أوس بن حارثة
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص148
27-09-2015
4550
كان أوس بن حارثة بن لأم الطائي من الحكماء،
وكان معاصرا لبشر بن أبي خازم (نحو 505-590 م) وأسنّ منه. قال ابن قتيبة:
«كان بشر، في أول أمره، يهجو أوس بن حارثة
بن لأم، فأسرته بنو نبهان من طيّ، فركب أوس إليهم واستوهبه منهم-وكان قد نذر ليحرقنّه
إن قدر عليه-فوهبوه له. فقالت له أمه سعدى. قبّح اللّه رأيك، أكرم الرجل وخلّ عنه،
فانه لا يمحو ما قال غير لسانه.
وعفا أوس عن بشر، فمدح بشر أوسا بست قصائد
بعد أن كان قد هجاه بست قصائد.
وكان أوس من حكماء العرب و حلمائهم؛ قيل
لمّا حضرته الوفاة نصح ابنه مالكا فقال له:
يا مالك، المنيّة ولا الدنيّة؛ والنار
ولا العار! والعتاب قبل العقاب؛ والتجلّد لا التبلّد (1). واعلم أن القبر
خير من الفقر. ومن كرم الكريم الدفاع عن الحريم. ومن قلّ ذلّ. وخير الغنى القناعة،
وشرّ الفقر الضراعة (2).
_______________
1) التبلد: الصبر مع المسكنة.
2) الضراعة: الذل