الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن الحاج النميري
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 108-120
2025-08-10
40
ترجمة ابن الحاج النميري
وأما العلامة ابن الحاج، فهو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أحمد بن أسد بن قاسم الكاتب القاضي النميري، ويعرف بابن الحاج الغرناطي، قال في الإحاطة (1): نشأ على عفاف وطهارة، وبر وصيانة، وبلغ الغاية في جودة الخط، وارتسم في كتاب الإنشاء عام أربعة وثلاثين وسبعمائة، مع حسن سمت، وجودة أدب وخط، وظهور كفاية، يقيد ولا يفتر (2)، ويروي الحديث مع الطهارة والنزاهة، مليح الدعابة، طيب الفكاهة، شرق وحج وتطوف وقيد واستكثر ودون رحلة سفره، وناهيك بها طرفة، وقفل لإفريقية، وخدم بعض ملوكها، وكتب ببجاية، ثم خدم سلطان المغرب أبا الحسن، ثم كتب عن صاحب بجاية، ثم تنزه عن الخدمة، وانقطع بتربة الشيخ أبي مدين مؤثر الخمول، ذاهبا مذهب العكوف بباب الله تعالى، حجة على أهل الحرص والتهافت، ثم جبر على الخدمة عند أبي عنان، ثم أفلت عند موته فلحق بالأندلس، وتلقي ببر وتنويه وعناية، وولي القضاء بقرب الحضرة، وهو الآن من صدور القطر وأعيانه، متوسط الاكتهال، روى عن مشيخة بلده واستكثر، وأخذ في رحلته عن ناس شتى، وألف تواليف منها إيقاظ الكرام بأخبار المنام وجزء في بيان الاسم الأعظم كثير الفائدة، ونزهة الحدق في ذكر الفرق وكتاب اللباس والصحبة في جمع طرق المتصوفة المدعي أنه لم يجمع مثله، وجزء في الفرائض على الطريقة البديعة التي ظهرت بالمشرق، وجزء في الأحكام الشرعية سماه بالفصول المقتضبة في الأحكام المنتخبة ورجز في الجدل، ورجز صغير في الحجب والسلاح، ورجز صغير سماه بمثالث القوانين في التورية والاستخدام والتضمين، مولده بغرناطة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وامتحن بالأسر مع جماعة بعد قتال عام ثمانية وستين، ثم فكه الله تعالى؛ انتهى ملخصا.
وأخذ عنه جماعة كالقاضي أبي بكر ابن عاصم صاحب التحفة وغيره، وهو من الأدباء المكثرين، وكان عندي بالمغرب مجلد من رحلته التي بخطه، وقد أتى فيه بالعجب العجاب، وتمهر في الحديث على طريقة أهل المشرق، لأنه لقي جماعة من الحفاظ كالذهبي والبرزالي والمزي، وناهيك بالثلاثة، وغيرهم ممن يطول تعداده، وله النظم الرائق، العذب الجامع بين جزالة المغاربة ورقة المشارقة، كما ستراه، فمن نظمه يمدح الحافظ جمال الدين يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي، وقد أبصره على أسرة دار الحديث الأشرفية بدمشق:
جمال الدين للإقراء يعلو ... أسرته إذا اصطف الرجال
فمذ جليت محاسنه بدا لي ... محيا في أسرته الجمال
ضمن قول المعري (3):
أهل فبشر الأهلين منه ... محيا في أسرته الجمال وقوله في الحافظ علم الدين أبي القاسم محمد بن يوسف البرزالي:
نوى النوى علم الدين الرضى فأنا ... من بعد فرقته بالشام ذو ألم
فلا تلمني على حبي دمشق فقد ... أصبحت فيها زمانا صاحب العلم وقال فيه أيضا:
نوى النوى علم الدين الرضى فذكت ... نار اشتياقي حتى استعظموا ألمي
فقلت: إني من قوم شعارهم ... جود، فلا تنكروا ناري على العلم وقال في الحافظ شمس الدين الذهبي:
رحلت نحو دمشق الشام مبتغيا ... رواية عن ذوي الأحلام والأدب
ففزت في كتب الآثار حين غدت ... تروى بسلسلة عظمى من الذهب وقال في الحافظ المزي أيضا:
جمال الدين أضحى في دمشق ... إماما نحوه طال الذميل
فلم أعدم بمنزله جميلا ... فحيث هو الجمال هو الجميل
وقال حين بدوره على الأمير الصالح المحدث الجليل قطب الدين أبي إسحاق إبراهيم ابن الملك المجاهد سيف الدين إسحاق ابن السلطان الملك الرحيم بدر الدين بن لؤلؤ بن عبد الله النوري صاحب الموصل ليروي عنه:
إلى قصد قطب الدين وافيت عندما ... أقمت على الترحال في الشرق والغرب
وأصبحت كالأفلاك في السير والسرى ... فها أنا في مصر أدور على القطب وقال في قاضي القضاة العالم الشهير صاحب التفسير عماد الدين الكندي، وهو ممن أخذ عنه بثغر الإسكندرية:
ولما اختبرت ذوات الورى ... تعجبت من حسن ذات العماد
فتلك التي لم أكن مبصرا ... مدى عمري مثلها في البلاد
وقال في القاضي وجيه الدين يحيى بن محمد الصنهاجي:
أضحى وجيه الدين أسبق سابق ... في العلم والعلياء والخلق النبيه
عجب الورى من سبقه وتعجبوا ... فأجبتهم لا تنكروا سبق الوجيه ومن بديع نظمه رحمه الله تعالى قوله:
قد قارب العشرين ظبي لم يكن ... ليرى الورى عن حبه سلوانا
وبدا الربيع بخده فكأنما ... وافى الربيع ينادم النعمانا وقوله:
وعارض في خده نباته ... بحسنه بين الورى يسحرنا
أجرى دموعي إذ جرى شوقا له ... فقلت {هذا عارض ممطرنا}
وقال وقد توفي أبو يحيى أبو بكر صاحب تونس وولي ابنه أبو حفص عمر بعد قتله لإخوته:
وقالوا أبو حفص حوى الملك غاصبا ... وإخوته أولى وقد جاء بالنكر
وقال:
أتوني فعابوا من أحب جماله ... وذاك على سمع المحب خفيف
فما فيه عيب غير أن جفونه ... مراض، وأن الخصر منه ضعيف وقال (4):
أيا عجبا كيف تهوي الملوك ... محلي وموطن أهلي وناسي
وتحسدني وهي مخدومة ... وما أنا إلا خديم بفاس وقال:
لي المدح يروى منذ كنت كأنما ... تصورت مدحا للورى وثناء
ومالي هجاء فاعجبن لشاعر ... وكاتب سر لا يقيم هجاء
وقال في حقه القاضي أبو البقاء خالد البلوي (5): نقلت من خط سيدي ورفيقي وصديقي إمام المسلمين، برهان الدين، أبي إسحاق ابن إبراهيم بن عبد الله بن الحاج وأكثره مما كان أنشدنيه قديما من نظمه في التورية قوله:
ومهاة تقول إن هي كلت ... ودعا للمزاح خل ممازج
وازر الردف إن في الأزر مني ... رمل يبرين يا طبيب وعالج وقوله:
وروض ممحل جدب المراعي ... سريع القيظ وقدا والتهابا
حكى ابن أبي ربيعة لا شجونا ... ولكن كونه يهوى الرباب وقوله:
وظبي طر عارضه وأعفى ... عذارا بعد يزهو باخضرار
رأى سقما بمقلته فوافى ... بآس عاد لكن من عذار وقوله:
أتوني بنمام من الروض يانع ... سقته الغوادي كل أسجم مدرار
فلا غرو إن أصليته نار زفرتي ... وحكم على النمام الإلقاء في النار وقوله:
هذه الشمس بالحجاب توارت ... بعد نور لها ورحب وبشر
وأتى الليل بالنسيم عليلا ... فهو يمشي من أفقه لابن زهر
يعني بذلك الوزير الكبير الشهير الطبيب ابن زهر الإشبيلي الأندلسي، فإنه كان وحيد دهره في الطب، فجاءت التورية بسبب ذلك محكمة إلى الغاية.
وقال أبو إسحاق النميري المذكور:
أيا ضوء الصباح ارفق بصب ... تسيل دموعه في الخد سيلا
وكنت بليلة ليلاء طالت ... فها أنا في الورى مجنون ليلا (6)
وقال يخاطب شيخه سيف الدين:
لمولاي سيف الدين في الفقه بيننا ... مقام اجتهاد ليس يلحقه الحيف
فتقليده فرض على أهل عصرنا ... ولا عجب عندي إذا قلد السيف وقال:
رعى الله معطار النسيم فإنه ... رأى من غصون البان ما شاء من عطف
وأبدى حديث الغيث وهو مسلسل ... لذاك لعمري ليس يخلو من الضعف
وترشحت التورية بكون المحدثين يقولون الحديث المسلسل لا يخلو من الضعف، ولو في التزام التسلسل، مع كون متن الحديث صحيحا كما قرر في محله.
وقال رحمه الله تعالى:
نظرت إلى روض الجمال بوجهه ... وسقيته دمعا به العين تكلف
فصح حديث الحسن عن ورد خدها ... وإن كان أضحى وهو راو مضعف وقال رحمه الله تعالى:
بدا عارض المحبوب فاحمر خجلة ... وأهدى لنا وردا به الحسن ناهض
فقلت له لا تنكر الورد ناضرا ... فقد سال في خديك من قبل عارض وقال:
النوم عن إنسان عيني نافر ... كالوحش ليس يقارب الإنسانا
والدمع منها فاض طوفانا فلا ... عجب إذا ما غرق الأجفانا
وقال رحمه الله تعالى:
بكت شجنا ففاض الدمع يحكي ... يتامى الدر إذ يهوي تؤاما
وسلت من محاجرها سيوفا ... فخفت على المحاجر واليتامى
وقال القاضي خالد البلوي رحمه الله تعالى: من نظم صاحبنا أبي إسحاق ابن الحاج النميري يخاطب شيخه وشيخنا أيضا صاحب ديوان الإنشاء الإمام جمال الدين إبراهيم ابن الإمام العلامة صاحب ديوان الإنشاء ملك الكلام قس الفصاحة شهاب الدين محمود بن سليمان الحلبي، وقد تقرب إليه في قصد الرواية عنه:
إلى ابن شهاب الدين طال تغربي ... فلما سرت عيسي له وركابي
رويت حديث الفضل عنه فصح لي ... كما شئت مرويا عن ابن شهاب وقوله يخاطب كمال الدين بن جمال الدين المذكور:
أشبهت والدك الرضى في فضله ... وأخذته عنه بخير مناب
وملكتني فحديث فضلك في الورى ... عن مالك يروى عن ابن شهاب وقال رحمه الله تعالى:
لعمرك ما ثغره باسم ... ولكنه حبب لاعب
ولو لم يكن ريقه مسكرا ... لما دار من حوله الشارب
وقال رحمه الله تعالى ملغزا في القلم:
سألتك ما واش يراد حديثه ... ويهوى الغريب النازح الدار إفصاحه
تراه مدى الأيام أصفر ناحلا ... كمثل عليل وهو قد لازم الراحه وقال وقد وقف حاجب السلطان على عين ماء ببعض الثغور وشرب منها:
تعجبت من ثغر هذي البلاد ... ومولاي من عينها شارب
فلله ثغر أرى شاربا ... وعين بدا فوقها حاجب
وقال:
وحمراء في الكأس مشمولة ... تحث على العود في كل بيت
فلا غرو أن جاءني سابقا ... إلى الأنس خل يحث الكميت وقال:
بروضتنا الظمياء طال اكتئابنا ... فلله غيث ميت آمالنا أحيا
وأشبه مهيارا فها تلك عينه ... تفيض إذا شام البروق على ظميا وقال:
اثنان عزا فلم يظفر بنيلهما ... وأعوزا من هما في الدهر مطلبه
أخ مودته في الله صادقة ... ودرهم من حلال طاب مكسبه
وقال موريا بالقائد نافع على ما اختاره البخاري وجماعة أن أصح الأسانيد مالك عن نافع:
عن نافع أسند حديث أحبتي ... يا مالكا رقي بحسن صنائع
فأجل إسناد وخير رواية ... عندي رواية مالك عن نافع
وقال:
إني لأعجب من فعالك في الهوى ... لما حللت بحسن ذاتك ذاتي
ونفيت نومي ثم أثبت الأسى ... فجمعت بين النفي والإثبات
وقال:
ألا معصم للصب من وشي معصم ... أطلت إليه نظرة المتوسم
فأبقت به عيني حلى من سوادها ... وبعض سواد وسط قلبي المتيم
وليس خضابا ما علاه، وإنما ... جرى فيه بعد الدمع ما عز من دمي
ولم يعد مني اللون لون سواده ... خلا أنني أشقى
وقيل له: انعم وقال وقد جاء الشاعر المفلق أبو العباس أحمد بن عبد المنان بيت الكتاب وفي عينه خضرة:
أيا أحمد المرتضى للعلا ... ومن حاز في صنعه كل زين
تراءيت في العلم روضا نضيرا ... فلا تنكرن خضرة حول عين وله فيه:
لك الخير عدم السبك أبدل ناظري ... زمردة مخضرة من لجينه
فلا تنكروا ما راع من ذاك إنني ... لصائغ تبر القول ناقد شينه
ولا عجب إن أعوز السبك صائغا ... فأوجب عدم السبك خضرة عينه وقال فيمن يعرف بالصهال:
ألا رب فرسان توافوا فأدركوا ... مع الليل أوتارا لهم دون إمهال
وأجروا بصهال كميتا كما ابتغوا ... فلا تنكروا الإجراء منهم بصهال ولما كتب الرئيس الكاتب الجليل أبو عبد الله العزفي مداعبا:
يا عصبة كل فتى منهم علم ... فرغتم من كتبكم ردوا القلم
أجابه ابن الحاج المذكور بقوله:
ألا احتسبوا ما قد أعرتم لفتية ... تركمكم بالصفح عن فعلهم قاضي
ولا تطمعوا في الرد فالناس كلهم ... رأوا أن مولانا له القلم الماضي وقال الوادي آشي: نقلت من خط الكاتب العلامة الصدر البارع الحاج
القاضي الناظم الناثر الجامع للمحاسن والمفاخر أبي إسحاق إبراهيم بن الحاج النميري ما نصه: كتب إلي الفاضل النخبة أبو الفضل ابن رضوان متمثلا بقول المأمون:
ملك الثلاث الآنسات عناني ... فكتبت إليه في التورية:
هنيئا لك البشرى بهن فدم كما ... تريد بنعمى للسعادة جامعه
وإن كنت من أهل الصلاح فلا تكن ... بمائل قلب منك عن حب رابعه
فأجابني بقوله:
يا سيدي ذكرتني بالرابعه ... لعلها لكل خير جامعه
إني أخاف أن تكون باقعه ... فتفرك المغازل المطاوعه
ولابن الحاج المذكور من قصيدة طويلة:
لمن الخيام سطت ببيض صفاح ... وارت سوادا غال كل صباح
إن مزقت رقعت بنقع كتائب ... أو قوضت عمدت بسمر رماح
وله في رثاء الطبيب ابن عمار، واقترح عليه ذلك ابن جزي:
ألا أسعدا عيني على السهد والبكا ... فقد واصل السهد المبرح تذكاري
وأبدى الردى فتك ابن عباد اذ سطا ... فلا غرو أن أبكي لفقد ابن عمار وقال مما يكتب في الترس:
أنا الترس قد أنشأت بالأمر عدة ... ليوم جهاد مطلع غرة النصر
فلاقوا بي الأعداء في زحفهم ولا ... تبالوا بقرع الزرق والبيض والسمر
ولا تنكروا ستري لمقتل حاملي ... ففي اسمي كما شاهدتم أحرف الستر وله يهني السلطان أبا عنان أمير المؤمنين المريني بالإبلال من المرض:
مطالب إلا أنهن مواهب ... قضى الله أن تقضى، فنعم المطالب
شفاء أمير المؤمنين وإنه ... لأكرم من تحدى إليه الركائب
وكم قلت غاب البدر والشمس ضلة ... ورانت على قلبي الهموم النواصب
ولم يغبا لكن شكا الضر فارس ... وأوحش منه مجلس الملك غائب
لك الله يا خير الملوك وخير من ... تحن له حتى العتاق الشوازب
وقل لمن وافى بشيرا نفوسنا ... فما هي إلا بعض ما أنت واهب
أقول لجرد الخيل قبا بطونها ... معقدة منها لحرب سباسب
طوالع من تحت العجاج كأنها ... نعام بكثبان الصريم خواضب
محجلة غرا كأن رعالها ... بحار جرت فيها الصبا والجنائب
من الأعوجيات الصوافن ترتمي ... إذا رجفت يوم القراع مقانب
هنيئا فقد صح الإمام الذي به ... تفل السيوف المرهفات القواضب
ومستأصل الفل المغذ جياده ... لضرب كما ترغو الفحول الضوارب
ومن حطم السمر الطوال كعوبها ... بطعن كما امتاح الركية شارب
وكر على أرض العدا بفوارس ... كأنهم في الحرب أسد غوالب
كأن رماح الخط أحسابهم، وما ... حوت من نفوس المعتدين مناقب
هم ما هم، حدث عن البحر أو بني ... مرين فنهج القول أبلج لاحب
من البيت شادت قيس عيلان فخره ... فطالت معاليه وطابت مناسب
وأحيا له ملك الخليفة فارس ... مآثر غالتها الليالي الذواهب
كريم فلا الحادي النجائب مخفق ... لديه، ولا المنضي الركائب خائب
أرى بذله النعمى ففضت مكاسب ... أرى بأسه الأنضى ففضت كتائب
أنامله يروي الورى صوب جودها ... فلولا دوام الرأي قلت السحائب
وكم خلت برقا في الدجى نور بشره ... تشيم سناه الناجيات النجائب
فأخجلني أني أرى البرق خلبا ... فلا الصوب هام لا ولا الجود ساكب
أعرني أمير المؤمنين بلاغة ... فإني عن عجز لمدحك هائب
وأنطق لساني بالبيان معلما ... فإني في التعليم للجود راغب
وكيف ترى لي بعد في الجود رغبة ... وجودك لي فوق الذي أنا طالب
وقد شبت الآمال إذا شبت ثم إذ ... تفقدتها لم يدر ما شب شائب
بلغت بك الآمال حتى كأنها ... وقد صدقت ما شئت صدقا كواذب
عجبت وما تولي، وأوليت معجبا ... فلا برحت تنمو لديك العجائب
وحسبي دعاء لو سكت كفيته ... كما قيل لكن في الدعاء مذاهب
وما أنا إلا عبدك المخلص الذي ... يراقب في إخلاصه ما يراقب
فخذها تبث العذر لا المدح؛ إنه ... هو البحر قل هل يجمع البحر حاسب
بقيت بقاء الدهر ملكك قاهر ... وسيبك فياض، وسيفك غالب
وعوفيت من ضر وأعطيت أجره ... ولا روعت إلا عداك النوائب وقال رحمه الله تعالى:
ولولا ثلاث جاء جبريل سائلا ... لخير الورى عنها لآثرت فقداني
مقامات إسلام أزيد بفعله ... ثوابا وإيمان أديم وإحساني
وقال رحمه الله تعالى: أنشدني السلطان أمير المؤمنين أبو عنان فارس ابن أمير المسلمين أبي الحسن المريني رحمهما الله تعالى لنفسه:
يا ملما بأرض تلك البلاد ... حي فاسا وحي أهل الوداد
إن تناءت بشخصها عن عياني ... فحماها مصور في فؤادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإحاطة 1: 193 والمقري ينقل ملخصا.
(2) الإحاطة: وهو في أثناء هذه الحال يقيد ولا يفتر.
(3) شروح السقط: 1717.
(4) انظر أيضا تاج المفرق، الورقة: 221.
(5) عندما عاد البلوي من رحلته ووصل قسنطينة (سنة 740) نزل عند صديقه ابن الحاج تاج المفرق، الورقة: 209) .
(6) كتبناها هكذا لتناسب التورية في " ليلاء ".
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
