الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
بكر بن خارجة
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص323-324
29-12-2015
3481
كان بكر بن خارجة من الكوفة مولى لبني أسد. و قد كان ورّاقا يتكسّب بالوراقة، و كان ضيّق العيش. ثمّ انه كان ماجنا مولعا بالخمر. و من غريب أخلاقه أنه كان يتعشّق صوت هدهد يأوي إلى إحدى الخرائب، فكان يذهب إلى تلك الخربة يشرب عندها و يستمع إلى صوت ذلك الهدهد. و في أواخر عمره فسد عقله بالخمر و جعل يمدح و يهجو بذرهم و بدرهمين فاطّرحه الناس.
و إذا صحّ من رواية الاغاني (الساسي 20:87-88) أن الجاحظ في أواخر أيامه أنشد أبياتا قالها بكر بن خارجة في الخمر آنذاك، وجب أن يكون بكر بن خارجة قد عاش إلى النصف الثاني من القرن الثالث الهجري و بقي بعد ذلك زمنا.
خصائصه الفنّيّة:
بكر بن خارجة شاعر و راجز طيّب الشعر مطبوع، و كان كثير الحفظ للشعر حسن الرواية له. و يبدو أنه كان بارع القول في الغزل و النسيب و في الخمر. و أشهر شعر بكر بن خارجة مزدوجة يذكر فيها النصارى و شرائعهم و أعيادهم و يتغزّل فيها بغلام يقال له عيسى بن البراء العبادي الصيرفي.
المختار من شعره:
- قال بكر بن خارجة في مزدوجته المشهورة:
و شادن قلبي به معمودُ... شيمته الهجران و الصّدود (1)
لا أسأم الحرص؛ و لا يجود... و الصبر عن رؤيته مفقود (2)
زنّاره في خصره معقود... كأنّه من كبدي مقدود (3)
- لبكر بن خارجة أبيات رواها بعضهم للعبّاس بن الأحنف، منها:
قلبي إلى ما ضرّني داعي... يكثر أحزاني و أوجاعي (4)
لقلّما أبقى على ما أرى... يوشك أن ينعاني الناعي (5)
كيف احتراسي من عدوّي إذا... كان عدوّي بين أضلاعي (6)
___________________
1) الشادن: الغزال الصغير (كناية عن المحبوب) . معمود: مصاب (مضروب) بالعمود، مضنى، شديد اللوعة بالحب. شيمته: عادته (الدائمة) خصلته، طبيعته.
2) لا أملّ الحرص (الرغبة الدائمة الملحة إلى رؤيته) و لا يجود (لا يعطف علي بأن أراه) .
3) زناره في خصره معقود (كناية عن أنه نصراني) ، فقد كان من الخلاف (مخالفة النصارى للمسلمين في اللباس عقد الزنار في الخصر) . -كأن هذا الزنار (الزيق من الجلد) مقطوع من كبدي (فان ألمي دائم بسبب ذلك) .
4) إلى ما ضرني: إلى ما ينحل جسمي (إلى الحب) .
5) نعاه ينعاه: حمل خبر موته. الناعي: الذي يأتي بخبر الموت.
6) . . . . إذا كان عدوي (قلبي الذي يدعوني إلى الحب) . . . .