تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
احمد البلخي
المؤلف: الدكتور علي عبد الله الدفاع
المصدر: رواد علم الفلك في الحضارة العربية والإسلامية
الجزء والصفحة: ص 66
1-6-2016
3064
احمد البلخي
هو احمد بن سهل البلخي، ويعرف بابي زيد، عاش فيما بين (235-323هـ) ولد بالقرب من بلخ في قرية شامستيان وتوفي هناك، درس في بادئ حياته العلوم الشرعية. حتى صار مدرسا فيها، ولكنه لم يكتف بذلك بل غادر مسقط راسه الى بغداد، كي يتتلمذ على كبار العلماء هناك، في وقت كانت بغداد مركز الحضارة الإسلامية. وتميز أبو زيد البلخي بذكائه المفرط وبيانه الفريد، ويظهر ذلك من حديث أنور الجندي في كتابه الرسائل الإسلامية: اعلام الإسلام، حيث نقل: قيل اقطاب الكلام في العربية ثلاثة: الجاحظ وأبو عبيدة وأبو زيد البلخي، وقالوا: الجاحظ يزيد لفظه على معناه، وأبو عبيدة يزيد معناه على لفظه، اما البلخي فان لفظه يوافق معناه.
وقال عنه أبو حيان التوحيدي: انه احد ثلاثة لو اجتمع الثقلان على تقريظهم ومدحهم ونشر فضائلهم في اخلاقهم وعلمهم ومصنفاتهم ورسائلهم مدى الدنيا الى ان يأذن الله بزوالها، ما بلغوا آخر ما يستحق كل واحد منهم، وهو بحر البحور، وعالم العلماء، والثلاثة الذين عناهم التوحيدي هم الجاحظ وأبو حنيفة الدينوري والبلخي.
اشتهر البلخي برشاقته وادبه، فيروي لنا حفيده علي بن محمد بن ابي زيد قصة لطيفة، نقلها ياقوت الحموي في كتابه (معجم الادباء) الجزء الثالث وهي (ولابي زيد نحو من سبعين تأليفا، قال: ولقي احمد بن سهل امير بلخ أبا زيد في الطريق، وقد اجهده السير، فقال له: عييت أيها الشيخ، فقال: أبو زيد نعم اعييت أيها الأمير، فنبهه انه لحن في قوله (عييت) اذ العي في الكلام، والاعياء في المشي وانشد أبو زيد:
لكل امرئ ضيف يسر بقربه ومالي سوى الاحزان والهم من ضيف
تناءت بنا دار الحبيب اقترابها فلم يبق الا رؤية الطيف للطيف
ترعرع أبو زيد البلخي في بيت علم، فكان والده مدرسا للبنين في قريته القريبة من بلخ، وقد اشتهر والده بعلمه وحكمته، لذ ليس غريبا ان يبرز أبو زيد البلخي في عدة مجالات علمية، فالبيئة العلمية التي عاش فيها البلخي كان لها تأثيرها عليه.
وعندما ذهب أبو زيد البلخي الى مكة المكرمة لأداء مناسك فريضة الحج، اجتمع ببعض علماء العرب والمسلمين المشتغلين في الفلك والجغرافية والادب والفقه، فتبادل معهم الراي في كثير من الأمور، خاصة ما يتعلق بالعلوم الشرعية والتجريبية، ونتج عن ذلك الحوار كتابته كتاب صور الأقاليم والمعروف أحيانا باسم (اشكال البلاد) او (تقويم البلدان) والذي حاز منه شهرة عظيمة.
كان أبو زيد البلخي حريصا على ابداء رايه بحكمة وترو في كثير من الأمور، لذا يعتبر من أصحاب الراي السديد، فعندما عاد أبو زيد البلخي الى مسقط راسه بلخ، أراد احمد بن سهل بن هاشم المرزوي اميربلخ، ان يستوزه فاعتذر له، وقبل مجالسة الأمير من وقت لآخر.
ومن بعض الحكم التي تروي عن ابي زيد البلخي هي:
* قال: للصدق اصل وفرع ونبات، من اكل من ثماره وجد حلاوة طعمه، والكذب عقيم لا اصل له ولا ثمرة فاحذره.
* وقال: إذا كثر الخزان للأسرار زادت ضياعا.
* وقال: من طلب لسره حافظا افشاه.
* وقال: لابد من الموت فلا تخف. وان كنت تخاف مما بعد الموت فاصلح شانك قبل موتك وخف سيئاتك، لا موتك.
* وقال: إذا مدحك واحد بما ليس فيك فلا تأمن ان يذمك أيضا بما ليس فيك.
* وقال: الدواء الأكبر هو العلم.
* وقال: الشريعة.. الفلسفة الكبرى، ولا يكون الرجل متفلسفا حتى يكون معبدا مواظبا على أداء أوامر الشرع.
اعتكف أبو زيد البلخي على التأليف فأنشأ نحو سبعين مصنفا، والتي لم يبق منها محفوظا الا القليل، وقد كان عالمنا واسع الأفق عريض الثقافة، لذا كتب في علوم القرآن واللغة والجغرافية والتاريخ والسياسة والطب وعلم النفس والرياضيات والحيوان والفلك، ومن مؤلفاته: كتاب الصورة والمصور، وكتاب ما يصح من احكام النجوم، وكتاب فضيلة علوم الرياضيات، وكتاب النوادر في فنون شتى، وكتاب في انشاء علوم الفلسفة، وكتاب اقسام العلوم، وكتاب الرد على عبدة النجوم، وكتاب السماء والعالم وغيرها.
من مؤلفات ابي زيد البلخي يتضح لنا جليا ان ثقافته واسعة وعميقة، بل مزيجا من العلوم الشرعية والتجريبية، لذا لقب بجاحظ خراسان، ذاع صيته بين معاصريه والتابعين له في العلوم الجغرافية والفلكية والطبية والشرعية، بل نال شهرة مرموقة بين الحكام آنذاك، برايه السديد في السياسة، فهو بحق موسوعة تمشي على قدمين.
ولعل من اخم الأسباب التي جعلت أبا زيد البلخي مشهورا، كونه شب معلما وعلاقته الوطيدة بأمير بلخ آنذاك، حيث استفاد من هذه العلاقة ببناء مكتبة علمية نادرة هناك، صارت العلماء وطلاب العلم يأتون اليها من كل فج ينهلون من عذبها.
ومن المؤسف حقا ان اثر ابي زيد البلخي في مجال الجغرافية بقي مجهولا لأبناء جلدته مدة طويلة، الى ان بدا المستشرقون بترجمة نتاجه العلمي، وخاصة كتابه (صور الأقاليم) آنف الذكر من اللغة العربية الى اللغة اللاتينية ثم الفرنسية والانجليزية وغيرها، لكي يصير مرجعا لعلمائهم يستقون منه معلوماتهم الجغرافية والفلكية.