روابـط الجـذب الاماميـة غيـر المـباشـرة Indirect Forward Linkages 1
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص173 - 177
2025-10-24
24
1-2-4-ب: روابط الجذب الامامية غير المباشرة Indirect Forward Linkages.
يمكن احتساب قيم روابط الجذب الامامية غير المباشر من خلال طريقتين أساسيتين.
الأولى: طريقة التقريب المتتابع: Successive Approximation Round
في الواقع ان طريقة التقريب المتتابع تعكس لنا الآثار او الاحتياجات المباشرة وغير المباشرة للقطاعات الاقتصادية المختلفة الناتجة عن حصول زيادة معينة في الطلب النهائي، على منتجات احد القطاعات الاقتصادية. ونتوقع ان تحصل أثار مباشرة او اولية كالتي تحدثنا عنها في مصفوفة معاملات التوزيع على بعض القطاعات الاقتصادية المتشابكة مع القطاع الذي تحققت فيه الزيادة في مستوى الطلب النهائي. لكن ذلك التأثير لا يتحدد بمثل هذه الآثار، بل يمتد لخلق اثار غير مباشرة على العديد من القطاعات الاقتصادية الاخرى. ويستمر تأثير التغير في الطلب النهائي على هذه القطاعات بصورة غير مباشرة وبعدد محدد من الجولات وبصورة متناقصة عبر هذه الجولات الى الحد الذي يقترب فيه أثر الزيادة في الطلب على المستلزمات الوسيطة غير المباشرة الى الصفر، تلك السلسلة التي يمكن ان يرمز لها رياضيا بـ 
ويمكننا ان نستعين بالمثال الافتراضي الرقمي التالي:
نفترض ان هناك زيادة في الطلب النهائي على مخرجات القطاع الصناعي قدرها 500 مليون دولار في ضوء مصفوفة المعاملات الفنية التالية:

والمطلوب: تحديد قيمة اجمالي الانتاج الذي يضمن تدفقاً مقداره 500 مليون من منتجات قطاع الصناعة لتلبية الطلب الواقع عليها.
حتى يحقق القطاع الصناعي الانتاج المقدر بـ 500 مليون دولار لتغطية الطلب النهائي الواقع على مخرجاته فانه سيكون بحاجة الى مدخلات Input من القطاع الزراعي قدرها 500 * 0.24 = 120 مليون دولار والى مدخلات من قطاع الخدمات تقدر ب 500* 0.180 = 90 مليون دولار، اذن هناك زيادة في مخرجات القطاعين الزراعي والخدمي رغم ثبات الطلب على هذه المخرجات وفقاً لمصفوفة المعاملات الفنية. ولكن هناك علاقة اعتمادية او سببية بين القطاعات الثلاثة تدفع الى تلك النتيجة ويطلق على هذا الاعتماد المتبادل Mutual Dependence بالأثر المباشر. ومن الناحية الواقعية فان التأثير لم يتحدد بالأثر المباشر فحسب، بل ان هناك امتدادات وتأثيرات غير مباشرة ايضاً، حيث ان تحقيق الانتاج المقدر بـ 120 مليون دولار في قطاع الزراعة يتطلب مدخلات او مستلزمات انتاج تقدر بـ 120 * 0.20 = 24 مليون دولار من قطاع الصناعة. كما ان تحقيق الانتاج المقدر بـ 90 مليون دولار في قطاع الخدمات يتطلب مستلزمات انتاج قدرها 90 * 0.24 = 36 مليون دولار من القطاع الزراعي اضافة الى ما مقداره 90 * 0.18 = 13.5 مليون دولار كاحتياجات من قطاع الصناعة وبالتالي فان مجموع الاحتياجات من قطاع الصناعة ستبلغ 37.5 مليون دولار لصالح قطاعي الزراعة والخدمات. هذا الى جانب إحتیاجات قدرها 36 مليون دولار من قطاع الزراعة. ان هذه القيم الجديدة المتولدة في مخرجات قطاعي الزراعة والخدمات تمثل الجولة الأولى من الآثار غير المباشرة، وهكذا تستمر هذه الآثار الموجهة لتغطية الطلب بصورة غير مباشرة من خلال جولات متكررة يتناقص خلالها أثر الطلب على المستلزمات الوسيطة او المدخلات غير المباشرة الى الحد الذي يقترب فيه من الصفر (0).
وبعد استكمالنا للجولات اللازمة لحل هذا المثال تبين ان هناك عشر عمليات او جولات متعاقبة متناقصة تمثل الاحتياجات غير المباشرة للقطاعات الثلاثة ناهيك عن الاحتياجات المباشرة ويمكننا ان نعرض جميع احتياجات القطاعات الثلاثة كما يلي:
أ- الاحتياجات المباشرة وغير المباشرة للقطاع الزراعي:

ب ـ الاحتياجات المباشرة وغير المباشرة للقطاع الصناعي:

ج - الاحتياجات المباشرة وغير المباشرة لقطاع الخدمات:

ومن اهم ما يمكن ان نخلص به من هذه الطريقة هو قدرتها على تشخيص التشابك الاقتصادي المباشر وغير المباشر من خلال عدد من الجولات او العمليات المتعاقبة التي تتزايد مع كل واحدة منها درجة التشعب والترابط غير المباشر بالوقت الذي تتضاءل فيه قيمة التقريبات في كل جولة عن الجولة السابقة لها. عموماً نشير انه على الرغم من بساطة استخدام هذه الطريقة في الكشف عن التشابك الاقتصادي، الا انها تصطدم بصعوبات جمة اثناء تطبيقها في اقتصاد يتمتع بالعديد من القطاعات والفروع الاقتصادية المختلفة، الامر الذي يجعل اهميتها تكمن بالجانب التجريدي والتوضيحي.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة