1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

إبن زُريق البغدادي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج3، ص90-93

25-12-2015

4115

قيل فيه: هو أبو عليّ الحسن بن زريق الكاتب الكوفيّ (1)، من ساكني الكرخ (الجانب الغربيّ من بغداد)

كان كاتبا (في ديوان الرسائل) . و يبدو أنّ حاله رقّت فخطر له أن يذهب الى الأندلس متكسّبا بشعره. فاذا صحّ أنّ وفاته كانت نحو 420 ه‍(1029 م) و أنّه كان ميتا لمّا ألّف الثعالبيّ (ت 428 ه‍) يتيمة الدهر (يتيمة الدهر 2:246-238) فيكون قد جاء إلى الاندلس في أيّام الفتنة (400 -422 ه‍) و اضطراب الأحوال و تنازع الخلفاء و الولاة و العرب و البربر، و لم يكن ذلك الحين موافقا للتكسّب بالشعر. و يقال إنّ ابن زريق مدح ملك الأندلس و لا سبيل الى معرفة اسمه (بقصيدة لم تصل إلينا) فأجازه بجائزة ضئيلة. فعاد ابن زريق آسفا الى الخان الذي كان ينزل فيه و نظم القصيدة العينية المشهورة. و قيل أيضا: إنّ صاحب الاندلس كان قد أراد امتحان نفس ابن زريق بالجائزة الضئيلة، فطلب ابن زريق-بعد بضعة أيام-فوجده في الخان ميتا و القصيدة عند رأسه.

لابن زريق قصيدة عينية (2) أربعون بيتا فصيحة الألفاظ سهلة التراكيب

و لكنّ عليها شيئا من الضعف و فيها ترديد الى جانب عذوبة في السبك و لفتات بارعة في المعاني التي يتناولها الشاعر المطبوع عادة من متناول يده. و العاطفة فيها جيّاشة. و يبرز في هذه القصيدة غرضان: النسيب و الشكوى، إلاّ أن الشاعر يستسلم أخيرا لمشيئة اللّه في ما وقع له من سوء تقديره هو.

و قد اهتمّ الادباء بهذه القصيدة اهتماما كبيرا: عارضها أحمد بن جعفر الواسطي (3)، و أبو بكر العيدي (ت 580 ه‍) (4) و خمّسها أحمد بن ناصر الباعوني (ت 816 ه‍) (5)، و شرحها عليّ بن عبد اللّه العلويّ (ت 1199 ه‍) و وليّ الدين يكن (ت 1920 م) (6)

و لابن زريق أيضا أرجوزة في الأخلاق (بروكلمان، الملحق 1:133) .

مختارات من القصيدة العينية لابن زريق البغدادي:

لا تعذليه فإنّ العذل يولعه... قد قلت حقّا؛ و لكن ليس يسمعه

جاوزت في لومه حدّا أضرّ به... من حيث قدّرت أن اللوم ينفعه

فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا... من عذله، فهو مضنى القلب موجعه

يكفيه من لوعة التأنيب أنّ له... من النوى كلّ يوم ما يروّعه

ما آب من سفر الاّ و أزعجه... عزم إلى سفر بالبين يجمعه

كأنّما هو في حلّ و مرتحل... موكّل بفضاء اللّه يذرعه

و ما مجاهدة الانسان واصلة... رزقا، و لا دعة الإنسان تقطعه

قد وزّع اللّه بين الخلق رزقهم... لم يخلق اللّه من خلق يضيّعه

و الحرص في الرزق-و الأرزاق قد قسمت... بغي، ألا إنّ بغي المرء يصرعه

و الدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه... عفوا، و يمنعه من حيث يطمعه

أستودع اللّه في بغداد لي قمرا... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته، و بودّي لو يودّعني... صفو الحياة و أنّي لا أودّعه

كم قد تشفّع بي ألاّ أفارقه... و للضّرورات حال لا تشفّعه

و كم تشبّث بي، خوف الفراق، ضحى... و أدمعي مستهلاّت و أدمعه

لا أكذب اللّه؛ ثوب الصبر منخرق... عنّي بفرقته لكن أرقّعه

أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته... و كلّ من لا يسوس الملك يخلعه

و من غدا لابسا ثوب النعيم بلا... شكر عليه فعنه اللّه ينزعه

بمن-إذا هجع النّوّام-بتّ له... بلوعة منه ليلي لست أهجعه

لا يطمئنّ لجنبي مضجع؛ و كذا... لا يطمئنّ له-مذ بنت-مضجعه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني... به، و لا أنّ بي الأيّام تفجعه

حتّى جرى البين، فيما بيننا، بيد... عسراء تمنعني حظّي و تمنعه

باللّه-يا منزل العيش الذي درست... آثاره و عفت مذ بنت أربعه

هل الزمان معيد فيك لذّتنا... أم الليالي الذي أمضته ترجعه

في ذمّة اللّه من أصبحت منزله... و جاد غيث على مغناك يمرعه

من عنده لي عهد لا يضيّعه... كما له عهد صدق لا أضيّعه

و من يصدّع قلبي ذكره، و إذا... جرى على قلبه ذكري يصدّعه

لأصبرنّ لدهر لا يمتّعني... به، و لا بي في حال يمتّعه

علما بأنّ اصطباري معقب فرجا... فأضيق الأمر إن فكّرت أوسعه

علّ الليالي-التي أضنت بفرقتنا... جسمي-ستجمعني يوما و تجمعه

و أن تغل أحدا منّا منيّته... فما الذي بقضاء اللّه نصنعه

__________________

1) يتيمة الدهر 2:346-347، أو لعل هذا غيره (راجع 91 ح 1) .

2) ذكر ابن خلكان (3:32-33) أن جارية غنت الأمير تميم أبا المعز بن باديس من بني زيري أصحاب القيروان (القطر التونسي) ، و قد حكم من سنة 453-501 ه‍، بيتا هو: «استودع اللّه في بغداد لي قمرا. . .» ثم قال ابن خلكان: و هذا البيت لمحمد بن رزق الكاتب البغدادي من جملة قصيدة طويلة. و في يتيمة الدهر (2:347) : يقول أبو محمد بن زريق الكوفي الكاتب: سافرت أبغي لبغداد و ساكنها مثلا، فحاولت شيئا دونه اليأس!

3) الخريدة (الشام)3:185، الحاشية 11.

4) ؟

5-6) راجع بروكلمان، الملحق 1:133.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي