الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إبن أبي حَصِينة
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص159-160
25-12-2015
3683
-هو الامير أبو الفتح الحسن بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي حصينة السّلميّ المعرّي، ولد في المعرّة في الأغلب قبيل سنة 390 ه (1000 م) و نشأ فيها و تلقّى علومه الأولى على علمائها كأبي العلاء المعرّي و غيره. ثم إنه انتقل إلى حلب و سكنها في أيام صالح بن مرداس (415-420 ه) و اتصل بالأمير ثمال بن صالح بن مرداس و مدحه.
تنازع المرداسيون و الفاطميون حلب بين سنة 429 ه و سنة 452 ه (1038- -1060 م) فظلّ ابن أبي حصينة يمدح المرداسيين، و لكنّه زار القاهرة، سنة 437 و مدح الخليفة المستنصر الفاطميّ. ثم مدحه مرّة ثانية في سنة 450 و نال منة خلعة الإمارة في السنة التالية. و استعاد المرداسيون الحكم على حلب فوجدنا ابن أبي حصينة في حلب يتناول ضيعة من محمود بن نصر بن صالح و معها لقبا بالإمارة أيضا.
و كانت وفاة ابن أبي حصينة في سروج (شماليّ العراق) في 15 شعبان 457 (21/7/1065 م) .
ابن أبي حصينة شاعر مكثر مطيل فيّاض الشاعرية جيد الشعر يطبع شعره على غرار شعر الفحول كالبحتريّ و المتنبي. و هو يتخيّر ألفاظه عذبة و يعنى بتراكيبه فيقلّ فيها الحشو و يتأنّق في ديباجتها و يوغل أحيانا في الصناعة؛ و أكثر شعره المديح مدح به آل مرداس، و قد مدح الفاطميين بعد أن هجاهم. و رثاؤه قليل. و له وصف للطبيعة و للحرب، و له غزل و خمر.
مختارات من شعره:
- قال ابن أبي حصينة يمدح ثمال بن صالح (سنة 445 ه-1053 م) بقصيدة عليها أثر من مبالغات المتنبّي:
جادت يداك الى أن هجّن المطر... و زان وجهك حتّى قبّح القمر (1)
أمست عقول البرايا فيك حائرة... فليس يدرى: هلال أنت أم بشر
لو كنت في عصر قوم سار ذكرهم... في الجاهلية لم تكتب لهم سير
و لو لحقت زمان الوحي ما نزلت... الا بتفضيلك الآيات و السور
- و جاء ابن أبي حصينة الى القاهرة، سنة 451 ه، رسولا من الامير تاج الدولة ابن مرداس فمدح الخليفة المستنصر، لمّا لقّبه بالإمارة، فقال من قصيدة:
ظهر الهدى و تجمّل الاسلام... و ابن الرسول خليفة و امام
مستنصر باللّه ليس يفوته... طلب، و لا يعتاص عنه مرام
حاط البلاد و بات تسهر عينه... و عيون سكّان البلاد نيام
قصر الامام أبي تميم كعبة... و يمينه ركن لها و مقام (2)
لو لا بنو الزهراء ما عرف التقى... فينا، و لا تبع الهدى الاقوام (3)
يا آل أحمد، ثبّتت أقدامكم... و تزلزلت بعداكم الاقدام
لستم و غيركم سواء، أنتم... للدين أرواح و هم أجسام
يا آل طه، حبّكم و ولاؤكم... فرض؛ و ان عذل الوشاة و لاموا
____________________
1) الى أن هجن المطر: صار المطر هجينا: قبيحا (ناقصا بالإضافة الى جودك و كرمك) . و زان وجهك: جعل (اللّه) وجهك زينا (جميلا) ، أو وزان وجهك (الاشياء) حتى أصبح القمر (بالإضافة الى جمال وجهك أو بالإضافة الى نورك الذي يجعل الاشياء جميلة) قبيحا (ناقص النور) .
2) يقبل الناس يدك كأنها ركن الكعبة و يصلى الناس في قصرك كأنه مقام ابراهيم في الحرم الشريف قرب الكعبة.
3) الزهراء: فاطمة بنت محمد رسول اللّه.