تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
نحو الدائرة الثامنة
المؤلف: وليام تي فولمان
المصدر: وداعاً نظرية مركزية الأرض
الجزء والصفحة: ص159–160
2023-09-14
920
هل يجوز لنا القول إذن إن كوبرنيكوس توفي في فراشه وليس على الخازوق؛ لأنه كان محظوظا بما يكفي لأن يكون من طائفة العلماء؟ لم يكن «متلهفا لنشر الكتاب؛ إذ كان يخشى إثارة فضيحة.» ولكن ما هو الخطر الذي فر منه فعلا؟ ألم نتفق لتونا أنه وقى نفسه الشرور عن طريق العمل في غموض وتخف؟
حضر البابا كليمنت شرحًا لنظرية كوبرنيكوس في حديقة الفاتيكان؛ هذا صحيح؛ لكن البابا كليمنت توفي. من جديد أهدى كوبرنيكوس كتابه «عن دورات الأجرام السماوية» للبابا بولس الثاني، غير أن البابا بولس لم يُجزه مطلقًا على حد علمنا. في بعض الأحيان يذكر اسم نائب البابا الكاردينال شونبيج أو شونبيرج، في هذا الصدد؛ ولكن من الواضح أن خطابًا واحدًا منه ظل باقيًا، وهو عبارة عن رسالة خطية مهذبة يطلب منه فيها مخطوطة كتابه «عن دورات الأجرام السماوية» الذي لم يكتمل بعد. وتوفي شونبيج بعدها بعشرة أشهر، في سبتمبر من عام 1534؛ لهذا ليس من المرجح أنه كان لديه الوقت كي يتلقى أي أجزاء مكتملة من الكتاب، وأن يقرأها ويعرضها على البابا، ثم ينقل لكوبرنيكوس الأخبار السارة بالموافقة الكاملة وغير المرجحة من الفاتيكان.
في الواقع، كان موقف كوبرنيكوس محفوفًا بالمخاطر. هل تتذكر الأب جيوفاني ماريا تولوساني؟ إنه الأب الدومينيكاني الذي اقتبسنا له عبارات هاجم فيها كوبرنيكوس في مناسبات عديدة: كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» يخالف قوانين الحركة لأرسطو، ويضع الشمس في موضع غير ملائم لها، ويغيب عنه مشهد جنة الخلد! ومع ذلك، فمن المؤكد أن تولوساني لم يتوغل كثيرًا في أعماق الكتاب. وربما ضللته المقدمة التي كتبها أوزياندر؛ إذ في هذا الموضع كان من الضروري ذكر شيء عن مركزية الشمس: «لا أحد يتقبلها الآن إلا كوبرنيكوس. وحسب رأيي، فهو لا يعتبر أن هذا الاعتقاد صحيح» (كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، الكتاب الأول، الجزء 5: «هذه هي الحال»). وإذا كان كوبرنيكوس لا يؤمن بأن الأرض تتحرك، فلمَ لا تدعونه يخطُّ حماقاته في سلام؟
غير أن الأب تولوساني يمضي الآن ليقول، على نحو أكثر وعيدًا، إن كوبرنيكوس «ما كان له أن يشكو من الرجال الذين تنازع معهم في روما، والذين كانوا أكثر من أدانوه.» أدانوه! ماذا يعني هذا؟ كما نعلم، فإن كوبرنيكوس لم يذهب إلى روما منذ كان شابا، ووقتها لم يكن كتابا «عن دورات الأجرام السماوية» و«الشرح المختصر» أُلفا بعد، وكان مؤلفهما وقتها يعمل في رصد حالات الكسوف وما شابه في رأي روزن – الذي ندين له بالفضل في معرفة هذه القصة – فإن الأب تولوساني لا بد أنه كان يقصد ألكسندر سكلتيتوس، المدافع عن كوبرنيكوس وزميله في الكهنوت في فارميا، الذي سافر إلى روما ونشر كتابًا له هناك عام 1546، بعد وفاة كوبرنيكوس بثلاثة أعوام (توفي تولوساني نفسه عام 1549). كان كتاب سكلتيتوس يتحدث بأسلوب يوافق فيه المبادئ الكوبرنيكية.
لقد علمنا أن تولوساني مقرب للغاية من الفاتيكان من خلال صداقته ببارتولوميو سباينا في مدينة بيزا، الذي عُين «سيد القصر المقدس والرسولي». بوضع تلك التفاصيل في الاعتبار، دعونا نفكر في مقولة أخرى مأخوذة من إسهام الأب تولوساني في الجدل الدائر حول كوبرنيكوس، وهي بعنوان «حول الحقيقة في النص المقدس». وهو يقول عن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»:
كان قد خطط «سيد القصر المقدس والرسولي» لإدانة هذا الكتاب، ولكن، ما منعه في البدء كان المرض، ثم الوفاة بعدها. وهذا ما حرصت على إنجازه من بعده ... بهدف حماية الحقيقة؛ وذلك للصالح العام للكنيسة المقدسة.
إذن كوبرنيكوس لم يكن محظوظا فحسب، وإنما كان بعيد النظر»؛ حيث نُشر كتابه عندما توفي. لقد حكموا عليه، لكن بعد فوات الأوان؛ فلم يعد لهم سبيل إليه؛ فقد انتقل بالفعل إلى الجانب البعيد الآخر من أعمدة هرقل.