معنى صلاة و التسليم
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص201 -202
2025-09-27
549
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]
في ثواب الأعمال عن الكاظم (عليه السلام) أنه سئل ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمن قال صلاة الله رحمة من الله وصلاة الملائكة تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له.
وفي المعاني عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء وأما قوله عز وجل سلموا تسليما يعني التسليم فيما ورد عنه (عليه السلام) قيل فكيف نصلي على محمد وآله قال تقولون صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته قيل فما ثواب من صلى على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بهذه الصلوات قال الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه.
والقمي قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه وصلاة الملائكة مدحهم له وصلاة الناس دعاؤهم له والتصديق والأقرار بفضله وقوله وسلموا تسليما يعني سلموا له بالولآية وبما جاء به.
وفي المحاسن عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال أثنوا عليه وسلموا له.
وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) في مجلسه مع المأمون قال وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه إجماع الامة فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن قال نعم أخبروني عن قول الله تعالى يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم فمن عني بقوله يس قالت العلماء يس محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لم يشك فيه أحد قال (عليه السلام) فإن الله أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله وذلك أن الله لم يسلم على
أحد إلا على الأنبياء فقال تبارك وتعالى سلام على نوح في العالمين وقال سلام على إبراهيم وقال سلام على موسى وهرون ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل إبراهيم ولم يقل سلام على آل موسى وهرون وقال سلام على آل يس يعني آل محمد صلوات الله عليهم فقال قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه.
وعنه (عليه السلام) فيما كتبه في شرايع الدين والصلاة على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واجبة في كل موطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك وفي الخصال مثله عن الصادق (عليه السلام).
وفي الكافي والفقيه عن الباقر (عليه السلام) وصل على النبي كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان وغيره.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) قال لما قبض النبي (صلى الله عليه واله وسلم) صلت عليه الملائكة والمهاجرون والأنصار فوجا فوجا قال :
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول في صحته وسلامته إنما انزلت هذه الآية في الصلاة عليّ بعد قبض الله لي إن الله وملئكته يصلون الآية وفيه مرفوعا قال إن موسى ناجاه الله تعالى فقال له في مناجاته وقد ذكر محمدا فصل عليه يا ابن عمران فإني أصلي عليه وملائكتي.
وفي الأحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله صلوا عليه والباطن قوله سلموا تسليما أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به إليه تسليما قال وهذا مما أخبرتك أنه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه وصفاء ذهنه وصح تمييزه.
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة