الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
توبة بن الحُمَيِّر
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص466-469
29-12-2015
8999
هو توبة بن الحميّر بن حزم بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ و أمّه عامرة بنت والبة بن الحارث الأسدية. (1)
توبة بن الحميّر أحد عشّاق العرب المتيّمين، كان في أوّل أمره امرأ غزلا مغامرا و صاحب غارات.
ثم ان توبة تعشّق ليلى الأخيلية و خطبها إلى أبيها فردّه أبوها ثم زوّجها أبوها لرجل من بني الأدلع. و لقد قصر توبة همّه على ليلى و ظلّ وفيّا لها، و كان يزورها بين الفينة و الفينة، و لكن من غير ريبة. فلمّا علم أهلها بذلك شكوه إلى السّلطان (الوالي) فأهدر السلطان دمه (أذن لأهلها أن يقتلوه) إن هو عاد إلى زيارتها.
و قتل توبة بن الحميّر في نزاع مع قومه بني عقيل من آل عوف ابن عامر في حديث طويل جدّا (2)، و ذلك سنة 80 ه(699 م) في الاغلب.
توبة بن الحميّر شاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب قويّ العاطفة، و لكن ربّما تردّد الرواة في نسبة الشعر بينه و بين مجنون ليلى(3).
المختار من شعره:
-قال توبة بن الحميّر يتشوق إلى ليلى:
نأتك بليلى دارها لا تزورها... و شطّت نواها و استمرّ مريرها (4)
يقول رجال: لا يضيرك نأيها... بلى، كلّ ما شفّ النفوس يضيرها (5)
أظنّ بها خيرا و أعلم أنّها... ستنعم يوما أو يفكّ أسيرها
أرى اليوم يأتي دون ليلى كأنما... أتت حجج من دونها و شهورها (6)
حمامة بطن الواديين، ترنّمي... سقاك من الغرّ الغوادي مطيرها
أبيني لنا، لا زال ريشك ناعما... و لا زلت في خضراء عال بريرها (7)
فإن سجعت هاجت لعينك عبرة... و ان زفرت هاج الهوى قرقريرها (8)
و قال في ليلى أيضا:
و لو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت... عليّ، و دوني جندل و صفائح (9)
لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا... اليها صدى من جانب القبر صائح (10)
و أغبط من ليلى بما لا أناله... ألا كلّ ما قرّت به العين صالح (11)
روى أبو بكر الاصفهاني لتوبة بن الحميّر (كتاب الزهرة 159-160) :
كأنّ القلب ليلة قيل يغدى... بليلى العامريّة أو يراح (12)
قطاة غرّها شرك فباتت... تجاذبه و قد علق الجناح (13)
فلا في الليل نامت و اطمأنّت... و لا في الصّبح كان لها براح (14)
و روى أبو بكر الاصفهاني لتوبة أيضا (كتاب الزهرة 161) :
قالت مخافة بيننا، و بكت له... و البين مبعوث على المتخوّف (15)
لو مات شيء من مخافة فرقة... لأماتني للبين طول تخوّفي (16)
ملأ الهوى قلبي فضقت بحمله... حتّى نطقت به بغير تكلّف
_____________________
1) جمع أبو الفرج الاصفهاني بين ترجمته و ترجمة ليلى الاخيلية (غ 11:203-250) ؛ راجع أيضا الأمالي 1:86-90.
2) غ 11:210-224؛ الكامل 732-733.
3) الكامل 450.
4) نأتك دارها: بعدت عنك. شط: ابتعد. النوى: الغربة، البعاد. استمر: دام. مريرها: عزمها (على البعد) .
5) ضار، يضير: أضر، يضر، آذى. شف الرجل (مفعول به) الحزن أو الهم (فاعل) : جعله مهزولا نحيلا.
6) كل يوم يمر من غير أن أرى ليلى كأنه حجج (سنون) بشهورها التامة.
7) خضراء: حديقة أو واحة خضراء. البرير: ثمر شجر الاراك. عال بريرها: نامية، مثمرة.
8) سجعت: غنت. عبرة: دمعة. زفرت: صعدت نفسا حارا من شدة الحزن. القرقرير: صوت الحمام.
9) و دوني جندل و صفائح (حجارة كبيرة و حجارة كالألواح: في قبر) : ميت مدفون.
10) زقا: صاح. الصدى: رجع الصوت؛ طائر خرافي يخرج من رأس الانسان المقتول و يلازم قبره.
11) يحسدني الناس على ما يظنون أنني أناله من ليلى. أنا راض بهذا الحسد (لأنه يدخل شيئا من السرور على نفسي) -و كل ما سر النفس صالح (في أقوال العامة: صيت غنى و لا صيت فقر) .
12) .... سيرتحل قوم ليلى بها في الغداة (الصباح) أو في الرواح (المساء) .
13) غرها شرك: غرها (حسبته شيئا آخر: حسبت الحب الذي فيه طعام لخيرها هي) أو غرها شرك: حسبت أنه شرك ضعيف يمكن أن تتخلص منه بسهولة. تجاذبه: تحاول أن تفلت منه فتجد أنه ممسك بها بقوة. القطاة: اسم طائر.
14) قضت طول الليل تحاول الافلات من هذا الشرك (و لم تنم) فما استفادت. براح: ذهاب (خلاص من الشرك) .
15) البين مبعوث على المتخوف: (حينما يشتد خوف الانسان من وقوع مكروه يكون ذلك دليلا على اقتناع ذلك المتخوف أن ثمت أسبابا أكيدة تجعل وقوع ذلك المكروه منتظرا) .
16) للبين: من خوف البين (الفراق) .