الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التواصل بين الأجيال
المؤلف: حسن علي الجوادي
المصدر: عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة: ص45 ـ 48
18/9/2022
3841
ان التواصل بين الاجيال امر في غاية الاهمية ولا يمكن اغفاله وعبوره واهماله، فنتائجه مذهلة ومهمة للغاية، حيث ان العمود الفقري للبناء الاجتماعي يكمن في العلاقات الودية التي تربط ابناء المجتمع فيما بينهم لتشكل وحدة نسيج متماسكة تدفع المجتمع للتكامل والرصانة وعدم الضياع والتلاشي، فالمعالجة الاولى في هذا الموضوع مبنية على مدى وضوح الرؤية بين الاجيال، وهل أن كل جيل يفهم الآخر كما يجب؟
اتصور ان التفاهم الجيلي يعد الخطوة الاولى في تعبيد طريق الاحترام والتقدير بين الاجيال المختلفة بما تحمل من توجهات وتخصصات، وغياب التفاهم يدفع المجتمع لانقسامات أكبر، حيث ينشغل كل جيل بنفسه بعيداً عن الآخر والامر هذا ينذر بكارثة ومشكلة حقيقة نتيجتها ليست في صالح الجميع. اذا مركزية التفاهم لا غنى عنها في حصول التواصل الفعال بين الاجيال، فلا تواصل بلا تفاهم، فان حصل التفاهم المبني وفق الرؤى الفطرية والعقلانية برزت نتائجه الطيبة، ومن ثم يتأهل المجتمع وينتقل الى مرحلة متقدمة من معرفة حقوق النخب والشخصيات بمقاماتها وشؤونها وتقديم الدعم الكافي لتحقيق وحدة النسيج الاجتماعي، فيحمل كل جيل مسؤولية الاحترام والتقدير للآخرين، فيجد الاب محله الصحيح في نفوس اولاده، والعالم اثره في نفوس اتباعه ومحبيه، ويجد الفرد العادي تقديره واحترامه من قبل الآخرين، حيث تزدهر الحياة الانسانية بازدهار المجتمع المحترم، الذي يكون كتلة واحدة مبنية على التواصل الفعال بين جميع الطبقات بكل الوانها وتفرعاتها.
يوفر التواصل بين الاجيال المناخ الآمن للنمو الاجتماعي والتقدم والرقي، نتيجة ذلك صناعة مجتمع متقدم تسوده المحبة والخلق الرفيع، لتبدو ان قيم واصالة المجتمع ثابتة وراسخة في نفوس ابنائه على مدى سنوات متعاقبة، مما يعطي الصورة النموذجية للأجيال التي ستأتي لاحقاً، وهذا التوارث الجيلي هو المنظور له في منظومة القيم الاخلاقية والتي سعى الدين الحنيف لتحقيقها في المجتمع الانساني، وهنالك جملة من النصوص التي توفرت المصنفات الدينية التي تحث على تبادل الاحترام والتقدير بين الاجيال، منها ما ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(عليه السلام):
وأما حق أبيك، فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك.
وأما حق ولدك، فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب، والدلالة على ربه (عز وجل)، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه.
وحق الكبير توقيره لسنه، وإجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى طريق، ولا تتقدمه ولا تستجهله، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته بحق الاسلام وحرمته.
وحق الصغير، رحمته وتعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به، والمعونة له(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأمالي: الشيخ الصدوق، ص454 ـ 455.