الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
قواعد في الإدارة / كن واعياً بان الادارة اوسع منك
المؤلف: حسن علي الجوادي
المصدر: قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة: ص 51 ــ 53
2025-01-02
149
الادارة تعني التحكم والسيطرة والمراقبة والمسؤولية بشكلها الواسع، ذات مفهوم مستقر لا خلاف فيه، فالجميع يتفق على مهام المدير، وما هو عمل الادارة، وتنقسم على عدة اقسام رئيسة، ادارة عليا وادارة اقل وادارة دنيا، الادارة العليا هي المؤسس لبقية الادارات التي تتحكم فيها، وكلها منضوية تحتها، وقد نأخذ اسطراً كثيرة اذا تكلمنا في كافة جوانب الادارة الا انه يمكننا ان نتناول الموضوع من جهة المدير فهو العنصر المحرك في كل المسألة، وقد تناولوا هذا الموضوع بصورة مسهبة ومن مختلف النواحي لذا سنقتصر على الاشياء النافعة ونلخصها ونضيف اشياء أخرى.
ـ كن واعياً بان الادارة اوسع منك
فلا تكن اوسع من الادارة ولا اعلى منها، فان الادارة مفهوم معناه ثابت، ومقام اعتباري متفق عليه، اما الاشخاص فهم يتغيرون، وسيذكرون بخير اذا ادوا اعمالهم ومهامهم بشكل جيد، فهنالك مدراء ومسؤولون يقفز على ادارته وقوانينها، فيأخذ الامور لشخصيته، وينسى ان الادارة بنفسها لها حدود ومسافات لا يمكن ان يتعداها، كلنا نعرف مصطلح الدكتاتورية، هو لا يختص برجل الدولة لأنه يخرج عن القوانين ويفعل ما يحلو له، انما يشمل كل شخص أخذ منصباً ما، وتعامل مع الجميع على انه الاوحد الذي لا يشبهه احد، فاخذ يلغي القوانين ويعاقب هذا ويأمر ذاك، مع انه ليس له حق بذلك، خذ مثلاً فرعون الطاغي الاكبر على وجه الأرض في سنوات انصرمت، انه شخص طغى في الارض واستكبر حتى وصل حد الجنون في الكبر والعظمة، بمصطلح اليوم يسمى دكتاتوراً؛ لأنه سلب الاموال والحريات ومنعها وضيق على مواطنيه ومن يعيش معه، ولم يشبع بالمنصب بل كان جائعاً لكل شيء يشعره بالعظمة، حتى أخذ يطلب الربوبية، بل طلب اعلاها وهو مقام الرب الأعلى، فهو لم يكتفِ برب اعتيادي انما اعلى رب، هذا هو جنون العظمة والكبرياء للبشر الذي نهينا عنه في القرآن والسنة نهياً شديداً، وهو من أخرج الشيطان من الجنة والمقام الكبير، فسلب الناس حقوقهم ومنعهم اياها، دليل الحقد والتغطرس والانانية وكلها مصبها واحد، هو وجدان الانسان نفسه، وانعدام الآخرين بنظره، وانظر جيداً في قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 123، 124]، فهنا اعدام الحقيقة وسلب الحرية وقتل وافساد في الارض، اما المدير الذي يريد النجاح فانه يرى نفسه موظفاً لا مديراً، ومسؤولاً لا مسائلاً، ومحافظاً لا مستغلاً، فلا يستغل مقامه لتمرير خططه واعجاباته، ولا يصعد على اكتاف غيره، بل هو ينظر اليها امانة يجب الحفاظ عليها، ورسالة عليه اداؤها ومهنة شريفة عليه تمثيلها بكل اتقان وحرفية، بعيداً عن كل الوان الخداع والكذب والزور.