تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
صلاح الدين قاضي زادة
المؤلف: الدكتور علي عبد الله الدفاع
المصدر: رواد علم الفلك في الحضارة العربية والإسلامية
الجزء والصفحة: ص 122
6-6-2016
2732
صلاح الدين قاضي زادة
هو موسى بن محمد بن القاضي محمود الرومي، المعروف باسم صلاح الدين قاضي زادة، يعتقد بعض مؤرخي العلوم ان قاضي زادة من اصل اغريقي، وهذا سبب تسميته بالرومي، ولد في النصف الأخير من القرن الثامن للهجرة (القرن الرابع عشر الميلادي) ببروسة المدينة الجميلة التي تقع قرب بحر مرمرة غرب تركيا، وكانت اول عاصمة للدولة العثمانية قبل نقلها الى مدينة إدرنة ثم الى القسطنطينية (إسطنبول اليوم) وتوفي سنة 940هـ (1436م).
تلقى قاضي زادة تعليمه الأساسي في بروسة، والف فيها رسالة الحساب عام 785هـ، فنصحه علماء بروسة بالاتصال بجهابذة علم الرياضيات والفلك في العالم الإسلامي، فقرر في أواخر القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) السفر الى خراسان وما وراء النهر، ولكن عائلته كانت متخوفة من هذه الرحلة الطويلة، فسارعت احدى شقيقاته الى وضع بعض مجوهراتها بين صفحات كتبه التي رغب ان يأخذها معه.
بعد عودة قاضي زادة من رحلته لخراسان وما وراء النهر ذاع صيته بين معاصريه بعلمي الرياضيات والفلك، حتى صار من العلماء المعتمدين في عصره في هذين الحقلين فعهد اليه سلطان سمرقند اولغ بك اكمال مرصد سمرقند الذي بدا بناءه غياث الدين جمشيد الكاشي (توفي 839هـ)، ولكنه توفي قبل الانتهاء من بنائه، فاتمه تلميذه النجيب على القوشجي الذي اسند اليه اولغ بك إدارة مرصد سمرقند.
اشتهر قاضي زادة بن معاصريه باحترامه للأساتذة وطلاب العلم وحفاظه على كرامتهم، بل كان لا يقبل ابدا أي اعتداء عليهم، وكان يدعو الى استقلال الأساتذة عن أي ضغط من ولاة الامر او غيرهم، كان قاضي زادة زاهدا في حطام الدنيا، فكان يشتغل للعلم لا لغيره.
في سنة 824هـ (1421م) أسس اولغ بك جامعة تشبه احدى الجامعات التكنولوجية في العالم المعاصر، وعين قاضي زادة اول مدير لها، لقد بنيت هذه الجامعة على شكل مربع في كل ضلع من اضلاعه قاعة للمحاضرات عهد بها الى مدرس خاص، كان قاضي زادة يعطي محاضرات عامة في الرياضيات والفلك للطلاب والمدرسين معا في احداهم. ولقد لازم قاضي زادة اولغ بك وتحدث اليه عن العلم والعلماء، ومكانة العالم في المجتمعات المتقدمة، ولا غرو اذا كان طالب العلم من ولاة الامر، فان هذا يرفع من مكانته في الدنيا والآخرة، فاستطاع قاضي زادة اقناع اولغ بك بان يقدم خدمات للعلم والعلماء وذلك ببناء عدة مراصد ومكتبات وجامعات، وأخيرا صار اولغ بك يأخذ العلم على يد قاضي زادة وبالفعل صار اولغ بك يحضر منتظما محاضرات الأستاذ الكبير قاضي زادة، وأخيرا الف اولغ بك مع استاذه قاضي زادة جداول فلكية عظيمة عرفت باسم (زيج اولغ بك).
وقد اعطى قاضي زادة تعريفا مختصرا لعلم الفلك يدل على مقدرته الفريدة النظير على التعبير، وهذا التعريف هو (ان علم الفلك هو ذلك العلم الذي يبحث عن أحوال الاجرام البسيطة العلوية والسفلية من حيث الكمية والكيفية والوصفية والحركة اللازمة لها، وما يلزم منها)، وبقي هذا التعريف متداولا عبر التاريخ.
خالف قاضي زادة المنجمين، وأوضح ف يكل مناسبة ان نظرياتهم كاذبة وخرافية، لذا تعرض قاضي زادة، لبعض الاهانات والتجريح، لانه لم يأخذ بأقوال المنجمين، فتجرأوا وقتلوه، ونسي هؤلاء الذئاب انهم عندما قتلوا العالم افاضل قاضي زادة، لم يتمكنوا من قتل أفكاره النيرة التي بقيت في مؤلفاته المتعددة.
ولو نظرنا الى ما خلفه علماء العرب والمسلمين في علم الفلك لوجدنا معظمهم كان مهتما بالناحية التطبيقية، ولكن قاضي زادة اهتم اهتماما بالغا في صياغة القوانين الأساسية في علم الفلك بغض النظر عن التطبيق، لذا فقد لجا الى تبسيط بعض القوانين الفلكية بالبراهين لجعلها سهلة الفهم وميسورة لتلاميذه.
ومحاولة تبسيط البراهين مهمة تربوية علمية لا يمكن لشخص ان يقوم بها الا اذا كان ملما بخلفيات الموضوع الماما تاما، وهذا كله راجع لشهرة قاضي زادة في وقته وتمحيصه للحقائق الرياضية والفلكية، بل زاد على التدقيق البراهين الرياضية والأدلة
الفلكية، لذا يتضح لنا جليا ان منهج قاضي زادة يجمع بين التفكير الرياضي والتجربة التطبيقية.
وخلاصة القول: كان اولغ بك مشغولا بين الحكم والعلم، فقد كان طوال المدة التي قضاها حاكما لسمرقند منهمكا في ارصاده مع العالم الكبير في الفلك والرياضيات قاضي زادة، على الرغم من ان بعض الامراء كانوا يحاولون ازعاج اولغ بك بالتعدي على حدود بلده، ولولا هذه المضايقات لتطورت جميع فروع المعرفة في سمرقند اكثر مما وصلت، ولكانت النتائج العلمية اعمق وثمار المواهب افضل.
وقد كان مما ترتب على علاقة قاضي زادة بالسلطان اولغ بك انه كان صاحب الراي عنده، فقد درس قاضي زادة النجوم وحركاتها، ثم راقب بكل ازدياد القمر ونقصانه ليلة بعد ليلة، كما راقب ميل الشمس، وكانت هذه الموضوعات تهم اولغ بك كثيرا فالف السلطان نفسه بالاشتراك مع قاضي زادة جداول فلكية بين فيها حركة كل كوكب وموقع الكواكب في افلاكها، ومعرفة تواريخ الشهور والأيام والتقاويم المختلفة.
جمع قاضي زادة في جامعة سمرقند من جميع انحاء العالم جماعة من كبار الحكماء وأصحاب العقول النيرة، لتدريس ولتدارس النظريات الجديدة في علمي الرياضيات والفلك، وقد استنبط قاضي زادة براهين جديدة للمسائل الفلكية، كما حاول ان يوضح بعض النظريات المستعصية بالشرح الوافي والكفيل بجعل طالب العلم يفهمها.
ونجاح قاضي زاده العلمي نتيجة واضحة للتعاون المثمر بينه وبين الحاكم اولغ بك المحب للعلم وطلابه، فكان الاحترام المتبادل والتعاون المشترك الذي أدى الى تقدم العلم وتقدم البلاد آنذاك.