الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
غذاء الرضيع
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص501ــ505
2025-05-29
52
إنَّ أفضل غذاء ينفع الجنين هو الرضاع لمدة حولين كاملين قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233].
عن الإمام علي (عليه السلام): ((ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه))(1).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه للمفضل بن عمرو عن حكمة الله في خلق الإنسان: ((فإذا ولد صرف الله ذلك الدم الذي كان يغذوه من دم أمه إلى ثديها، وانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء، وهو أشدّ موافقة للمولود من الدم فيوافيه في وقت حاجته إليه، فحين يولد قد تلمظ وحرّك شفتيه طلباً للرضاع، فهو يجد ثدي أمه كالأدواتين المعلقتين لحاجته فلا يزال يتغذى باللبن، ما دام رطب
البدن، رقيق الأمعاء، ليّن الأعضاء)).
قال د. القدسي: ((إنَّ الطفل الوليد يولد دون مناعة، إذ يكون كبده الذي يولد البروتينات ومنها المناعية وكذلك جهازه المناعي غير مكتمل، كما أننا نعلم أن الجهاز المناعي يعتمد في عمله أيضاً على نوع من الخلايا المناعية الذاكرة وعلى تراكم دخول الأنواع المختلفة من الجراثيم والفيروسات والفطريات والبكتيريا بشكل مستمر، حتى يستطيع أن يطور نفسه مع الزمن، الأمر الذي يفتقده الوليد حديث الولادة ذو العمر الصغير والخبرة المناعية القصيرة جداً، ولذلك فإني أنصح كثيراً من الأمهات المصابات بالوسواس بعد التنظيف والتعقيم الزائد عن اللزوم تجاه أطفالهن، ذلك أنَّ التعقيم الشديد يقلل كمية الجراثيم التي يتعرض لها بالطفل بشكل خطير، يجعل مناعة الجسم تنام وتنسى ما خلقت من أجله، وفي الحقيقة هذا ما يعاني منه الأطفال الذين يتم تعقيمهم بشكل أكثر من اللازم، هو ضعف مرضهم وكثرة تعرضهم للأمراض بالرغم من كثرة النظافة والعناية والتعقيم التي يحاطون بها من قبل أمهاتهم، ومثل هؤلاء الأطفال ضعيفي المناعي يكون الوليد حديث الولادة ضعيف المناعة بشكل كبير لأنَّ الكبد لديه لم ينضج، وخبرته المناعية لم تتشكل بعد(2).
الفوائد الجسدية للرضاع:
1ـ يتكيّف تركيب حليب الأم بما يلائم حاجة الرضيع من الناحية الغذائية، ونمو الجسم، وذلك عكس الحليب الصناعي الثابت التركيب.
2ـ الهضم: لبن الأم أسهل هضماً لاحتوائه على خمائر هاضمة تساعد خمائر المعدة عند الطفل على الهضم وتستطيع المعدة إفراغ محتواها منه بعد ساعة ونصف، وتبقى حموضة المعدة طبيعية ومناسبة للقضاء على الجراثيم التي تصلها. بينما يتأخر هضم خثرات الجنين في حليب البقر، لثلاث أو أربع ساعات، كما تعدلُ الأملاح الكثيرة الموجودة في حليب البقر حموضة المعدة، وتنقصها مما يسمح للجراثيم وخاصة الكولونية بالتكاثر مِمَّا يؤدي للإسهال والقيء.
3ـ الطهارة: حليب الأم معقم، بينما نادراً ما يخلو الحليب في الإرضاع الصناعي من التلوّث الجرثومي، وذلك يحدث إما عند عملية صناعة الحليب، أو باستخدام الآنية المختلفة، أو بتلوّث زجاجة الإرضاع.
4ـ درجة حرارة لبن الأم ثابتة وملائمة لحرارة الطفل، ولا يتوفر ذلك دائماً في الإرضاع الصناعي.
5ـ الإرضاع الطبيعي أقل كلفة، بل لا يكلف أي شيء من الناحية الاقتصادية.
6ـ يحوي لبن الأم أجسام مكافحة نوعية، تساعد الطفل على مقاومة الأمراض، وتوجد هذه الأجسام بنسبة أقل بكثير في حليب البقر، كما أنها غير نوعية ولهذا فمن الثابت أنَّ الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أقل عرضة للأمراض ممن يعتمدون على الإرضاع الصناعي.
يقول الدكتور خالد التركي: ((الغذاء الأمثل للرضيع في هذا العمر هو حليب الأم وهذا ما أثبتته التجارب العلمية حيث أظهرت هذه التجارب أن الأطفال الذين يعطون حليب البقر هم الأكثر عرضة لأمراض الجهاز الهضمي وتكون المناعة لديهم أقل من الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم وبذلك يكونون عرضة للأمراض المعدية أكثر.
توصي الماكروبيوتك بأن لا يعطي الطفل حليب البقر في كل مراحله الأولى أي على الأقل في السنتين الأوليتين.
هناك فروقات كبيرة بين حليب الأم وحليب البقر تدعونا إلى عدم تغذية أطفالنا حليب البقر. فمثلاً حليب البقر يحتوي على ثلاثة أضعاف ما يحتويه حليب الأم من البروتين وأربعة أمثال ما يحتويه حليب الأم من كالسيوم بينما حليب الأم يحتوي ضعف ما يحتويه حليب البقر من الكاربوهيدرات وهو ما يفيد ويغذي المخ والأعصاب، من هنا يتضح أنَّ تركيبة حليب البقر تعمل على النمو البدني السريع للعجل على حساب النمو العقلي أي المخ والأعصاب وهو ما لا يحتاجه العجل أما الإنسان فإنَّه يحتاج للنمو العقلي بالتوازن مع النمو البدني لذا نلاحظ الأطفال الذين يتغذون على حليب أمهاتهم هم أكثر حدة وأكثر ذكاءً.
الإدعاء الأكبر والذي دائماً ما نسمعه وهو حاجة الطفل للكالسيوم فنحن نقول هناك الكثير من الأطعمة تحتوي على الكالسيوم إن لم يكن بقدر الحليب فهو أكثر ولنا أن نسأل أنفسنا من أين تأتي البقرة بالكالسيوم(3).
خطورة الحليب الصناعي:
جاء في مجلة الاتحاد سنة 1992م أنَّ البرلمان الهندي وافق بالإجماع على مشروع قانون يحظر نشر إعلان الدعاية لحليب الرضاعة الصناعي وزجاجات الرضاعة، ويتضمن القانون فرض عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات أو غرامة مالية لما في هذا الحليب من خطورة على الأطفال.
الثوم مدر لحليب الأم:
أكدت دراسات علمية حديثة أنَّ الأمّ ع عندما تأكل الثوم قبل الرضاع بساعتين فإنَّ رائحة الحليب أقوى مما يساعد الطفل على شرب المزيد من الحليب وكثرة رضاعته(4).
______________________________
(1) حضارة الأسرة المسلمة: ص 157.
(2) اللباء: ص 121.
(3) الماكروبيوتيك: ص 76.
(4) الملف التربوي: عدد 5، ص 76.