1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

الأحاديث القدسيّة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : علم الحديث : مقالات متفرقة في علم الحديث :

قصة الهرمزان، ومقتله على يد ابن عمر.

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام.

الجزء والصفحة:  ص 164 ـ 167.

2023-10-09

6757

كان الهرمزان أحد ملوك فارس، وكان قد عقد صلحاً مع المسلمين في السنة السادسة عشرة للهجرة، ما لبث أن نقضه فيما بعد بتحريض من يزدجرد، وعلم المسلمون بذلك فجهّزوا جيشاً لمحاربته ومحاربة من تعاقد معه على ذلك، فأسر وأقبلوا به الى المدينة مكتوفاً وعليه تاجه وحليته، فأراد عمر أن يضرب عنقه، فأعلن إسلامه في قصة طريفة. فقد روي أنّ عمر قال له: «يا هرمزان، كيف رأيت وبال الغدر»؟ فقال:

يا عمر، إنّا وإيّاكم في الجاهلية كنّا نغلبكم، إذ لم يكن الله معكم، ولا معنا! فلمّا كان الله معكم غلبتمونا. قال: فما عذرك في انتقاضك مرةً بعد مرة ؟! قال: أخاف إن قلتُ إن تقتلني. قال: لا بأس عليك، فأخبرني. فاستسقى ماءً، فأخذه، وجعلت يده تُرْعَد قال: ما لك؟ قال: أخاف أن تقتلني وأنا اشرب. قال: لا بأس عليك حتى تشربه. فألقاه من يده، فقال: ما بالك! أعيدوا عليه الماء ولا تجمعوا عليه بين القتل والعطش، قال: كيف تقتلني، وقد أمّنتني!؟ قال: كذبت! قال: لم أكذب. فقال أنس: صدق يا أمير المؤمنين. قال: ويحك يا أنس! أنا أؤمّن قاتل مجزأة بن ثور والبراء بن مالك! والله لتأتيني بالمخرج أو لأعاقبنّك! قال: إنّك قلت: «لا بأس عليك حتى تخبرني ولا بأس عليك حتى تشرب»! وقال له ناس من المسلمين مثل قول أنس.  فأقبل على الهرمزان، فقال: تخدعني! والله لا تخدعني إلا أن تُسلم، فأسلم، ففرض له الفين وأنزله المدينة» (1).

فلمّا قُتل عمر، ظن ابنه عبيد الله أنّ الهرمزان كان شريكاً لأبي لؤلؤة في قتل والده، فعمد إلى الهرمزان فقتله، وقتل معه جفينة ابنة ابي لؤلؤة.

وأراد عبيد الله ألا يترك سبيّاً بالمدينة يومئذٍ إلا قتله، فاجتمع المهاجرون الأولون، فأعظموا ما صنع عبيد الله من قبل هؤلاء، واشتدوا عليه وزجروه عن السبي.

فقال: والله لأقتلنّهم وغيرهم ـ يعرض ببعض المهاجرين ـ فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه (2).

فلمّا استخلف عثمان، دعا المهاجرين والأنصار، فقال: اشيروا عليّ في قتل هذا الذي فتق في الدين ما فتق! فاجمع راي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله. وقال جل الناس: أبعد الله الهرمزان وجفينة، يريدون يتبعون عبيد الله أباه!!  وعن المطلب بن عبد الله قال: قال على لعبيد الله بن عمر: ما كان ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها؟ فكان رأي على حين استشاره عثمان، ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله، لكن عمرو بن العاص كلّم عثمان حتى تركه. فكان علي يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر وليَ سلطانٌ لاقتصصت منه (3).

أمّا عثمان، فحين بلغه مقالة على تلك، قام فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، إنّه كان من قضاء الله أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، أصاب الهرمزان وهو رجل من المسلمين ليس له وارثٌ إلا الله والمسلمون؟ وأنا إمامكم، وقد عفوت، أفتعفون عن عبيد الله بن خليفتكم بالأمس؟ قالوا نعم. فعفا عنه.

وفي ذلك اليوم قال المقداد مقالته الآنفة، فلمّا بلغ علياً ـ ما قاله عثمان ـ تضاحك، وقال: سبحان الله! لقد بدأ بها عثمان! أيعفو عن حق إمرىء ليس بواليه! تالله إنّ هذا لهو العجب! (4).

وكان عبيد الله قد حبس في بيت، وقيل في السجن، فأطلقه عثمان وكان رجلٌ من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد البياضي، إذا رأى عبيد الله بن عمر قال:

ألا يا عبيد الله ما لك مهربٌ       

ولا ملجأٌ من ابن أروى (5) ولا خفرْ

 أصبت دماً والله في غير حِلّهِ   

حراماً وقتل الهرمزان له خطر

 على غير شيء غير أن قال قائل       

أتتهمون الهرمزان على عمر

 فقال سفيهٌ والحوادث جمّة        

نعم، أتهمه قد أشار وقد أمر

وكان سلاح العبد في جوف بيته

يقلّبه والأمر بالأمر يعتبر

فشكا عبيد الله بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد وشعره، فدعا عثمان زياداً فنهاه، فقال زياد في عثمان:

أبا عمرو عبيد الله رهنٌ

فلا تشكّك بقتل الهرمزان

فإنّك إن غفرت الجرم عنه

واسباب الخطا فرسا رهانِ

أتعفو، إذ عفوتَ بغير حقٍ

فما لك بالذي تحكي يدانَ

فدعا عثمان زياداً، فنهاه وشذ به (6).

ولمّا أكثر الناس التحدث في دم الهرمزان، أمر عثمان عبيد الله بالرحيل إلى الكوفة وأقطعه فيها داراً وأرضاً فسمّي ذلك الموضع بـ «كويفة بن عمر» وحين ولي الإِمام علي عليه السلام الخلافة، طلب عبيد الله فهرب إلى معاوية، فقال عليه السلام: لئن فاتني في هذا اليوم لا يفوتني في غيره! فلمّا كانت حرب صفين قتل فيها. وقيل: إنّ علياً هو الذي قتله، ضربه ضربةً فقطع ما عليه من الحديد حتى خالط سيفُه حشوة جوفه (7).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شرح النهج 12 / 114.

(2) الغدير 8 / 132.

(3) راجع الغدير 8 / 132 إلى 135.

(4) راجع شرح النهج 9 / 54 ـ 55.

(5) ابن أروى: هو عثمان.

(6) راجع الكامل 3 / 75 ـ 76. وشذ به: إذا قُرئت كلمةً واحدة يكون معناها: طرده. وإذا قرئت كلمتين، هكذا: شذّ به: يكون المعنى عزله عن الناس.

(7) راجع مروج الذهب 2 / 385.

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي