1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

إبن طباطبا العلوي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص420-423

25-12-2015

12294

هو أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن ابراهيم ابن طباطبا من نسل الحسن بن عليّ بن أبي طالب[عليهما السلام]. ولد ابن طباطبا هذا في أصبهان و نشأ فيها و لم يغادرها قطّ، و أخذ العلم و الأدب عن أئمّتها. و كانت وفاته في أصبهان سنة 322 ه‍(934 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو الحسن محمّد بن طباطبا العلويّ شاعرا و ناقدا و مؤلّفا. و يبدو أنّه كان مكثرا من الشعر، و لكنّ شعره قليل البراعة و إن كان ينكشف عن مقدرة فإنّ له، مثلا، قصيدة مطلعها:

يا سيّدا دانت له السادات... و تتابعت في فعله الحسنات

أبياتها تسعة و أربعون أخلاها من حرفي الراء و الكاف (1). و يبرز في شعره المرح و الهزل. و له مدح و هجاء و وصف. و هو ناقد له كتاب «عيار الشعر» جعل فيه مقدّمة موجزة في نقد الشعر استند في معظمها إلى رأي ابن قتيبة و رأي الجاحظ؛ و هو يصرّ على أهميّة استكمال عدّة الشعر قبل نظمه و على ترديد النظر فيه بالتنقيح بعد نظمه. و له أيضا من الكتب: تهذيب الطبع، كتاب العروض، المدخل إلى معرفة المعمّى من الشعر، كتاب في تقريظ الدفاتر.

المختار من آثاره:

-الطبع و أدوات الشعر:

. . . . فمن صحّ طبعه و ذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، و من اضطرب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه و تقويمه بمعرفة العروض و الحذق به (2).

و للشعر أدوات يجب إعدادها قبل مراسه و تكلّف نظمه: فمن تعصّت عليه أداة من أدواته لم يكمل له ما يتكلّفه منه، و بان الخلل في ما ينظمه، و لحقته العيوب من كلّ جهة.

فمنها التوسّع في علم اللغة و البراعة في فهم الإعراب و الرواية لفنون الآداب و المعرفة بأيام الناس و مناقبهم و مثالبهم و الوقوف على مذاهب العرب في تأسيس الشعر و التصرّف في معانيه-في كلّ فنّ قالته العرب فيه-و سلوك مناهجها في صفاتها (3) و مخاطباتها. . . . و إطالتها و إيجازها. . . . و عذوبة ألفاظها و جزالة معانيها و حسن مباديها و حلاوة مقاطعها و إيفاء كلّ معنى حظّه من العبارة و إلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتّى يبرز (الشعر) في أحسن زيّ و أبهى صورة (و) حتّى لا يكون متفاوتا مرقوعا، بل يكون كالسبيكة المفرغة (4) و الوشي المنمنم (5) و العقد المنظّم و اللباس الرائق فتسابق معانيه ألفاظه فيلتذّ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق (6) كلامه. . . . .

فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض (7) المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا و أعدّ له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه و القوافي التي توافقه و الوزن الذي يسلس (8) القول عليه. فإذا اتّفق له بيت يشاكل المعنى الذي يرومه(9) أثبته و أعمل فكره في شغل القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر و ترتيب لفنون القول فيه، بل يعلّق(10) كلّ بيت يتّفق له نظمه على (ما يمكن أن يكون من) تفاوت (11) بينه و بين ما قبله. فإذا كملت له المعاني و كثرت الأبيات وفّق بينها بأبيات تكون نظاما لها و سلكا جامعا لما تشتّت منها. ثمّ يتأمّل ما قد أدّاه إليه طبعه و نتيجة فكرته فيستقصي انتقاده و يرمّ ما وهى (12) منه و يبدّل بكلّ لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقيّة. و ان اتّفقت له قافية قد شغلها في معنى من المعاني و اتّفق له معنى آخر مضادّ للمعنى الآخر-و كانت تلك القافية أوقع (13) في المعنى الثاني منها في المعنى الأوّل-نقلها إلى المعنى المختار الذي هو أحسن و أبطل ذلك البيت أو نقض بعضه (14) و طلب لمعناه قافية تشاكله. . . .

و قد جمعنا ما اخترناه من أشعار الشعراء في كتاب سمّيناه «تهذيب الطبع» يرتاض من تعاطى قول الشعر بالنظر فيه و يسلك المنهاج الذي سلكه الشعراء و يتناول المعاني اللطيفة كتناولهم إيّاها و يحتذي على تلك الأمثلة التي طرّقوا أقوالهم (15) فيها. . . .

___________________

1) راجع القصيدة و سبب نظمها في معجم الأدباء 17:145-149.

2) العروض (بفتح العين، و هي لفظة مؤنثة) : ميزان الشعر. و لعل «الحذق به» -الحذق في علم الشعر.

3) الصفات: الأوصاف (جمع وصف، أحد فنون الشعر) .

4) السبيكة (القطعة المصبوبة من المعدن) المفرغة (المصبوبة مرة واحدة حتى لا يعرف أحد من أين تبتدئ و لا إلى أين تنتهي) .

5) الوشي: التطريز. المنمنم: المزخرف (زخرفا دقيقا على نظام معلوم) .

6) المونق: الجميل الذي يسر العين.

7) مخض فلان اللبن: (وضعه في وعاء ثم حركه) حتى ينفصل الزبد من المخيض (الماء الباقي بعد انفصال الزبد) .

8) يسلس: يلين و يسهل.

9) يشاكل: يشابه، يوافق. يروم: يطلب.

10) علق: أثبت، دون، كتب.

11) التفاوت: التباين، اختلاف الشيء الواحد في أحوال متعددة (على غير نظام معين) .

12) رم: أصلح. و هى: ضعف.

13) أوقع: أحسن موقعا (أكثر موافقة) .

14) نقض: هدم.

15) احتذى فلان شيئا: صنع الأشياء على مثاله. طرقوا أقوالهم فيها: جعلوا أقوالهم (شعرهم و نثرهم) طرائق (أنواعا) . . .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي