الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن شُخَيص القرطبي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص329-331
8-2-2018
3880
هو أبو عبد اللّه محمّد بن مطرّف من أهل قرطبة اتّصل بالمنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢ ه) ثمّ بابنه المظفّر من بعده و كان يجالس المظفّر. و مات قبل سنة 4٠٠ ه (١٠٠٩ م) .
كان ابن شخيص القرطبيّ «من أهل الأدب المشهورين و من أعيان الشعراء المقدّمين سالكا في أساليب الجدّ و الهزل، و شعره كثير مشهور» . و تجد له عددا من المختارات (1) في كتاب التشبيهات للكتّاني (ت 4٢٠ ه) . و لابن شخيص قصائد و مقطّعات. و فنونه الوصف و الغزل و المدح و الهجاء، و ربّما نحا نحوا بدويّا في مديحه و نحوا سوقيّا في هجائه.
مختارات من شعره:
- قال محمّد بن شخيص في الوصف:
كأن انتثار الطلّ في الورد أدمع... تبدّى على زهر الخدود انتثارها (2)
كأنّ جنيّ الأقحوان بروضها... ثغور العذارى حين راق اثّغارها (3)
- و قال في الوصف أيضا:
و لمّا امترى في جنّة الخلد بعضهم... أقام لأبصار الجميع مثالها (4)
فللعين أنوار البساتين حولها... و للسمع تفجير المياه خلالها (5)
كأنّ يواقيتا أذيبت فأشربت... سطوح المباني صبغها و صقالها (6)
- و قال في النسيب (و يبدو أنّ الأبيات التالية و الأبيات السابقة من قصيدة واحدة في المديح) :
- و قال في تفضيل الورد لأنّه نبت سنويّ (يأتي في أوائل فصل الربيع بعد أن تكون النفوس قد اشتاقت إليه) و تصغير شأن الآس لأنّه نضار (دائم الخضرة، و لذلك يملّه الناس) :
و معتلّة الأجفان ما زلت مشفقا... عليها، و لكنّي ألذّ اعتلالها (7)
جفون أجال الحسن فيهنّ فترة... فحلّ عرى الآجال منذ أجالها (8)
فهل من شفيع عند ليلى إلى الكرى... لعلّي إذا ما نمت ألقى خيالها
يقولون لي: صبرا على مطل وعدها... و ما وعدت ليلى فأشكو مطالها (9)
و ما كان ذنبي غير حفظي عهودها... طيّي هواها و احتمالي دلالها (10)
أراد الورد بالآس انتقاصا... فقال له (11) نقيصتك الملالُ
فقال الورد: لست أزور إلاّ... على شوق كما زار الخيالُ (12)
و أنت تديم تثقيلا طويلا... تدوم به كما رست الجبال
فتسأمك العيون لذاك بغضا... و ترقبني كما رقب الهلال (13)
- و قال في الهجاء مع الهزء:
قست بالشعر معشرا فإذا هم ... صور الإنس في طباع الحميرِ
كلّما جئتهم لأنشد شعري... طمعا من نوالهم باليسير (14)
فكأنّي وضعت فلكة بوقٍ... في فمي أو ضغطت أنبوب كير (15)
_____________________
١) اثنتا عشرة قطعة تجمع ستّة و أربعين بيتا.
٢) الطلّ: نقاط الماء التي تسقط في الصباح الباكر على الأغصان عادة. -كأنّ الورد خدود، و كأنّ الطلّ دموع.
٣) الأقحوان زهر يتألف من دائرة صغيرة صفراء حولها بتلات بيض تشبه الأسنان الأمامية. الجني: الناضر (الزاهي اللون) الطريّ (الحديد) . الاثّغار: بدء ظهور الأسنان (الأسنان الجديدة، و تكون صحيحة بيضاء مستوية، الخ) .
4) لمّا شكّ قوم في شكل الجنّة (جهلوا صورتها و وصفها) أنشأ هو في الأرض شبها لها.
5) الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الأبيض.
6) انعكس لون الزهر على سطوح الابنية! !
7) معتلّة الأجفان: ناعسة العينين. ألذّ اعتلالها: أجد لذّة في نعس عينيها.
8) أجال الحسن فيهنّ فتره: جعل في عينيها كلتيهما فتره (فتورا، نعسا) . حلّ عرى الآجال (الأعمار) : قصّر أعمار الناس.
9) المطل (بالضم) و المطال (بكسر الميم) : المماطلة، تأخير الوفاء بالوعود بأعذار مختلفة.
10) طيّي (المصدر طيّ مضافا إلى الضمير المتصل (الياء) هواها: إخفائي حبّي لها عن الناس.
11) فقال الآس للورد.
12) الخيال: الطيف الذي يرى في المنام.
13) تسأم: تملّ. ترقبني: تنتظرني. كما رقب الهلال: كما ينتظر الناس هلال (العيد) .
14) النوال: العطاء. اليسير: القليل.
15) فلكة (؟) البوق: آلة يزمّر بها. الكير منفاخ الحدّاد. سدّوا آذانهم (كيلا يسمعوا الصوت) و هربوا (كيلا تتّسخ أثوابهم) .