1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

حاتم الطائي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص186-189

27-09-2015

5778

حاتم الطائيّ أو حاتم طيّ هو حاتم بن عبد اللّه بن سعد الطائي، وأمه عنبة بنت عفيف من طيّئ أيضا. ونشأ حاتم كريما، فقد ورث الكرم إلى حد الاسراف من والدته التي كانت غنية وكريمة مبذرة. أما والده فكان ممسكا بعض الامساك. ولقد غطّى كرم حاتم ومروءته وحلمه على شعره وعلى سائر أحداث حياته أيضا.
وكان حاتم صغير السن حينما كان عبيد بن الابرص والنابغة الذبياني يذهبان إلى النعمان. وقد تزوج حاتم مرتين: تزوج نوار أو النوار، وكانت تلوم حاتما على كرمه، ثم تزوج ماوية بنت عفزر من بنات ملوك اليمن، وكانت تحب الكرم والكرماء؛ وخلّف من الأولاد ثلاثة: عبد اللّه وعديّا وسفّانة. ويبدو ان حاتما عاش نحو ستين سنة وتوفّي نحو عام 15 ق. ه‍. (607 م) (1)، قبل ظهور الاسلام.
شعر حاتم فصيح الالفاظ سهل التراكيب جدا. وأغراضه الفخر بكرمه وعفّته ثم الحماسة. وينتثر في قصائده شيء من الحكمة.
- المختار من شعره:
قال حاتم يبدي رأيه في المال وفي الفقر والغنى، وهذا جانب من فخره بنفسه:
أماويّ، إن المال غاد ورائح... ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماويّ، إني لا أقول لسائل... إذا جاء يوما: حلّ في مالنا نزر (2)
أماويّ، ما يغني الثراء عن الفتى... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (3)
أماويّ، إن يصبح صداي بقفرة... من الأرض لا ماء لديّ ولا خمر
تري أن ما أنفقت لم يك ضرّني... وأن يدي ممّا بخلت به صفر
وقد علم الاقوام لو أن حاتما... أراد ثراء المال كان له وفر
عنينا زمانا بالتصعلك والغنى... كما الدهر في أيامه العسر واليسر
فما زادنا بغيا على ذي قرابة غنانا، ولا أزرى بأحسابنا الفقر (4)
وما ضرّ جارا، يا ابنة القوم، فاعلمي... يجاورنا ألاّ يكون له ستر
بعينيّ عن جارات قومي غفلة... وفي السمع منّي عن حديثهم وقر
وقال حاتم يجري قواعد الكرم على قلوصه (ناقته) في أبيات اختارها أبو تمام في «الحماسة»:
وما أنا بالساعي بفضل زمامها... لتشرب ماء الحوض قبل الركائب
وما أنا بالطاوي حقيبة رحلها... لأبعثها خفّا وأترك صاحبي
إذا كنت ربّا للقلوص فلا تدع... رفيقك يمشي خلفها غير راكب
أنخها فأردفه، فإن حملتكما... فذاك، وإن كان العقاب فعاقب (5)
ومن قوله في مشاركة الناس طعامه، وهو أيضا من مختارات «حماسة أبي تمّام»:
أ يا ابنة عبد اللّه وابنة مالك... ويا بنت ذي البردين والفرس الورد (6)
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له... أكيلا، فاني لست آكله وحدي:
أخا طارقا أو جار بيت، فإنني... أخاف مذمّات الأحاديث من بعدي.
وإني لعبد الضيف ما دام ثاويا... وما فيّ إلاّ تلك من شيمة العبد
وقال حاتم:
فأقسمت لا أمشي إلى سر جارة... يد الدهر: ما دام الحمام يغرّد (7)
ولا أشتري مالا بغدر علمته... ألا كلّ مال خالط الغدر أنكد
إذا كان بعض المال ربّا لأهله... فاني-بحمد اللّه-مالي معبّد (8)
يفكّ به العاني، ويؤكل طيّبا... ويعطى إذا منّ البخيل المصرّد (9)
إذا ما البخيل الخبّ أخمد ناره... أقول لمن يصلى بناري: أوقدوا (10)
________________________
1) في الاعلام للزركلي ( ) : ت حاتم طي 46 ق. ه‍-578 م.
2) نزر: قلة.
3) حشرجت النفس: قرب خروجها (دنا موت صاحبها).
4) ازرى: عاب.
5) اجعل ناقتك نبرك ثم أركب رفيقك خلفك، إذا استطاعت الناقة أن تحملكما معا؛ وإلا فاركب أنت مسافة ثم دعه يركب مسافة.
6) البردين: الثوبين. الورد: الاحمر (كناية عن الغنى والشجاعة).
7) سر جارة: سترها، بيتها (والسر أيضا النكاح). يد الدهر: طول الدهر.
8) معبد: عبد لي.
9) إذا من البخيل المصرد: إذا أعطى قليلا ثم من على الذي أعطاه.
10) إذا أطفأ البخيل ناره حتى لا يهتدي الضيوف اليه، أقول أنا للضيوف الذين هم حول ناري: زيدوا في يقاد النار (حتى يهتدي بها ضيوف آخرون) . الخب (بالفتح أو الكسر): مصدر هو نعت للخيل.
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي