سياسات التجديد الحضري
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 207 ـ 209
2025-12-03
20
يمكن القول ان عملية التجديد الحضري تتعامل بشكل خاص مع المناطق العمرانية المتدهورة لا سيما في الجزء القديم من المدن ثنائية التركيب اذ تضم مناطق سكنية واستعمالات تجارية متهرئة متصاحبة مع اوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة وليس فيها قيمة معمارية او تاريخية مهمة بالمقابل يتواجد في المدينة القديمة موروث عمراني ذو اهمية معمارية وتاريخية مهمة لا سيما بعض المباني التاريخية والاثارية فلكل من الحالتين اجراءات وبرامج لإعادة الاعمار ويتم ذلك بأحد الاجراءات أو السياسات الاتية:
أ ـ سياسة اعادة البناء اعادة تطوير Reconstruction and Redevelop)
تستهدف هذه السياسة المناطق المتدهورة عمرانيا والتي تحتاج الى عمليات هدم وازاله واحلال وتجديد بشكل واسع وتكون لدى المخطط حرية تغيير استعمالات الارض والنسيج العمراني وشبة الطرق بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي ومتغيرات العصر الاجتماعية والاقتصادية.
اول من اعتمد سياسة اعادة التطوير Redevelopment Policy هم المخططون الامريكان عام 1937 ضمن برنامج ازالة المناطق المتهرئة في المدن وقد تسببت تلك السياسة الى خلق مشكلات اجتماعية واقتصادية لسكان تلك المناطق. تعتمد سياسة اعادة التطوير على الهدم Demolition والتسوية واعادة البناء Reconstruction ، ففي بعض المناطق في المدينة القديمة تتواجد مبان سكنية وتجارية متهرئة وشبكة من الممرات الضيقة وبعض الطرق الضيقة والملتوية وفي بعض الاحيان طرق ضيقة ومغلقة نشأت في المدينة القديمة عندما كانت وسائط النقل بدائية ومواد البناء لم تكن متطورة فضلا عن صممت تلك المناطق لتتلاءم مع الظروف المناخية لا سيما في المدن التي تقع في الاقاليم المناخية الصحراوية تكون الطرق ضيقة وملتوية لتقلل من تاثير اشعة الشمس وتزيد من حركة الرياح لغرض التهوية وتلطيف الاجواء فضلا عن اهمية الطرق المغلقة لأغراض دفاعية وامنية ، اصبحت تلك المناطق لا تتلاءم مع التطور العمراني للمدن وتطور وسائط النقل الحديث فضلا عن كونها ذات مبان قديمة متهرئة ليست ذات اهمية تاريخية لذلك فان المهتمين بشؤون المدن من مخططين ومهندسين يضعون استراتيجية لهدم تلك المناطق وتسويتها وتعويض اصحاب العقارات وفق القانون ووضع تصميم جديد يتلاءم مع التطور التكنولوجي والعمراني الحديث كما حدث ذلك في كثير من مدن العالم ومدينة بغداد منها.
هناك مشكلات تلازم عملية اعادة التطوير ومن ابرزها:
1 ـ تحتاج عملية اعادة الطوير الى تكاليف اقتصادية كبيرة قد تثقل ميزانية الدولة لا سيما في البلدان النامية.
2 ـ عملية ازالة الوحدات السكنية تسبب في العجز السكني Housing shotage الحاصل في الخزين السكني Housing stock
3- عدم امكانية سكان تلك المناطق على دفع الإيجارات الجديدة بعد اعادة البناء لا سيما اغلب سكان الاجزاء القديمة من المدن يقطنها الفقراء.
4- عملية اعادة التطوير تخلق مشاكل اجتماعية اذ تبتعد العوائل عن بعضها وبالتالي يضعف النسيج الاجتماعي الذي كان سائد قبل اعادة التطوير.
ب ـ سياسة الحفاظ على الموروث الحضاري Conservation Policy
ظهرت الحاجة الى هذه السياسة بعد ان تعرضت عدد كبير من المدن لا سيما الاجزاء القديمة منها الى عملية هدم واسعة نتيجة للثورة الصناعية التي تسببت في نمو حضري سریع Urban Growth نتيجة لتوفر فرص العمل في المدن التي استقطبت هجرة ريفية واسعة.
تعرف سياسة الحفاظ على انها الاجراءات التي تتخذ لحماية الموروث الحضاري والعمراني القديم والذي يحكي تاريخ تلك الحقب الزمنية التي انشأ فيها ، ويعرفها التصميم الانمائي لمدينة بغداد على انها عملية المحافظة على البنايات ذات الاهمية التاريخية في مساحات معينة في المدينة القديمة لا سيما التي تنسجم مع استعمالات الرض الحضرية ومتطلبات التصميم الشامل للكثافات السكانية . تعتمد سياسة الحفاظ على عدد من السياسات الفرعية ومنها:
اعتماد سياسة التأهيل عن طريق الترميم Restoration او الصيانة حين تتواجد في داخل المدينة القديمة بعض البنايات ذات الاهمية التاريخية والحضارية توضع لها سياسة للحفاض على الموروث العمراني عن طريق ترميم بعض الاجزاء المتهرئة واستبدال بعض العناصر بمواد مشابهه للمواد المستخدمة في بناءها قديما ، وعادة ما تكون تلك المباني اما متاحف او مراكز جذب سياحي يزورها السياح والمهتمون بالموروث الحضاري والعمراني للمدن القديمة لا سيما وهي تعكس مستوى التطور العمراني والثقافي للحقبة التي بنيت فيها وتتضمن هذه السياسة عدة اجراءات :
أ ـ الصيانة التثبيتية اي تثبيت واقع حال الابنية وايقاف عملية التهرؤ والاندثار.
ب ـ الصيانة التكميلية وتعني اكمال الاجزاء الناقصة في البنايات بموادها القديمة ان وجدت او استخدام مواد حديثة مشابهه للمواد التي بنيت بها سابقاً.
ج ـ اعادة البناء اما اعادة بناء اجزاء منها بنفس المواد القديمة او هدمها واعادة بنائها بما يشابه تصميمها وهيكلها القديم.
د ـ اكمال البناء تركيبياً عن طريق اكمال الاجزاء المتساقطة بنفس المواد.
الاكثر قراءة في الجغرافية الحضارية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة