عروة بن الورد
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص212-214
27-09-2015
3662
هو ابو نجد (القاموس 1:340 س) عروة بن
الورد من بني عبس، ولكنّ أمه من بني نهد من غير ذوي الانساب المشهورة. كان والد
عروة من الفرسان الذين خاضوا حرب داحس والغبراء. وكذلك كان عروة نفسه فارسا شجاعا،
ولكن صعلوكا (فقيرا مغامرا). وقد كان مقدّما على الصعاليك لفروسيته وشجاعته ولكرمه،
فقد كان يقوم بأمرهم إذا أخفقوا في غزوة ويعولهم إذا لم يكن عندهم معاش، حتى سمّي
عروة الصعاليك. وقد فضله بعضهم على حاتم في الكرم (1).
وكذلك كان عروة كريم الاخلاق عفيفا صادقا
وفيّا بالعهود. وكان قد سبى امرأة من بني كنانة، من أهل يثرب، في إحدى غزواته،
اسمها سلمى في الاغلب وكنيتها أم وهب، فاتخذها زوجة ورزق منها أولادا؛ ولكنّها
فارقته في حديث طويل.
وتوفّي عروة بن الورد نحو عام 7 ق. ه.
(615 م) (2).
شعر عروة بن الورد بدوي الخصائص وأكثره في
التصعلك والفخر، وبعضه في الحماسة والنسيب، وقد اختار له أبو تمام خمس مقطّعات في
«الحماسة».
المختار من شعره:
قال عروة بن الورد في الحث على الاغتراب في
طلب الغنى:
ذريني للغنى أسعى، فإنّي... رأيت الناس
شرّهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم... وإن أمسى له حسب وخير
ويقصيه النديّ، وتزدريه... حليلته، وينهره
الصغير (3)
ويلقى ذو الغنى وله جلال... يكاد فؤاد
صاحبه يطير
قليل ذنبه، والذنب جمّ... ولكن للغنى ربّ
غفور
وله في مثل ذلك:
إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه...شكا الفقر
أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الادنين كلاّ، وأوشكت... صلات ذوي
القربى له أن تنكّرا (4)
وما طالب الحاجات من كل وجهة... من الناس
إلا من أجدّ وشمّرا
فسر في بلاد اللّه والتمس الغنى... تعش ذا
يسار أو تموت فتعذرا
_________________
1) راجع الأغاني 3:74 س،78-79.
2) في الاعلام للزركلي (5:18): توفي عروة بن الورد 30 ق. ه-594
م.
3) الندي: النادي، مجتمع القوم. الحليلة: الزوجة.
4) الادنين: الاقارب. الكل (بفتح الكاف): العاجز الذي لا يهتدي
لخير ولا نفع منه.