تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
الولاية في سورة الأحزاب
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص43 -57
2025-06-19
26
بسم الله الرحمن الرحيم
الثامنة والثمانون والمائتان: قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأحزاب: 6]
محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] [1] فقال: نزلت في الإمرة إن هذه الآية جرت في ولد الحسين (عليه السلام) من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المؤمنين والمهاجرين والأنصار. فقلت: فلولد جعفر فيها نصيب؟
فقال: لا.
قلت: فلولد العباس فيها نصيب؟ فقال: لا. فعددت عليه بطون بني: عبد المطلب كل ذلك يقول: لا قال [2] ونسيت ولد الحسن (عليه السلام) فدخلت بعد ذلك عليه فقلت [له] [3]: هل لولد الحسن (عليه السلام) فيها نصيب؟ فقال: لا والله [4] ـ يا عبد الرحيم- ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا [5].
عنه: عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن نوير بن أبي فاختة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام) أبدا إنما جرت من علي بن الحسين (عليه السلام) كما قال [الله] [6] تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] فلا تكون بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب[7].
وعنه: عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس. وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان علي (عليه السلام) أولى الناس بالناس لكثرة مـا بلغ فـيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقامته للناس وأخذه بيده فلما مضى علي [8] لم يكن يستطيع علي [9] ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا [10] العباس بن علي ولا أحدا من ولده إذن لقال الحسن والحسين (عليهما السلام) : إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهب عنك. فلما مضى علي (عليه السلام) كان الحسن (عليه السلام) أولى بها لكبره فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] فيجعلها في ولده إذن لقال الحسين (عليه السلام) : أمر الله تبارك وتعالى بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلغ في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك. فلما صارت إلى الحسين (عليه السلام) لم يكن [11] أحـد مـن أهـل بـيته يستطيع {أن يدعي} [12]عليه كما {كان} [13] هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين (عليه السلام) فجرى تأويل هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] ثم صارت مـن بـعـد الحسين (عليه السلام) لعلي بن الحسين (عليه السلام) ثم صارت من بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلى محمد بن علي (عليه السلام) .
وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا[14]
وعنه: عن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الأزرق عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : إن رجلا من المختارية [15] لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام فغضب أبو جعفر (عليه السلام) ثم قال: أفلا قلت له؟ قلت: لا والله ما دريت ما أقول له.
قال: أفلا قلت له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى إلى علي والحسن والحسين (عليهما السلام) فلما مضى علي (عليه السلام) أوصى إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك وأوصى الحسن إلى الحسين (عليهما السلام) ولو ذهب يزويها عنه لقال له: أنا وصي مثلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أبي ولم يكن ليفعل ذلك قال الله عز وجل: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] هي فينا وفي أبنائنا [16] [17]
ابن بابويه: قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد [عن حماد بن عيسى] [18] عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل خص عليا (عليه السلام) بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يصيبه [19] له فأقر الحسن والحسين (عليهما السلام) بذلك ثم وصيته للحسن وتسليم الحسين للحسن (عليهما السلام) ذلك حتى أفضى الأمر للحسين [20] (عليه السلام) لا ينازعه فيه أحد له من السابقة مثل ما له واستحقها علي بن الحسين (عليه السلام) لقول الله عز وجل: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] فلا تكونن بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب [21].
عنه: قال: حدثنا محمد بن [محمد بن] [22] عصام الكليني رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه [عن] [23] علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: فينا نزلت هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75] وفينا نزلت هذه الآية: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] والإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة وإن للقائم م [24] منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى: أما الأولى فستة أيام أو ستة {أشهر} [25] أو ست سنين وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه [حرجا] [26] مما قضينا وسلم لنا أهل البيت [27].
وعنه [28]: قال: أخبرنا محمد بن عبد الله [29] بن المطلب الشيباني رحمه الله قال: حدثنا محمد أبو بكر بن هارون الدينوري قال: حدثنا محمد بن العباس المصري قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال: حدثنا حريز بن عبد الله الحذاء قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : قال الحسين بن علي (عليه السلام) : لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تأويلها. فقال: والله ما عنى [30] بها غيركم وأنتم أولوا الأرحام فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به فإذا مضى الحسن فأنت أولى به فقلت: يا رسول الله ومن بعدي؟ قال: ابنك علي أولى بك من بعدك فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به من بعده وبمكانه فإذا مضى جـعـفر فابنه موسى أولى به من بعده فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من بعده فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك فهذه الأئمة التسعة من صلبك أعطاهم الله علمي وفهمي طينتهم من طينتي ما لقوم يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي؟ [31].
محمد بن العباس: قال: حدثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) [قال] [32] إنه سئل عن قول الله عز وجل: { وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ} [الأحزاب: 6] قال: نزلت في ولد الحسين (عليه السلام) . قال: قلت: جعلت فداك نزلت في الفرائض؟ قالا: لا. قلت: ففي المواريث؟ فقال: لا نزلت في الإمرة [33].
عنه: قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن الفضل عن جعفر بن الحسين الكوفي عن أبيه عن محمد بن زید [34] مولی [35] أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألت مولاي فقلت: قوله عز وجل { وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ } [الأحزاب: 6] قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) معناه [36]: أنه رحم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكون أولى به من المؤمنين[37] والمهاجرين [38]
وعنه: قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن علي المقري بإسناده يرفعه إلى زيد بن علي (عليه السلام) في قول الله عز وجل: { وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ} [الأحزاب: 6] قال: رحم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بالإمارة والملك والإيمان [39].
علي بن إبراهيم في تفسيره: في معنى الآية قال: نزلت في الإمامة [40]. التاسعة والثمانون والمائتان: قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } [الأحزاب: 7] علي بن إبراهيم: قال: حدثني {أبي عن} [41] النضر بن سويد عن [يحيى] [42] الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) :
أول من سبق من [43] الرسل إلى بلى [44] رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [45] وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أُسري به إلى السماء: تقدم ـ يا محمد - لقد [46] وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان [47] لما قدر أن يبلغه فكان من الله عز وجل كما قال الله تعالى: {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] [48] أي [49] بل أدنى فلما خرج الأمر وقع من الله [50] إلى أوليائه عليهم السلام. فقال الصادق (عليه السلام) : كان الميثاق مأخوذا عليهم الله بالربوبية ولرسوله بالنبوة وإلى أمير المؤمنين والأئمة بالإمامة. فقال: ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم والأئمة الهادون أئمتكم؟ قالوا: بلى شهدنا. فقال الله تعالى: أن تقولوا يوم القيامة - أي لئلا تقولوا يوم القيامة - إنا كنا عن هذا غافلين. فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء له بالربوبية وهو قوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7] فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز عز وجل أفضلهم بالأسامي فقال: {وَمِنْكَ } [الأحزاب: 7] يا محمد فقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه أفضلهم {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضلهم ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأنبياء بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ } [آل عمران: 81] يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ } [آل عمران: 81] أمير المؤمنين (عليه السلام) تخبروا أسمكم بخبره يعني وخبر وليه من الأئمة عليهم السلام [51].
علي بن إبراهيم: قال: هذه الواو زائدة في قوله: {وَمِنْكَ } [الأحزاب: 7] إنما هو منك {وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] {فأخذ الله الميثاق لنفسه على الأنبياء} [52] ثم أخذ لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأنبياء والأئمة عليهم السلام ثم أخذ للأنبياء على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [53].
التسعون والمائتان: قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] يعني الأئمة عليهم السلام وولايتهم ومن دخل فيها دخل في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [54]ابن بابویه: قال حدثنا [55] علي بن الحسين بن محمد قال: حدثنا ی هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسر من رأى قال : حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي (عليه السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت أم سلمة وقد نزلت عليه [هذه] [56] الآية : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا علي هذه الآية [نزلت ] [57] فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك. فقلت: يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟
قال: أنت يا علي ثم ابناك الحسن والحسين وبعد الحسين علي ابنه وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد جعفر ابنه وبعد جعفر موسى ابنه وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسين هكذا {وجدت} [58] أسماء هم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله تعالى عن ذلك فقال : يا محمد هم [59] الأئمة بعدك مطهرون معصومون وأعاديهم [60] ملعونون [61].
عنه: قال: حدثنا أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : ما عنى الله عز وجل بقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] ؟ قال: نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فلما قبض الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إماما ثم الحسن (عليه السلام) ثم الحسين (عليه السلام) ثم وقع تأويل هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6] وكان علي بن الحسين (عليه السلام) إماما ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء عليهم السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل [62].
وعنه: عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا (عليه السلام) في حديث المأمون والعلماء وسؤالهم للرضا (عليه السلام) فكان فيه: قال: فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم. فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا (عليه السلام) : الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال جل وعز{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] وهم الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. وفي الحديث: قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا (عليه السلام) : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر [موضعا و] [63] موطنا: فأوّل ذلك: قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين [64] هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه واحدة والآية الثانية في الاصطفاء: قول الله عز وجل : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية وساق الحديث بذكر الاثني عشر [65]. والروايات في هذه الآية بأنها نزلت في آل محمد وأهل بيته صلى الله عليهم أجمعين كثيرة جداً من طرق الخاصة والعامة وقد تضمن كتاب البرهان من الروايات بذلك من طرق الخاصة والعامة ممّا لا مزيد عليه فلتؤخذ من هناك لأن هذا الكتاب مبني على الاختصار. الحادية والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {يوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [الأحزاب: 66] علي بن إبراهيم: قال: قوله: {يوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [الأحزاب: 66] فإنها كناية عن الذين غصبوا آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حقهم {يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66] يعني في أمير المؤمنين (عليه السلام) { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب: 67] وهما الرجلان والسادة والكبراء هما [66] أول من بدأ بظلمهم وغصبهم. قال: قوله: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب: 67] أي طريق الجنة والسبيل: أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم يقولون: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } [الأحزاب: 68] [67].
الثانية والتسعون والمائتان: قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا } [الأحزاب: 69] علي بن إبراهيم: قال: أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم عليهم السلام فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة عليهم السلام كما {آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا } [الأحزاب: 69] [68]
الثالثة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال [69] ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما هكذا نزلت [70].
ورواه علي بن إبراهيم: بعين السند والمتن الى أن قال في آخره: هكذا نزلت والله[71] محمد بن العباس: عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما.
الرابعة والتسعون والمائتان: قوله تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله له في قول الله عز وجل: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] قال: هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) [72]ابن بأبويه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رحمه الله قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم فعرضها [73] على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم. فقال الله تبارك وتعالى للسموات والأرض والجبال: هؤلاء أحبائي وأوليائي على خلقي وأئمة بريتي، ما خلقت خلقاً أحب إلي منهم لهم ولمن وحججي تولاهم خلقت جنتي ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا أليما لا أعذبه أحدا من العالمين وجعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري ومن أقرّ بولايتهم ولم [74] يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته [75] معهم في روضات جناتي وكان لهم فيها ما يشاءون عندي وأبحتهم كرامتي وأحللتهم جواري وشفعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي فولايتهم أمانة عند. خلقي فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه دون خبرتي؟ فأبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربها فلما أسكن الله عز وجل آدم وزوجته الجنة وقال لهما: {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35] يعني شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } [البقرة: 35] فنظرا إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم فوجداها أشرف منازل الجنة فقالا: يا ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة [76] صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله ، فقالا : يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبهم إليك وما أشرفهم لديك ؟ فقال الله جل جلاله لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وأمنائي عـلـى سري إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين . قالا: ربنا ومن الظالمون؟
قال: المدعون منزلتهم بغير حق. قالا: ربنا فأرنا منزلة [77] ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك. فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكـال والـعـذاب وقال عز وجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وكلما نضجت جلودهم بدلوا سواها ليذوقوا العذاب يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فأهبطكما من جواري وأحل بكما هواني. فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال: ما نهاكما رتكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلا شعيرا ـ فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه - وأصل الشعير كله [78] مما عاد مكان ما أكلاه ـ فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما ويقيا عريانين { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ 22 قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ 23 قَالَ اهْبِطُوا} [الأعراف: 22-24] من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فأهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش. فلما أراد الله عز وجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل (عليه السلام) فقال لهما: إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى أرضه فاسألا رتكما بحق هذه الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما. فقالا: اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام إلا تبت علينا ورحمتنا. فتاب الله عليهما إنه هو التواب الرحيم. فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الإنسان الذي قد عرف فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عزوجل: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] [79] وعنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] قال: الأمانة: الولاية والإنسان هو أبو الشرور المنافق[80] وعنه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى {الرضا} [81] (عليه السلام) عن قول الله عزوجل { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} [الأحزاب: 72] قال: الأمانة: الولاية من ادعاها بغير حق كف[82] محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا } [الأحزاب: 72] قال: هي الولاية أبين أن يحملنها [83] {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72] والانسان الذي حملها: أبو فلان [84]محمد بن العباس: عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] قال: يعني بها ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) [85]علي بن إبراهيم: في معنى الآية قال: الأمانة والأمر والنهي والدليل على أن الأمانة هي الإمامة قوله عزوجل في الأئمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] يعني الإمامة فالأمانة هي الإمامة عرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها قال: أبين أن يدعوها أو يغصبوها أهلها { إ وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} أي الأول {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا 72 لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 72، 73] [86]. [87].
ابن شهر آشوب: عن أبي بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي (عليه السلام) بالإسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأحزاب: 72] قال: عرض الله أمانتي [88] على السماوات السبع بالثواب والعقاب فقلن: ربنا لا نحملها بالثواب والعقاب لكن نحملها بلا ثواب ولا عقاب. وإن الله عرض أمانتي وولايتي على الطيور فأول من آمن بها: البزاة والقنابر وأول من جحدها من الطيور: البوم والعنقاء فلعنهما الله من بين الطيور فأما البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطيور لها وأما العنقاء فغابت في البحار لا ترى. وإن الله عرض أمانتي على الأرض فكل بقعة آمنت بولايتي وأمانتي جعلها الله طيبة مباركة زكية وجعل نباتها حلوا عذبا وجعل ماءها زلالا وكل بقعة جحدت إمامتي [89] وأنكرت ولايتي جعلها الله [90] سبخة وجعل نباتها مرا علقما وجعل ثمرها العوسج والحنظل وجعل ماءها ملحا أجاجا [91]
ثم قال: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72] يعني أمتك يا محمد ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب { إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا} [الأحزاب: 72] لنفسه {جَهُولًا } [الأحزاب: 72] من لم يؤدها بحقها فهو ظلوم وغشوم. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا يحبني إلا مؤمن وال يبغضني إلا منافق وولد حرام [92] عمر بن إبراهيم الأوسي: عن صاحب كتاب الدر الثمين يقول: قوله تعالى{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} [الأحزاب: 72]
الأمانة وهي [93] إنكار ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) عرضت على ما ذكرنا فأبين أن يحملنها {وأشفقن منها} [94]{ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] الأول لأي الأشياء {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} [الأحزاب: 73] فقد خابوا والله وفاز المؤمنون والمؤمنات [95]شرف الدين النجفي: قال في تأويل: {إِنَّا عَرَضْنَا } [الأحزاب: 72] أي عارضنا وقابلنا والأمانة هنا [96] الولاية. قال: وقوله {عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} [الأحزاب: 72] فيه قولان: الأول: إن العرض على {أهل} [97] السماوات {والأرض} [98] من الملائكة والجن والإنس فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه.
والثاني: قول ابن عباس: {هو} [99] أنه عرضت على نفس السماوات والأرض والجبال فامتنعت من حملها وأشفق منها أن نفس الأمانة قد حفظتها الملائكة والأنبياء والمؤمنون وقاموا بها [100].
[1] زاد في الكافي والبرهان: فيمن نزلت؟
[2] ليس في «أ».
[3] من الكافي والبرهان.
[4] كذا في الكافي والبرهان وفي «أ» و«ب»: وقال.
[5] الكافي: 1/ 228ح2 عنه البرهان: 4/ 412 ح1.
[6] من الكافي والبرهان.
[7] الكافي: 1/ 225ح1 عنه البرهان: 4/ 412ح2
[8] ليس في «ب».
[9] ليس في ب.
[10] ليس في ب.
[11] ليس في «أ».
[12] من الكافي والبرهان.
[13] من الكافي والبرهان.
[14] الكافي: 1/ 227ح1 عنه البرهان: 4/ 412ح3
[15] هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي، ويعتقدون بإمامة محمد بن الحنفية انظر: فرق الشيعة للنوبختي: 27 معجم الفرق الإسلامية: 217
[16] في «أ»: آبائنا.
[17] الكافي: 1/ 231ح7 عنه البرهان :4/ 413ح4
[18] من العلل والبرهان.
[19] في «ب»: يوصيه.
[20] في العلل والبرهان إلى الحسين.
[21] علل الشرائع: 207 ح 5 عنه البرهان: 4/ 15ج13
[22] من الكمال والبرهان.
[23] من البرهان وفي الكمال: علي بن الحسين بن علي.
[24] في «أ»: للغائب.
[25] من الكمال والبرهان.
[26] من الكمال والبرهان.
[27] كمال الدين: 323ح8 عنه البرهان: 4/ 415ح14
[28] نسب بعض العلماء ومنهم المصنف رحمه الله السيد هاشم البحراني - كتاب كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر للشيخ الصدوق ابن بابويه والحال أنه ليس له بل أنه للشيخ أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي.
[29] ليس في «ب».
[30] كذا في الكفاية والبرهان وفي «أ» وب: يعني.
[31] كفاية الأثر: 175 عنه البرهان: 4/ 415ح15
[32] من التأويل والبرهان.
[33] تأويل الآيات:2/ 447ح4 عنه البرهان: 4/ 416ح16
[34] في «ب»: يزيد.
[35] كذا في التأويل والبرهان وفي «أ» و «ب»: عن
[36] كذا في التأويل والبرهان وفي «أ» و «ب»: قيل: معناه.
[37] في «أ»: أولى بالمؤمنين.
[38] تأويل الآيات: 2/ 447/ ح5 عنه البرهان: 4/ 416ح17
[39] تأويل الآيات: 2/ 448ح6 عنه البرهان: 4/ 416ح18
[40] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 176 عنه البرهان: 4/ 417ح21
[41] من القمي والبرهان.
[42] من القمي والبرهان.
[43] ليس في ب.
[44] في البرهان: أول من سبق إلى الميثاق.
[45] في القمي: محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
[46] في القمي والبرهان فقد.
[47] ليس في ب.
[49] ليس في ب.
[50] في القمي: الأمر من الله وقع.
[51] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/ 246عنه البرهان: 4/ 417ح1
[52] من القمي والبرهان.
[53] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1/ 246عنه البرهان: 4/ 417ح1
[54] الكافي: 1/ 350ح54 عنه البرهان: 4/ 442 ح1
[55] ليس في «أ».
[56] من الكفاية والبرهان.
[57] من الكفاية والبرهان.
[58] من الكفاية والبرهان
[59] كذا في الكفاية والبرهان وفي أ وب: هذه.
[60] في الكفاية والبرهان: وأعداؤهم.
[61] كفاية الأثر: 155 عنه البرهان: 4/ 444ح5
[62] علل الشرائع: 205ح2 عنه البرهان: 4/ 445ح6
[63] من الأمالي والبرهان.
[64] إشارة إلى الآية: 214 من سورة الشعراء.
[65] أمالي الصدوق: 421ح1 عنه البرهان: 4/ 445ح7
[66] في ب: هم.
[67] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 197 عنه البرهان:4/ 496ح1.
[68] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 197 عنه البرهان: 4/ 496ح1
[69] كذا في الكافي والبرهان وفي أ و ب: في قوله تعالى.
[70] ليس في ب
[71] الكافي: 1/342ح8 تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 197 عنهما البرهان: 4/ 498ح1
[72] الكافي: 1/ 341ح2عنه البرهان: 4/ 498ح1
[73] في ب: فعرضهم.
[74] في ب: ولا.
[75] في ب: جعلتهم.
[76] ليس في ب.
[77] في المعاني والبرهان: منازل.
[78] كذا في المعاني والبرهان وفي «أ» و «ب»: كان.
[79] معاني الأخبار: 108 ح1 عنه البرهان: 4/ 499ح2
[80] معاني الأخبار: 110 ح2 عنه البرهان : 4/ 500ح3
[81] من المعاني والبرهان.
[82] معاني الأخبار: 110ح3 عنه البرهان: 4/ 500ح4
[83] زاد في البصائر: كفرا بها وعنادا
[84] بصائر الدرجات: 96 ح 3 عنه البرهان: 4/ 501 ح5
[85] تأويل الآيات: 2/ 470 ح40 عنه البرهان: 4/ 501ح6
[86] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 198 عنه البرهان: 4/ 501ح7
[87] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 198 عنه البرهان: 4/ 501ح7
[88] - من المناقب والبرهان
[89] كذا في المناقب والبرهان وفي أ وب: أمانتي.
[90] ليس في المناقب والبرهان.
[91] من المناقب والبرهان
[92] مناقب ابن شهر آشوب: 2/ 314 عنه البرهان: 4/ 501 ح8
[93] ليس في ب.
[94] من ب
[95] عنه البرهان: 4/ 502 ح9
[96] في ب: هي
[97] من التأويل والبرهان.
[98] من التأويل والبرهان.
[99] من التأويل والبرهان.
[100] تأويل الآيات: 2/ 469 عنه البرهان: 4/ 502 ح10