الشبكات الرمادية في الصباح والبقع المندفعة في ضوء النهار
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص861
2025-10-01
131
إذا حملقت في غرفة مضاءة بأشعة الشمس فور فتح عينيك في الصباح، ستغطي شبكة رمادية اللون مجال رؤيتك سرعان ما تتلاشى الشبكة ولكن يُمكن استحضارها وقتما تشاء باستخدام كشاف ضوء رفيع أو ثقب ضوئي صغير (لا تؤذ عينيك بالضوء الساطع). حرك الكشاف الصغير في نطاق مجال رؤيتك داخل غرفة مظلمة، ومن المفترض أن تظهر أجزاء من الشبكة ما الشبكة ولماذا تتلاشى سريعا جدا؟
وثمة ملاحظة وثيقة الصلة يمكن أخذها في الاعتبار بخصوص ضوء النهار الساطع. عند التحديق في السماء الزرقاء الصافية، أجد أن مجال رؤيتي يمتلئ بالكثير من النقاط الطافية التي سنتناولها في البند التالي) والبقع المتحركة تكون البقع ساطعة ذات أذيال معتمة. يُمكنني أن أربط بينها وبين نبضي؛ حيث إنها تتحرك سريعا أثناء انقباض النبض وتتحرك على نحو أبطأ أثناء انبساطه يعزز الضوء الأزرق رؤيتها، وهي ترى في كل مكان باستثناء طول خط الرؤية مباشرة ذلك الخط الذي تتقاطع فيها شبكية العين عند النقرة المركزية) ما هذه البقع؟ ولماذا يكون الضوء الأزرق هو الأفضل لرؤيتها؟ ولماذا تغيب عن النقرة المركزية؟
الجواب: تتكوّن الشبكة بفعل الظلال الموجودة في الأوعية الدموية للشبكية؛ حيث إنها تعوق الضوء عن الوصول إلى الخلايا المستقبلة للضوء الموجودة على عمق أكبر في شبكية العين والبقع عبارة عن خلايا الدم البيضاء التي تتحرك عبر الأوعية الدموية. والضوء الأزرق هو الأفضل لحدوث التباين لأن خلايا الدم الحمراء تمتص الضوء عند طول موجي يبلغ حوالي 415 نانومتر (الأزرق)، بينما خلايا الدم البيضاء لا تفعل الشيء نفسه؛ ومن ثَمَّ تتضح حركة خلايا الدم البيضاء أكثر مع الخلفية الزرقاء، ولا تمر الشبكة ولا البقع عبر النقرة المركزية؛ لأن هذه المنطقة تفتقر إلى الأوعية الدموية.
ونظرًا لأن أي نمط ثابت في شبكية العين يفقد تباينه الملحوظ في غضون ثوان، تختفي الشبكة سريعًا. وإذا مرَّ ضوء صغير على مرأى منك؛ فالظلال التي تصنعها الأوعية الدموية تتنوع بالدرجة الكافية لإبقاء الشبكة واضحة.
وربما يُعزى إبقاء الشبكة واضحة داخل شبكية العين باستخدام ثقب مضاء إلى الملاحظات المحيرة لكوكب الزهرة التي سجلها عالم الفلك بيرسيفال لويل. كان لويل يلاحظ باستمرار»شعاع عجلة» على سطح كوكب الزهرة (هذا قبل أن يعرف أحد بوقت طويل - أنه لا يُمكن رؤية السطح لأن السحب تحجبه باستمرار. علاوة على ذلك كان الشعاع يظهر في المكان نفسه وهو ما أوحى بأن كوكب الزهرة يصدر الوجه نفسه إلى الأرض، وهو أمر غريب جدًّا بالتأكيد وشعاع العجلة الذي رآه لويل كان راجعا إلى الشبكة المتكونة في شبكية عينه على الأرجح ؛ حيث إنه كان يرى كوكب الزهرة باستخدام جزء صغير فقط من النظارة العاكسة للأشعة الموجودة في التليسكوب ذي القدرة العالية على التكبير. كان الموقف شبيها بالنظر من خلال ثُقب صغير، كان بإمكانه أن يرى كوكب الزهرة؛ إلا أن الشبكة الموجودة داخل شبكية العين كانت مطبوعة على صورة الكوكب.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم البصريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة