الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
قصة المقعد والاعمى
المؤلف:
لبيب بيضون
المصدر:
قصص ومواعظ
الجزء والصفحة:
263-260.
22-11-2017
4407
كان في بلاد الهند رجلان : اعمى ومقعد ، اصطحبا في طريق ، فعبرا ببستان فمالا اليه ، فرآهما صاحب البستان ، ورأى فقرهما وعجزهما فأراد مساعدتهما فقال : يا هؤلاء ما تقولون في ان ادخلكما بستاني فتأويا فيه وتنالا منه ما يكفيكما ، ولكن بشرط ان لا تقطفا شيئا من الثمر فتفسدا الشجر وتؤذياه.
فقال احدهما : وكيف نؤذيك على بستانك ونحن على ما ترى من الزمانة (1) وسوء الحال ، احدنا مقعد والاخر اعمى.
واي حيلة لنا في تناول شيء من الثمار وهي في رؤوس الاشجار؟!.
فدخلا البستان ، واوصى بهما الناطور الموكل بالبستان ، ومضى صاحب البستان لسبيله.
فأقاما على ذلك مدة ، والناطور يؤمن لهما كل ما يحتاجان من الثمر والطعام.
وأينع الثمر وكبر وطاب ، فقال المقعد للأعمى : ان في الاشجار ثمارا لا يحمل الناطور الينا منها شيئاً ، فما حيلتنا في الحصول على شيء منها ، من غير ان يعلم الناطور ؟ وتشوق الاعمى الى ما ذكره له المقعد ، وأخذا يجيلان الفكر في الطريقة التي توصلهم الى مطلوبهم. الى ان قال المقعد للأعمى : ما رايك ان تحملني على كتفيك لأطوف في البستان ، فاقطف لك من كل ثمرة اطيبها؟!.
فلما كان الغد ذهب الناطور في بعض حوائجه واغلق باب البستان ، فحينئذ صار الظرف مناسبا لتنفيذ الخطة ، فركب المقعد على ظهر الاعمى ، وطاف به في البستان ، فقطعا ما اشتهيا ، وأفسدا ما قدرا عليه ، ثم رجعا الى مكانهما فرقدا.
فلما جاء الناطور ودار في البستان لم يخف عليه ما حدث من الفساد ، اذ وجد بعض الاثار ، فأتى اليهما وسألهما ، فقالا : لا علم لنا بشيء من ذلك. فصدقهما.
ثم كرر العملية ثانية ، وتنصلا من الامر ، وقالا : لا علم لنا بذلك.
فلما كان الغد أوهم الناطور انه قد خرج كعادته ، وكمن في بعض زوايا البستان ، فظن المقعد والاعمى انه قد خرج ، فقاما الى ما قد تعودوا عليه من الفساد وارتكاب الممنوع ، وفي اثناء ذلك دخل عليهما وامسكهما بالجرم المشهود.
وقال لهما : هل هذا جزاء الذي احسن اليكما ان تعصيا امره وتفسدا بستانه؟!.
واتفق دخول صاحب البستان في ذلك اليوم ، فأعلمه الناطور بما حصل . فقال صاحب البستان : لقد استحقا العذاب بما فعلاه.
ثم أمر عبيده أن يعاقبوهما اشد عقوبة ، ثم اخرجوهما من البستان والقوهما في البيداء ، حتى تأكلهما الوحوش والسباع.
العبرة من هذه القصة
تمثل هذه القصة الحياة الدنيا كما صورها حكماء الهند :
فشبهوا النفس ، بالمقعد الذي يبصر ولكنه لا يستطيع انجاز اي عمل بدون مساعدة الجسد.
وشبهوا الجسد ، بالأعمى ، الذي ينقاد حيث تقوده النفس ويأتمر بأمرها.
وشبهوا البستان بدار الدنيا ، والثمار بطيبات الدنيا وشهواتها .
وصاحب البستان ، هو الله تعالى مالك الدنيا والاخرة.
واما الناطور ، فهو العقل الذي يدل على المنافع والمضار ، وهو ينصح النفس ويدلها على ما فيه الصلاح والفلاح.
فإذا اتفقت النفس مع الجسد ، وخالفا أمر العقل استحقا العذاب والعقاب ، وخسرا الدنيا والاخرة ، وذلك هو الخسران المبين (2).
___________________________
(1) الزمانة : هي ما يصيب الاطراف من عاهة فيعطلها عن العمل.
(2) آداب النفس : للعيناثي ، ج 2، ص217، بتصرفٍ واختصار.