مفهوم الاستقامة
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص359 -360
2025-10-08
379
قال تعالى: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: 32]
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد.
وفي المجمع عن الرضا (عليه السلام) أنه سئل ما الأستقامة قال هي والله ما أنتم عليه.
وعن الباقر (عليه السلام) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت في الآخرة.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) قال ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلا ويحضره رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين والحسن والحسين: فيرونه ويبشرونه وإن كان غير موال يراهم بحيث يسوء والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لحارث الهمداني (يا حار همدان من يمت يرني) من مؤمن أو منافق قبلا.
وفي تفسير الأمام (عليه السلام) عند قوله تعالى ويظنون أنهم ملاقو ربهم من سورة البقرة قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ولا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته وعظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله وبما هو عليه من اضطراب أحواله من معامليه وعياله وقد بقيت في نفسه حسراتها واقتطع دون أمانيه فلم ينلها فيقول له ملك الموت ما لك تتجرع غصصك قال لأضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي فيقول له ملك الموت وهل يحزن عاقل من فقد درهم زايف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا فيقول لا فيقول ملك الموت فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها التي يقصر دونها الأماني فيقول ملك الموت تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك ههنا وذريتك صالحا فهم هنالك معك أفترضى بدلا مما ههنا فيقول بلى والله ثم يقول انظر فينظر فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما : في أعلى عليين فيقول أو تراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك هم هناك جلاسك واناسك أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق هنا فيقول بلى وربي فذلك ما قال الله عز وجل إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها ولا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري والعيال فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون هؤلاء أولياؤكم وهؤلاء ساداتكم اناسكم وجلاسكم.
وفي البصائر عن الباقر (عليه السلام) أنه قيل له يبلغنا أن الملائكة تتنزل عليكم قال أي والله لتنزل علينا فتطأ فرشنا أما تقرأ كتاب الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله الآية.
وفي الخرايج عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال أما والله لربما وسدنا لهم الوسايد في منزلنا وقال هم ألطف بصبياننا منا بهم وربما التقطنا من زغبها.
وفي الكافي عنه عن أبيه عن جده (عليهما السلام) في حديث ليلة القدر قال زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقلت له هل رأيت الملائكة تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن قال فقال إن الله تبارك وتعالى يقول إنما المؤمنون إخوة وقد دخل في هذا جميع الامة فاستضحكت ثم قلت صدقت يا ابن عباس.
الاكثر قراءة في مصطلحات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة