الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن الوزَّان القيرواني النحوي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص248-250
7-2-2018
2400
هو أبو القاسم ابراهيم بن عثمان المعروف بابن الوزّان القيروانيّ النحويّ، كان كثير السماع (التعلّم) من ابن عيذون قرأ عليه شرح «غريب الحديث» لأبي عبيد (1) و كان صديقا لأبي محمّد عبد اللّه بن محمود المكفوف (ت ٣٠٨ ه) . و كانت وفاته في عاشر المحرّم من سنة 346(١٣/4/957 م) .
كان ابن الوزّان القيروانيّ النحويّ فقيها على مذهب أهل العراق (2). و كذلك كان إماما في النحو و اللّغة و العروض. و كان في ذلك يميل إلى مذهب البصريين مع معرفته الواسعة بمذهب الكوفيّين. ثمّ كان يفضّل المازنيّ في النحو و ابن السكّيت في اللغة. و هو حسن الاستخراج يستخرج من مسائل اللغة و النحو أمورا لم يتقدّمه فيها (لم يكن فيها أحسن منه) أحد. و كان غاية في استخراج المعمّى (3). و في أواخر أيامه نظم شيئا من الشعر لم يرضه و لا أحبّ أن يوسم به (أن ينسب ذلك الشعر إليه) . و كانت له تصانيف كثيرة في اللغة و النحو.
شيء من آثاره:
- ممّا روي عن ابن الوزّان (طبقات الزبيدي ٢٧٠-٢٧١) :
. . . و العرب تقول: «رجل و رجل» (بضمّ الجيم أو بتسكينها) ، و هي لغة بني تميم و بني ربيعة. . . و على هذا جاء «سرق» (بتسكين الراء مكان سرق بكسر الراء) . و اللام تدغم في الراء، و قال أكثر القرّاء «قرّبّي» (مكان: قل ربّي) لأنّهما من حافّة اللسان متقاربتان. و لا تدغم الراء في اللام (إذا جاءت الراء أوّلا) لأنّ الراء فيها تكرير.
و «الذي» فيها خمس لغات: الّذي بياء خفيفة (بلا تشديد) ؛ و الّذي (بتشديد الياء) ، و الّذ بحذف الياء و كسر الذال؛ و الّذ بإسكان الذال و يرد في حال الرفع و الجر و النصب.
-و سئل عن تفسير قوله تعالى: «ذلِكَ أَدْنى أَلاّ تَعُولُوا» (4) و أنّ الإمام الشافعي (ت ٢٠4 ه) قال: معنى ذلك ألاّ يكثر عيالكم. فقال ابن الوزّان:
أخطأ (الشافعي) ، يقال: عال يعيل، إذا افتقر؛ و أعال، إذا كثر عياله؛ و عال يعول عولا، إذا جار (ظلم) ، و منه قوله تعالى: «أَلاّ تَعُولُوا» (في هذه الآية) . و عال الشيء يعول عولا، إذا زاد، و منه: عالت الفريضة (5). و عالني الشيء يعولني إذا أثقلني، و منه قول الخنساء: «و يكفي العشيرة ما عالها» . و يقال: عال يعول عولا إذا تبختر.
- و قال ابن الوزّان: و جاء فعل يفعل (بكسر العين في الماضي و المضارع) في ثلاثة أحرف (كلمات) ؛ قالوا: حسب يحسب و بئس يبئس و يبس ييبس. و جاء (ذلك) في ثمانية أحرف من المعتلّ الفاء (الفعل الذي أوّله حرف علّة) : ورم يرم، و وري الزند يري (خرجت منه شرر من نار) ، و ورث يرث، و ورع يرع، و ولي يلي، و ومق يمق، و وثق يثق، و وفق يفق، و وله يله و يوله، و وهل يهل و يوهل.
___________________
1) ابن عيذون (أبو عليّ القالي، ت 356 ه) . لم أعثر على كتاب في غريب الحديث لأبي عبيد. هنالك كتب عنوانها «غريب الحديث» للنضر بن شميل (ت ٢٠٣ ه) و قطرب (ت 206 ه) و أبي عبيدة معمر بن المثنّى (ت ٢١٠ ه) و أبي عبيد القاسم بن سلاّم الهروي (ت نحو ٢٢٣ ه) و المبرّد (ت 285 ه) و إبراهيم الحربي المتوفّى سنة 285 ه (بروكلمن ١:١٢٩، الملحق ١:١٨٨) و أبي العبّاس ثعلب (ت ٢٩١ ه) و محمّد بن القاسم الأنباري (ت ٣٢٨ ه) و لآخرين أحدث عهدا من ابن الوزّان. و لعلّ المقصود هنا هو أبو عبيد القاسم بن سلاّم الهروي صاحب «غريب الحديث» . و يبدو أن كلمة «شرح» في طبقات الزبيدي (ص 269) زائدة. و لعلّ الأصوب ما ذكره السيوطيّ (بغية الوعاة ١٨٣) : «و كان (ابن الوزّان) يحفظ العين و غريب أبي عبيد المصنّف (يقصد: يحفظ كتاب العين للخليل بن أحمد و غريب الحديث لأبي عبيد بن سلاّم و المصنّف» . و في معجم الأدباء لياقوت الحموي (١:٢٠٣) : و كان يحفظ كتاب العين للخليل ابن أحمد و غريب المصنّف لأبي عبيد. و في «إنباه الرواة (١:١٧٣) : و حفظ كتاب العين للخليل بن أحمد. . . و كتاب المصنّف لأبي عبيد. و يبدو أن ناشري المراجع المذكورة (طبقات النحويّين و اللغويّين، و معجم الأدباء، و بغية الوعاة) قد أخطئوا في قراءة أصولهم أو توهّموا شيئا غير موجود أو غفلوا في أثناء تصحيح الملازم. و يكون تصحيح ذلك كلّه كما يلي: قرأ ابن الوزّان القيرواني كتاب العين للخليل ابن أحمد و كتاب غريب الحديث و كتاب غريب المصنّف لأبي عبيد بن سلاّم الهروي. فغريب الحديث و غريب المصنّف كتابان (راجع معجم الأدباء 16:255 الأسطر 5،6،٩،١١،٢6٠ السطرين 4،5) .
2) مذهب أهل العراق في الفقه الأخذ بالرأي و إمامهم الأكبر أبو حنيفة.
3) المعمّى: الغامض، الأحجية (راجع طبقات الزبيدي ٢٧٠) .
4) القرآن الكريم 4:٣، سورة النساء.
5) الفريضة: النصيب من الإرث. عالت الفريضة: نقصت (راجع ذلك في كتب الأحوال الشخصية، في باب تقسيم الإرث) .