1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

ابن جماعة والتنوع في الثقافة التعليمية

المؤلف:  الاستاذ فاضل الكعبي

المصدر:  الطفل بين التربية والثقافة

الجزء والصفحة:  ص68 ـ 70

18-11-2021

2845

يعد العالم الجليل (ابن جماعة)* من المربين الكبار الذين بقيت آثارهم خالدة في الثقافة العربية الإسلامية، حيث تنوع هذا العالم، والمربي، والفيلسوف، والقاضي، بتعدد اتجاهاته العلمية في العملية التربوية، وشدد على ضرورة التنوع في تلقي التعليم والنشاط الثقافي لكي يتواصل المتعلم مع محفزات التعليم وخصائص العلوم بذهنية قوية، ودرجة عالية من الاستيعاب، والتقبل النفسي للمادة العلمية في التعليم..

كذلك شدد ابن جماعة على أهمية المنافسة بين المتعلمين، كونها تشكل حافزاً يدفع نحو التعلم، كما يؤكد بقوله: (يطالب الطلبة في بعض الأوقات بإعادة المحفوظات، وتمحيص ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة، ويختبرهم بمسائل تبنى على أصل قرره، أو دليل ذكره، فمن رآه، مصيباً في الجواب ولم يخف عليه شدة الاعجاب شكره، وأثنى عليه بين أصحابه ليبعثه وإياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد)(1).

والمنافسة هنا كما يراها ابن جماعة، تأتي مناسبة، ومعتدلة، بعيدا عن الشدة، والبغضاء، ولا بد من التعامل معها بروح علمية تضع كل قدرة ومستوى في مكانه الصحيح، وتميز بين ذوي القدرات العالية، فيقول في ذلك :(لا يليق بأهل العلم تعاطي المنافسة، ((ويقصد بها هنا في حالتها المتطرفة)) والشحناء، لأنها سبب العداوة والبغضاء، بل يجب ان يكون الاجتماع بقصدها خالصاً لله)(2).

وفي مجال آخر شدد ابن جماعة على ضرورة اعتماد النشاط الذاتي في التعلم، من خلال الاعتماد على سائر العلوم والمعارف في الدروس المختلفة وان لا يختصر التعلم على درس دون آخر.. فالنشاط الذاتي للمتعلم لابد ان يشمل تلقي مختلف المعارف في دروس متنوعة حيث يقول: (على المتعلم ان لا يقتصر في الحلقة على سماع درسه فقط إذا امكنه، فان ذلك علامة قصور الهمة، وعدم الفلاح، وبطء التنبه، بل يعتني سائر الدروس المشروحة ضبطا وتعليقا، ويشارك أصحابها، حتى كأن كل درس منها له)(3).

ومن المساءل المهمة التي ركز عليها ابن جماعة في آرائه، مسالة التشتت الذهني وعدم تركيز المتعلم على المادة التعليمية، مما يجعل ادراكه ضعيفا ومشتتا كما يذهب الى ذلك بقوله (ان الفكرة إذا توزعت قصرت عن درك الحقائق، وغوص الدقائق، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولذلك يقال: العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك)(4).

كذلك ركز ابن جماعة على أهمية تنظيم وقت المتعلم بين الدراسة والراحة، لكي يأتي الى الدرس بنشاط وصفاء ذهني يمكنه من التركيز والاستيعاب بدرجة عالية، بعيدا عن التعب والملل، فيقول: (فلا بأس على المتعلم ان يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره إذاً كل شيء في ذلك مطلوب) (5).

ان كل هذه الآراء وغيرها الكثير الذي لا مجال لحصره هنا، مما جاء به ابن جماعة، جعله في طليعة العلماء الذين استحقت افكارهم المتنوعة ان تكون محط اهتمام ودراسة العلم الغربي الحديث في مجال التربية والتعليم والتثقيف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هو قاضي القضاة شيخ الإسلام بدر الدين محمد ابن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الكناني، ولد بحماة سنة (639هـ) وتوفي بمصر سنة (733 هـ)، مارس التعليم فترة طويلة في دمشق والقدس ومصر، كما تولى القضاء بالقدس ومصر، وألف عشرات الكتب المهمة في التربية والشريعة وتفسير القران الكريم، وفي الادب وغيرها من المواضيع الكثيرة التي خاض فيها قولا وتأليفا.

1ـ ابن جماعة ـ تذكرة السامع والمتكلم، ص54.

2ـ المصدر السابق ص40.

3ـ المصدر السابق ص142.

4ـ المصدر السابق ص70.

5ـ المصدر السابق ص 74. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي