآخرة - وفي توصيفهم بذلك ذم لهم - حجابا معنويا محجوبا عن فهمهم فلا يسعهم أن يسمعوا ذكره تعالى وحده، ولا أن يعرفوك بالرسالة الحقة، ولا أن يؤمنوا بالمعاد ويفقهوا حقيقته.

وللقوم في قوله:{حجابا مستورا} أقوال أخر فعن بعضهم أن{مفعول} فيه للنسب أي حجابا ذا ستر نظير قولهم: رجل مرطوب ومكان مهول وجارية مغنوجة أي ذو رطوبة وذو هول وذات غنج، ومنه قوله تعالى:{وعده مأتيا} أي ذا إتيان والأكثر في ذلك أن يجيء على فاعل كلابن وتامر.

وعن الأخفش أن{مفعول} ربما ورد بمعنى فاعل كميمون ومشئوم بمعنى يامن وشائم كما أن{فاعل} ربما ورد بمعنى مفعول كماء دافق أي مدفوق فمستور بمعنى ساتر.

وعن بعضهم أن ذلك من الإسناد المجازي والمستور بحسب الحقيقة هو ما وراء الحجاب لا نفسه.

عن بعضهم أنه من قبيل الحذف والإيصال وأصله حجابا مستورا به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عنهم.

وقيل: المعنى حجابا مستورا بحجاب آخر أي بحجب متعددة وقيل المعنى حجابا مستورا كونه حجابا بمعنى أنهم لا يدرون أنهم لا يدرون والثلاثة الأخيرة أسخف الوجوه.

قوله تعالى:{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} الأكنة جمع كن بالكسر وهو على ما ذكره الراغب ما يحفظ فيه الشيء ويستر به عن غيره، والوقر الثقل في السمع، وفي المجمع،: النفور جمع نافر، وهذا الجمع قياس في كل فاعل اشتق من فعل مصدره على فعول مثل ركوع وسجود وشهود. انتهى.

وقوله:{وجعلنا على قلوبهم أكنة} إلخ كالبيان للحجاب المذكور سابقا أي أغشينا قلوبهم بأغشية وحجب حذار أن يفقهوا القرآن وجعلنا في آذانهم وقرا وثقلا أن يسمعوه فهم لا يسمعون القرآن سمع قبول ولا يفقهونه فقه إيمان وتصديق كل ذلك مجازاة لهم بما كفروا وفسقوا.

وقوله:{وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده} أي على نعت التوحيد ونفي الشريك ولوا على أدبارهم نافرين وأعرضوا عنه مستدبرين.

قوله تعالى:{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } إلى آخر الآية، النجوى مصدر ولذا يوصف به الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث وهو لا يتغير في لفظه.

والآية بمنزلة الحجة على ما ذكر في الآية السابقة أنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا فقوله:{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ} إلخ ناظر إلى جعل الوقر وقوله:{وإذ هم نجوى} إلخ ناظر إلى جعل الأكنة.

يقول تعالى: نحن أعلم بآذانهم التي يستمعون بها إليك وبقلوبهم التي ينظرون بها في أمرك - وكيف لا؟ وهو تعالى خالقها ومدبر أمرها فإخباره أنه جعل على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا أصدق وأحق بالقبول - فنحن أعلم بما يستمعون به وهو آذانهم في وقت يستمعون إليك، ونحن أعلم أي بقلوبهم إذ هم نجوى إذ يناجي بعضهم بعضا متحرزين عن الإجهار ورفع الصوت وهم يرون الرأي إذ يقول الظالمون أي يقول القائلون منهم وهم ظالمون في قولهم - إن تتبعون إلا رجلا مسحورا وهذا تصديق أنهم لم يفقهوا الحق.

وفي الآية إشعار بل دلالة على أنهم كانوا لا يأتونه (صلى الله عليه وآله وسلم) لاستماع القرآن علنا حذرا من اللائمة وإنما يأتونه متسترين مستخفين حتى إذا رأى بعضهم بعضا على هذا الحال تلاوموا بالنجوى خوفا أن يحس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنون بموقفهم فقال بعضهم لبعض: إن تتبعون إلا رجلا مسحورا، وبهذا يتأيد ما ورد في أسباب النزول بهذا المعنى، وسنورده إن شاء الله في البحث الروائي الآتي.

قوله تعالى:{ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} المثل بمعنى الوصف، وضرب الأمثال التوصيف بالصفات ومعنى الآية ظاهر، وهي تفيد أنهم لا مطمع في إيمانهم كما قال تعالى:{ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: يس: 10.

_____________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج13،ص91-93.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

المغرورون وَموانع المعرفة:

بعد الآيات السابقة قد يطرح الكثيرون هَذا السؤال: رغم وضوح قضية التوحيد بحيث أنَّ جميع مخلوقات العالم تشهد بذلك; فلماذا ـ اذن ـ لا يقبل المشركون هَذِهِ الحقيقة وَلا ينصاعون للآيات القرآنية بالرغم مِن سماعهم لها؟

الآيات التي نبحثها يمكن أن تكون جواباً على هذا السؤال، إِذ تقول الآية الأُولى فيها: { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}. وَهَذا الحجاب والساتر هو نفسهُ التعصُّب واللجاجة والغرور والجهل، حيث تقوم هَذِهِ الصفات بصد حقائق القرآن عن أفكارهم وعقولهم وَلا تسمح لهم بدرك الحقائق الواضحة مِثل التوحيد والمعاد وَصدق الرّسول في دعوته وَغير ذلك.

وفيما يخص كلمة «مستور» هل أنّها صفة للحجاب، أو لشخص الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أو للحقائق القرآنية؟ فإنّ البحث عن ذلك سنشيرُ إِليه في البحوث. وسنتناول في البحوث ـ أيضاً ـ كيفية نسبة الحجاب للخالق جلِّ وعلا.

أمّا الآية التي بعدها فتقول: { جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} أي أنّنا غطّينا قلوبهم باستار لكي لا يفهموا معناه، وجعلنا في آذانهم ثقلا، لذلك فإنّهم { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}.

حقّاً ما أعجب الهروب مِن الحق; الهرب مِن السعادةِ والنجاة، مِن النصر والفهم! إنَّ شبيه هَذا المعنى نجده ـ أيضاً ـ في الآية (50 ـ 51) مِن سورة المدثر: { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} أي كالحمير الهاربة من الاسد.

ثمّ يضيف الله تبارك وَتعالى مرّة أُخرى: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} أي أنّ الله تعالى يعلم الغرض من استماعهم لكلامك وحضورهم في مجلسك و(إِذ هُم نجوى) يتشاورون ويتناجون { إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا}. إِذ ـ في الحقيقة ـ إِنّهم لا يأتون إِليك مِن أجل سماع كلامك بقلوبهم وأرواحهم، بل هدفهم هو التخريب، وَتَصيّد الأخطاء (بزعمهم وَدعواهم) حتى يحرفوا المؤمنين عن طريقهم إِذا استطاعوا. وَعادةً يكون مِثل هؤلاء الأشخاص وَبمثل نواياهم، قلوبهم موصدة، وَفي آذانهم وَقر، لذلك لا يجالسون رجال الحق إِلاَّ لتحقيق أهداف شيطانية.

الآية الأخيرة خطاب للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وبالرغم مِن أنَّ عبارة الآية قصيرة، إِلاَّ أنّها كانت قاضية بالنسبة لِهَذهِ المجموعة حيث قالت: { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}. وَالآية لا تعني أنَّ الطريق غير واضح والحق خاف، بل على أبصارهم غشاوة، وَقلوبهم مغلقة دون الإِستجابة للحق، وَعقولهم معطَّلة عن الهدى بسبب الجهل والحقد والتعصب والعناد.

______________

1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج7،ص310-311.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي