1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ابن جُلجُل

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص304-307

7-2-2018

3404

 

هو أبو أيوب أبو داود سليمان بن حسّان المعروف بابن جلجل، يبدو أنّه ولد في قرطبة سنة ٣٢٢(934 م) .

بدأ ابن جلجل تلقّي العلم باكرا، قال هو في العاشرة من عمره، فسمع الحديث من أبي حزم وهب بن مسرّة (ت 346) و أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوريّ (ت 349 ه‍) و محمّد بن هلال و اسحاق بن إبراهيم و من أحمد بن سعيد الصدفيّ المنتجالي (274-350 ه‍) و الأسعد بن عبد الوارث. و أخذ النحو عن محمّد بن يحيى الرباحيّ (ت 358 ه‍) قرأ عليه كتاب سيبويه في سنة 358 نفسها. غير أنّ ابن جلجل عني بالطّبّ خاصّة و بلغ منه الغاية و هو لا يزال في مطلع شبابه. إلاّ أنّ شهرته تأخرت كثيرا حتّى أصبح طبيبا للخليفة هشام المؤيّد (366-٣٩٩ ه‍) .

و لعلّ وفاة ابن جلجل كانت سنة 385(995 م) .

يبدو أنّ ابن جلجل قد عني بعدد من فنون المعرفة. و مع أنّه اهتمّ بعلم الطبّ خاصّة، فالواضح أنّه كان أقدر على التأليف منه على التطبيب. له من الكتب: تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس (العين زربيّ) - مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتاب صناعة الطبّ - مقالة في أدوية الترياق-رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطبّبين-طبقات الأطبّاء و الحكماء (ألّفه سنة ٣٧٧) .

مختارات من آثاره:

- مقدّمة كتاب «طبقات الأطبّاء و الحكماء» لابن جلجل، ثمّ خاتمته (1) :

سألت، أيّها الشريف الأديب (2)، أن أكتب إليك بما تأدّي إليّ علمه، ممّا تصفّحت من كتب الماضين و سير المتقدّمين، عن أوّل من وضع صناعة الطبّ و تكلّم فيها في بدء الزمان و قبل الطوفان و بعده، و في أيّ زمان كان كلّ متكلّم فيه ممّن شنع اسمه و فشا ذكره (3) و صحّت براعته و تمّت حكمته و خلّد علما نافعا و ذكرا باقيا.

و ذكرت أنّك لم تر لأحد من المتقدّمين في ذلك كتابا مرضيّا و لا كلاما مقنعا مشبعا، فصادفت منّي نشاطا إلى تقييد ما سألت و رغبت، إذ كان عندي ما رجوت أن أحسم به عنك الشبهة و أبلّغك من ذلك الغاية (4) ، إن شاء اللّه؛ و لما رجوت من هذه الرسالة من إحياء ذكر قوم قد درس ذكرهم و امّحى أثرهم. و لم أصل، أيّها الشريف، إلى علم ما قيّدته لك في رسالتي هذه إلاّ بعد النظر و البحث للكتب القديمة ككتاب الألوف لأبي معشر المنجّم (5) و ككتاب هروسيش صاحب القصص (6) و ككتاب القروانقة ليرونم الترجمان (7) و كأخبار رأيتها لحكماء اليونانية استدللت بها على مكان كلّ حكيم منهم و درجته و في دولة من كان من الملوك.

فلمّا وصلت إلى علم ذلك-و كان السبب في تأليفي هذا الكتاب تحريكا لي-لم أجد لنفسي عذرا في التخلّف عن إسعافك فيما سألته و رغبته. فقيّدت ذلك و وجّهت به إليك. فكن به سعيدا، و من اللّه موفّقا رشيدا. فقد نحلك باريك بنحلة (8) من العلا فضلك بها من ذوي الهمم الناقصة المظلمة، كما قال المسيح عليه السلام في الإنجيل

الطاهر: كلّ نحلة يوهبها الشخص من العقل فهي نازلة من باب النور من العلا (9). فاشكر اللّه على موهبته، و مجّده على نحلته، و اضرع إليه في الاستزادة من فضله فالعون منه و به لا شريك له. . .

. . . قد ذكرت، أيّها الشريف، ما أحاط به علمي و بلغه إدراكي من وصف الحكماء و الأطبّاء المشهورين غير المشكوك فيهم، من لدن آدم عليه السلام إلى الزمان الذي كنّا فيه و هو زمن المؤيّد باللّه بحوزة الأندلس (10). و ذكرنا من كان منهم بالمشرق و المغرب. و لم نذكر من كان بالمشرق مشهورا-من لدن دولة الراضي إلى أيام الطائع للّه (11) -إذ لم تكن حوزتنا و لا جهتنا، و لا ظهر رجل بارع في تلك الدول فيكون معروفا برئاسته و مشهورا بإحسانه مع تراخي تلك الدول بما دخل فيها من ملك الديلم و الأتراك الذين لا نفاق (12) لشيء من العلم عندهم. و إنّما يظهر الحكماء بظهور دول الملوك الطالبين للحكمة. و اقتصرنا على من عرفنا بناحيتنا بالأندلس إذ كانوا مشهورين معروفين ظاهرين في دول أئمّة للعلم طالبين و عن الحكمة باحثين، ملوك أبناء ملوك (13). و اقتصرنا على ذكر المشهورين الظاهرين الخادمين، و أضربنا عن ذكر من كان في زمانهم ممّن لم يوازهم و لا حلّ محلّهم، إذ لم يكونوا في اتّساع الذكر مثل هؤلاء. و وصفت صفاتهم و أقدارهم و ما ظهر لهم من النوادر و الأخبار. و اقتصرنا على قليل من كثير لئلاّ يملّه قارئه و ليسهل على النفس حفظه. و الكلام إذا طال ثقل. و حسبنا أن نبّهنا و أنبأنا من كلّ شيء بأحسنه و أخفّه. . .

_____________________

١) ص ١-4 ثمّ ص 116. -هذه الترجمة و معظم حواشي المختارات مأخوذان من طبعة فؤاد سيّد لكتاب «طبقات الأطبّاء و الحكماء» .

٢) لم يسمّ ابن جلجل «الشريف» الذي ألّف هذا الكتاب برسمه و قدّمه إليه، و إن كان الملموح أنّه أحد أبناء الخلفاء المروانيّين في الأندلس.

3) شنع (كذا في الأصل) . و المقصود «شاع» . فشا ذكره: انتشر صيته.

4) حسم الشبهة: بيّن الأمر المختلف فيه، ردّ الباحث إلى اليقين. بلع الغاية: منتهى ما يصل إليه الإنسان (من الصواب) .

5) أبو معشر جعفر بن محمّد الفلكيّ (ت ٢٧٢ ه‍) له كتاب الألوف في بيوت العبادات (فيه ذكر الهياكل و البنيان العظيم الذي يحدث بناؤها في العالم في كلّ ألف عام) .

6) هروسيش أو باولوس أوروسيوس مؤرّخ إسباني عاش في القرنين الرابع و الخامس الميلاديّين. و كتاب القصص كتاب في تاريخ الروم في العصور القديمة.

7) القدّيس يرونم (جيروم) أحد علماء الكنيسة في عصره (ت 4٢٠ ه‍) له كتاب قرونيقا أو «حوليات» (كتاب تاريخ مرتّب على السنين) .

8) نحلك (وهبك) (باريك: خالقك) . .

9) ترد في المصادر العربية أعداد (جمل) من التوراة و من الإنجيل مختلفة كثيرا أو قليلا أو غير معروفة في التوراة و الأناجيل الموجودة بأيدي الناس.

10) المؤيد باللّه: هشام الثاني بن الحكم (عاشر خلفاء الأندلس 366-٣٩٩ ه‍) . حوزة الأندلس (ناحية الأندلس، ملك الأندلس) .

11) الراضي باللّه العبّاسي (٣٢٢-٣٢٩ ه‍) و الطائع للّه العبّاسي (363-٣٨١ ه‍) .

12) النفاق (بفتح النون) : الرواج، الانتشار، الاقبال على الأشياء.

13) ملوك أبناء ملوك (كذا في الأصل) ، و الأصوب «ملوكا أبناء ملوك).

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي