الله سبحانه شاكر لمن يطيع مع غناه عنه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص119-120
2025-12-05
35
الله سبحانه شاكر لمن يطيع مع غناه عنه
قال تعالى : {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147].
قال الشيخ الطبرسي : خاطب اللّه بهذه الآية المنافقين الذين تابوا ، وآمنوا ، وأصلحوا أعمالهم ، فقال : {ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ} أي : ما يصنع اللّه بعذابكم ، والمعنى لا حاجة للّه إلى عذابكم ، وجعلكم في الدرك الأسفل من جهنم ، لأنه لا يجتلب بعذابكم نفعا ، ولا يدفع به عن نفسه ضررا ، إذ هما يستحيلان عليه {إِنْ شَكَرْتُمْ} أي : أديتم الحق الواجب للّه عليكم ، وشكرتموه على نعمه {وَآمَنْتُمْ} به وبرسوله ، وأقررتم بما جاء به من عنده {وَكانَ اللَّهُ شاكِراً} يعني : لم يزل سبحانه مجازيا لكم على الشكر ، فسمى الجزاء باسم المجزى عليه عَلِيماً بما يستحقونه من الثواب على الطاعات ، فلا يضيع عنده شيء منها.
وقيل : معناه إنه يشكر القليل من أعمالكم ، ويعلم ما ظهر وما بطن من أفعالكم ، وأقوالكم ، ويجازيكم عليها .
وقال الحسن : معناه أنه يشكر خلقه على طاعتهم ، مع غناه عنهم ، فيعلم بأعمالهم « 1 ».
_________________
( 1 ) تفسير مجمع البيان الشيخ الطبرسي : ج 3 ، ص 224 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة