المبحث الأول

التمويل الدولي قصير الأجل (السوق النقدية)

Short Term International Finance – The Money Market

أولاً:- التعريف بسوق النقد :

أغلب الأحيان نجد ان التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للمؤسسات المالية وشركات الأعمال لا تتساوى، ولهذا نجدها تحتفظ بأرصدة نقدية لمواجهة الفجوة التي قد تحصل بسبب ذلك وتؤثر على التزاماتها ، وطبيعي ان هذا الاحتفاظ بالأرصدة العاطلة يمثل كلفة ممثلة بالفائدة المدفوعة على اقتراض الاموال وكذلك بالفائدة الضائعة بسبب عدم تشغيل تلك الاموال، وللتقليل من تلك التكلفة تبحث تلك المؤسسات عن وسائل تقلل مما تحتفظ به من أرصدة نقدية وهذا يجد حله من خلال الاحتفاظ بإصول استثمارية مربحة قليلة المخاطر وسيولتها عالية في سوق الاستثمار ويسمى السوق الذي يتعامل بتلك الاصول (السوق النقدية) والذي يعرف (السوق الذي تتداول ادوات الاستثمار قصيرة الأجل فيه، مثل اذونات الخزانة، القبولات المصرفية شهادات الإيداع ، ، ..... الخ ) ، وهنا لابد من الاشارة إلى ان سوق النقد لا يرتبط بمكان معين او حدود معينة، لهذا عندما نعرفه لا نقول بأنه المكان الذي تتم فيه الصفقات النقدية وإنما يقال انه الآليات او الميكانيكية التي تتم من خلالها عمليات الاقراض والاقتراض ذات الاجل القصير والتي قد تخص أقليم معين أو دولة أو مجموعة من الدول ، كما ان السوق النقدية تتضمن عدة اصناف مثل اسواق القروض واسواق الخصم وكذلك اسواق القبول وغيرها ، والسوق النقدية يعتمد بالدرجة الأولى على العرض ومصادر المقرضون ومنهم البنك المركزي والبنوك التجارية والمؤسسات المالية الاخرى والطلب الذي مصادره المقترضون وهم الحكومات وشركات الاعمال والمصارف والوسطاء الماليين والأفراد. كما تمتاز هذه السوق⁽⁸⁾:-

1- هي سوق جملة لكثرة المتعاملين ولاسيما تعامل المؤسسات الكبيرة مع بعضها البعض، وعملية التداول من خلال المتعاملين والسماسرة تتم على أساس صفقات كبيرة.

2- ان أجل ادوات التعامل في السوق تعتبر قصيرة لا تزيد في الغالب على السنة.

3- الأدوات التي تتداول في السوق ذات نوعية جيدة من حيث انخفاض درجة المخاطرة عليها ، ويرجع ذلك إلى كفاية وملاءة المقترضين وقدرتهم العالية على الوفاء.

المشاركون في السوق:- 

1- البنوك التجارية وتعمل في السوق للمحافظة على درجة عالية من السيولة والمقدرة على الوفاء بالتزاماتها المترتبة عليها ، فضلاً الحصول على عائد مناسب.

2- البنوك المركزية : ـ يعمل بشكل مباشر وغير مباشر في السوق من خلال القيام بمهام السياسة النقدية من أجل التحكم بعرض النقد، ومن خلال سياساته في اطار السوق المفتوحة وسعر اعادة الخصم ومتطلبات الاحتياطي القانوني فضلاً عن اصداره للتعليمات واللوائح التي يتوجب على المؤسسات المالية مراعاتها.

3- الشركات المالية والمؤسسات الكبيرة وتتمثل بشركات التأمين وصناديق التقاعد والادخار وغيرها من المؤسسات المالية وتحاول من عملها في السوق النقدي الاحتفاظ بدرجة من السيولة التي تؤمن لها الوفاء بالتزاماتها، بالإضافة للحصول على مكسب مناسب من استثماراتها في السوق.

4- الأفراد ويأتي دورهم في السوق النقدي من خلال الحسابات الجارية والودائع الآجلة بالإضافة إلى الادوات الاستثمارية الاخرى قصيرة الأجل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

8- د. ماهر كنج شكري ، ومروان عوض المالية الدولية ، المعهد العربي للدراسات المصرفية، الأردن، 2006، ص99-102 .

مواضيع ذات صلة

اتفاقية بازل الجديدة " اتفاقية بازل II" وخصائصـها

الجوانـب الأساسيـة لاتفاقيـة بـازل وتـعديلات لجنـة بـازل الأولـى ( 1995 - 1998)

معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (ماهية وتعريـف لجنـة بـازل المـصرفيـة)

حـالـة الانـدماج المـصرفـي فـي الـدول العـربـيـة

مـحـددات ومـراحـل الانـدمـاج المـصرفـي

شـروط وضـوابـط الانـدمـاج المـصرفـي

دوافـع الانـدماج المـصرفـي وآثـاره الإيـجابـيـة والسلـبـيـة

نـمـاذج الانـدمـاج المـصـرفـي

الاندماج المصرفي وحالته في الدول العربية (مـفهـوم الانـدماج المـصرفي واهـدافـه)

شـروط وضـوابـط نـجـاح خـوصـصة الـبـنـوك

الأهـداف المتـوقعـة لـخوصـصة البـنـوك العامـة

دوافع وأهداف خوصصة البنوك وضوابط نجاحها ( الأسباب والدوافع الرئيسية لخوصصة البنوك)