الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تأثير الطعام الحرام في نطفة الإنسان
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص74ــ78
2025-06-05
38
ذكرت الروايات الشريفة أن للطعام تأثير واضح في انعقاد النطفة، فإن كان الطعام حلالاً وطاهراً كانت النطفة كذلك، والعكس كذلك.
ومن هنا نلاحظ أنَّ لطعام النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أثر في تكوين السيدة
الزهراء (عليها السلام) وأنَّ لطعام السيدة مريم (عليها السلام) أثر في تكوين السيد المسيح (عليه السلام).
ويُقال: إنَّ الطعام الذي تناوله آدم (عليه السلام) تحول في صلبه إلى نطفة كان منها ولده قابيل الذي قتل أخاه هابيل(1).
تأثير طعام الأم:
نظراً لأهمية طعام الأمّ في انتقال أثره إلى الولد، فعلى الأم أن تختار أطيب الأطعمة فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنَّه قال: ((تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح، فإنَّ الرضاع يغير الطباع))(2).
ولهذه الأهمية فقد منع الله تعالى الرضاعة عن موسى (عليه السلام)، كما قال تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} [القصص: 12] فقد رفض موسى (عليه السلام)
ـ بأمر من الله تعالى ـ أن يرضع من غير أُمه لئلا يتأثر بحليب امرأة أكلت من حرام، خصوصاً من كنَّ يعيش في قصر فرعون(3).
فمن الضروري للمرضع أن تبتعد عن الطعام الضار وأن تهتم بالجانب الصحي، ليكون غذاء الولد متكاملاً.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما للنفساء عندي شفاءٌ مثل الرطب، وما للمريض مثل العسل))(4).
وعن الإمام علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ليكن أول ما تأكل النفساء الرُّطب؛ فإنَّ الله تعالى قال لمريم: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25].
قيل: يا رسول الله، فإن لم يكن أوان الرطب؟
قال: سبع تمرات من تمر المدينة فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني، لا تأكل نفساء يوم تلد الرُّطب فيكون غلاماً إلا كان حليماً، وإن كانت جارية كانت حليمة))(5).
قيل: لما نال الشيخ مرتضى الأنصاري درجة الاجتهاد وحاز منصب قيادة المرجعية الدينية، أخذ الناس يهنئون أُمه بهذه المناسبة.
كانت هذه الأم تجيبهم: ما كانت الدهشة تنالني حتى لو ارتقى ولدي مكانة النُّبوَّة، نظراً لما تحملته من عناء في تربيته وتنشئته، فكيف أعجب لنيله شأن الاجتهاد.
كان الناس يعجبون لكلامها ويتساءلون هل أنَّها بذلت من أجله ما لا يبذله الآخرون في سبيل تربية أبنائهم؟!.
والأم تجيب: لا أعلم إن كنتم على استعداد وسعة صدر تمكنكم من فهم كنه متاعبي أم لا؟ ولكنني أذكر لكم على سبيل المثال أنني لم أرضعه من حليبي إلا وقد أسبغت الوضوء.
قال د. الشبلي: ((إذا كانت الأم متناغمة مع الأبدية فستنتج لنا عبر حليبها الحكماء، وأما في هذا الزمان فالأم تعيش المخاوف، وتتطرف في أكلها وشربها وتسمع ما يثير أحاسيسها وغرائزها، وتنظر إلى المسلسلات وتقع في الغيرة، وإذا لم تحقق رغباتها تغضب وتجسد غضبها في الأبناء ومع هذه الشياطين المحيطة بها من غضب وحقد وحسد وطمع تقرر أن تأتي بمولود يكون نتاج شهوات تجلت أمامها بأفلام إباحية، وأخيراً يأتي الطفل ثم ترضعه الحمقاء من حليبها المُصنّع وتعطف عليه بجسمها العاطفي المتطرف، وتنقل إليه ما تحمل من سلبيات، فأي حليب هذا؟ وأي طفل سيكون؟ وأي مجتمع(6).
____________________________
(1) مفاسد الحرام، ص 94.
(2) الأسرة المسلمة، ص 162.
(3) الأمثل، ج 12، ص 176.
(4) الفردوس، ج 4، ص 85، ح 6264، كنز العمال، ج 10، ص 44، ح28279.
(5) الكافي، ج 6، ص 22، ح 4؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص 440، ح1747 وفيه (حكيماً) و(حكيمة) بدل (حليماً) و(حليمة).
(6) انتهى بتصرف.