الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النفس الامارة بالسوء
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 89 ـ 95
2025-06-28
10
التكلم عن هذه النفس أمر ضروري جداً جداً لأنها أساس كل الذنوب وهذه النفس هي المسيطرة على الكثير من الشباب، هي التي تجعل الشاب يرتكب المعاصي ويبتعد من التقرب إلى الله وهي التي تمنع الشاب من الصلاة والصوم، هذه النفس هي سبب في انتشار الذنوب.
في شهر رمضان ليست هنالك شياطين على ما ورد في الروايات أن الشياطين محبوسة في هذا الشهر ولكن هنالك الكثير من الناس يتركب أنواع الذنوب في هذا الشهر والسبب ليس في الشيطان ولكن السبب في النفس الأمارة بالسوء لأنها أقوى من الشيطان هي التي تأمر بالذنوب والمعاصي وهي التي تجعل الأنسان كالحيوان لا يعلم ما يفعل أن كيد الشيطان ضعيف جداً جداً ويمكن التغلب على الشيطان بكل سهولة ولكن العدو الأكبر للأنسان هي النفس الأمارة بالسوء كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) (1).
هذه النفس هي التي تأمرك بالذنوب والمعاصي، الذنوب الصغيرة والكبيرة السبب الرئيسي للذنوب هي النفس الأمارة بالسوء: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
هذه النفس تحب اللعب واللهو وتحب المعاصي والشهوات وتحب أضاعة الوقت والانفلات وتكره الانضباط والصلاة والصوم وتكره الالتزام هذه النفس متوحشة جداً ويجب على الأنسان أن يسيطر عليها ويفرض سيطرته عليها قبل أن تفرض سيطرتها عليك!
على سبيل المثال:
أنت جالس لوحدك في الغرفة وقام الشيطان بالوسوسة اليك بأن تنظر إلى فيديوهات محرمة، هنا الشيطان فقط تكلم لم يأمرك ولم يجبرك على فعل هاذا الأمر فقط تكلم ولكن لم يتكلم معك بل تكلم مع نفسك الأمارة بالسوء هذه النفس تعشق هذه الأشياء بالتأكيد ستبدئ بالإلحاح عليك هيا أفعل هذا الذنب هيا هيا وتبقى على هذه الحال لدقائق ولربما ساعات ولربما أيام فمنهم من لا يمكنه السيطرة على نفسه فيفعل الذنب باقل من خمسة دقائق يذهب وينظر إلى الحرام ومنهم من يتمكن من منع نفسه والسيطرة عليها ومنهم من لا تحدث معهم هذه المعركة، يسمع نداء بفعل الذنوب فيفعل مباشرة.
هذه النفس وحش بداخلك وهذا الوحش لا يمكنك السيطرة عليه ألا بالترويض، كذلك الحصان الذي لم يمتطيه أحد يصبح متوحش ويلعب ويلهو ولا يحب أن يركبه أي أحد ولكن بعدما يتمكن الفارس من الترويض يستطيع التحكم به كيف يشاء، أما أن كان الحصان غير مروض فانه سيتحرك بوحشية حتى وأن كان على ضهره الفارس، النفس لا تحب أن يسيطر عليها أحد تحب أن تبقى متحررة تفعل ما تريد وتتهجم عليك كلما حاولت السيطرة عليها لأنها متوحشة ويجب تزكيتها وتعليمها لكي تتهذب.
هذه النفس أمارة بالسوء كلما جلست وحدك أو عرض لك ذنب ستبقى تلح عليك إلى أن تفعل هذا الذنب وبدور الشيطان يجلب الذنوب للنفس ويجعلها جميلة بعينك حتى يغري النفس وتبقى تلح عليك.
الكثير من الشباب لا يمكنه السيطرة على نفسه في حال انعراض أي ذنب أمامه لا يمكنه أن يترك هذا الذنب فيفعله كالحيوان لا يعلم ماذا يفعل وبعدها يكون نادماً على فعله وهذا سببه أن هذا الشاب رافض لهذا الذنب ولكن هنالك قوة بداخله تدفعه على فعل هذا الذنب وهذه القوة هي النفس الأمارة بالسوء هذه النفس أن أعطيتها أي مجال تسلطت عليك وبدأت هي من يتحكم بك حتى أنها تجعلك كالسكران لا تعلم ماذا تفعل وتتحكم بك كما أنت تتحكم بجوالك تجعلك تفعل ما هي تشتهي وكذلك تجبرك على ترك ما تحب كالصلاة والصوم والدعاء والتسبيح.
هي من تجبرك على عدم فعل هذه الأوامر مثلاً أنت تتمنى أن تصلي وتلتزم بصلاتك ولكن تشعر أنك لا يمكنك الالتزام بالصلاة وهذا هو تحكم النفس الأمارة بالسوء كذلك تفعل أشياء أنت تكرهها ولكن تشعر أنك مجبور على فعلها كالكلام البذيء الكلام الفاحش والنظر إلى الحرام وكذلك فعل بعض الشهوات وغيرها من الأمور أجل تستلذ بفعلها ولكن تندم بعد فعلها وهذا دليل على أنك مجبور من قبل النفس.
هذه النفس أن لم تسيطر عليها وتروضها ستسيطر عليك وتجعلك تحت أمرها كما ورد عن الأمام علي (عليه السلام) قال: (النفس الأمارة المُسوّلَة تتملق تملق المنافق، وتتصنع بشيمة الصديق الموافق، حتى إذا خدعت وتمكنت تسلطت تسلط العدو، و تحكمت تحكم العتو، فأوردت موارد السوء) (2).
هذه النفس تتملق تملق المنافق أي بمعنى تمتدح بك وتتوسل اليك وتمدح بك أو بالعامية العراقية تسمى بـ (اللواكة) وتتصنع بشيمة الصدق تظهر لك أنها صديقة لك وتفعل ما تريد وتبدأ بخداعك حتى تجعلك تفعل الذنوب فأن أكثرت من الذنوب تسلطت عليك تسلط العدو وتحكمت بك وفعلت بك ما تشاء أي أنت شبيه بقائد المملكة أو الملك وهنالك بنت جميلة بدأت تتقرب اليك وتظهر لك الجميل وتتصنع بحبها لك وبعد زواجك منها بدأت تطلب منك طلبات صعبة وأنت تنفذها ولكن بعد فترة بدأت تتحكم بك وتأمرك بفعل الجرائم والكثير من الأمور وبدأت تتحكم فيك كيف تشاء كما هو الحال في بعض الرجال الذين تتحكم بهم النساء هذه النفس خائنة لا يمكن أن تثق بها أبداً.
هذه النفس أن قام الأنسان بإهمالها وعدم مراقبتها ستقوم باستدراجك إلى المهالك والمعاصي كما ورد عن الأمام علي (عليه السلام) قال: (ان هذه النفس لأمارة بالسوء، فمن اهملها جمحت به الى المآثم) (3).
هذه النفس كالطفل أن أهملته وجعلته يفعل ما يريد سوف يتعلم أشياء خاطئة كذلك سيصعب عليك التحكم به وسيفعل أشياء محرمة كذلك لا يحترم وجودك في حياته ولربما أن كبر في العمر سيضربك ولا يحترم كلامك وسيصبح صبياً طائشاً يفعل ما يريد فأن كبر على ذلك صعب عليك التحكم به لذلك وجب عليك مراقبة النفس الأمارة كمراقبة الطفل قبل أن يصعب عليك التحكم بها، وتأديب النفس أمر ضروري جداً.
النفس الإمارة بالسوء مثلها كمثل الثور الهائج وهنالك شيطان يهيج هذا الثور في كل فتره يأتي الشيطان ويبغز هذا الثور ويجعله يهيج عليك يأتي الشيطان بأفكار وذنوب يضعها عند النفس وهي تهيج عليك كل أسبوع تهيج نفسك وتفعل ذنب ولربما كل يوم أو كل شهر والمعروف أن الثور إذا هاج لا يمكن لأي أحد الوقوف أمامه لأنه سيدمر كل شيء أمامه فمنهم من تهيج نفسه فيزني بوحشية ويقتل ويسرق وغيرها من الأفعال القبيحة.
لذلك على كل شخص أن يقوم بترويض هذا الثور والتخلص من الشيطان الذي يهيج هذا الثور.
أنت والنفس الإمارة بالسوء كل منكما يحب أشياء ويكره أشياء كما قلنا النفس تكره النظام والصلاة والصوم والعبادة وتكره الترتيب وتحب الأكل والشرب والشهوات وتحب اللعب واللهو وأضاعة الوقت وعدم الالتزام هذه المعركة بينك وبين نفسك أما أن تنتصر أنت وتفعل ما تريد وتترك كل فعل حرام، أو تنتصر النفس وتجعلك خاتم بين يديها تتحكم بك أين تريد تجعلك تفعل أشياء أنت تكرهها وتترك أشياء أنت تحبها
أنت صاحب هذه المملكة والنفس هي الإرهاب فلا تجعل الإرهاب يفسدون مملكتك وحياتك لا تجعلهم يفسدون في مملكتك هذه النفس أن تركتها ستدمر كل شيء أمامها وستفسد حياتك.
على سبيل المثال:
الشمر صاحب نفس أمارة بالسوء حتى أن نفسه تتحكم به اين تريد ودفعته على قتل الحسين سيد شباب أهل الجنة هذه النفس تمكنت من السيطرة على جسد وعقل الشمر وأصبحت تتحكم به اين تريد وبمساعده الشيطان اللعين.
النفس الإمارة بالسوء وحش كبير يهاجمك في كل مره تحمل عنه وهنالك من يستطيع أن يحبس هذا الوحش في قفص ولكن لا يمكن أن يأمن من هذا الوحش لأنه باي وقت يتمكن هذا الوحش من كسر الأقفاص والهجوم عليك مرة أخرى بعد عدة أيام ومنهم من استطاع أن يحبس هاذا الوحش ويقيده بأقباض حديدية ولكن أيضاً لا يمكننه أن يأمن على نفسه لأنه لربما باي وقت أو بعد فترة طويلة يخرج هذا الوحش من القفص لربما يأتي الشيطان ويفتح الباب للوحش ويجعله يهجم عليك فما الحل للتخلص والأمن من هذا الوحش هو قتله والتخلص منه بالكامل وقتل النفس يتطلب ذكاء ومجاهدة لأنها معركة كبيرة ليست بهذه السهولة حتى يسهل عليك الانتصار فيها، تحتاج صبر وإصرار وإرادة قوية وتحديات مع نفسك حتى تنتصر.
على سبيل المثال:
شخص يواجه موقفا يتطلب منه أن يختار بين قول الحقيقة أو الكذب رغم أنه يعلم أن الكذب حرام وأنه قد يؤدي إلى أضرار، لكن نفسه الأمارة بالسوء قد تدفعه للكذب لتجنب العواقب الشخصية أو للحصول على منفعة مؤقتة هذا الانصياع لرغبات النفس دون مراعاة للضوابط الأخلاقية يُعتبر تأثيرًا قويا للنفس الأمارة بالسوء.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (لا تكثرن الضحك فتذهب هيبتك، ولا المزاح فيستخف بك).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار، ج 71، ص 271.
2ـ ميزان الحكمة، ج 10، ح 20465.
3ـ المصدر السابق، ج 10، ح 20467.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
