1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الحَزم جَهْوَر

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص473-475

8-2-2018

2959

 

هو أبو الحزم جهور بن محمّد بن جهور بن عبيد اللّه بن محمّد بن أبي الغمر بن يحيى كان جدّه الأعلى فارسيا مولى لعبد الملك بن مروان. ثمّ إنّ جدّا له-يسمّونه يوسف بن بخت-دخل الأندلس قبل مجيء عبد الرحمن الداخل.

ولد أبو الحزم جهور في أول المحرّم سنة 364(٢١/٩/974 م) في قرطبة، في أسرة وجيهة غنية. و قد روى عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمدانيّ و أبي محمّد الأصيليّ و القاضي أبي عبد اللّه بن مفرّج و سواهم.

كان أبو الحزم جهور مشهورا بالتقوى و الفضل و العقل و من ذوي المكانة مسموع الكلمة. و كان من وزراء الدولة العامرية، فلمّا حدثت الفتنة على هشام الثالث المعتدّ و ثارت العامّة و خلع هشام، في ١٢ من ذي الحجّة من سنة 4٢٢(٢/١٢/١٠٣١ م) اجتمع الوزراء و طلبوا منه تهدئة الناس فهتف بهم فهدئوا. و طلب الناس إخراج بني أميّة (أمراء البيت المالك) من قرطبة فأخرجهم أبو الحزم جهور و معهم هشام نفسه من غير أن يحدث شغب.

بعدئذ أجمع الناس على أن يتولى أبو الحزم جهور أمر قرطبة.

و كانت وفاة أبي الحزم جهور في السادس من المحرّم من سنة 4٣5(الذخيرة ١: 6٠4) الواقع فيه 15/٨/1043 م.

كان في أبي الحزم بن جهور مزايا نادرة. كان يصرّف الأمور بحكمة و عدل و تجرّد، فما كان يقضي في مسألة إلاّ إذا استشار أهل الحلّ و العقد. و لم يتسمّ بلقب فوق لقب «وزير» و هو اللقب الذي كان له قبل أن يتولى أمور قرطبة. و قد حرّم الخمر و أمر بكسر أوانيها في قرطبة. ثمّ إنّه ساعد على هدوء الفتنة التي كانت ثائرة في أعقاب الخلافة المروانية في الأندلس، فما كان زعيمان في صقع من أصقاع الأندلس يتنازعان على حكم بلد أو في أمر عامّ إلاّ سعى إلى الإصلاح بينهما. و لم تغيّره الدنيا و لا الثروة، و لا غرّته الدولة و المكانة حتّى إنّه ظلّ يؤذّن بنفسه على باب مسجده كما كان يفعل من قبل.

و كذلك كان أبو الحزم جهور فقيها من الشيوخ الأكابر و أديبا مترسّلا و شاعرا ليس من الطبقة الأولى. و شعره يدور على الوصف و الحكمة و الزهد في الأكثر. و كانت بينه و بين أبي عامر بن شهيد (ت 4٢6 ه‍) مكاتبات.

مختارات من شعره:

- قال أبو الحزم جهور في العتاب (الحلّة السيراء 1:248-249) :

أسأت-لعمري-إذا أسأت بي الظنّا... و ألزمتني ذنبا شغلت به الذّهنا

تجنّيت في عذلي كأنّي مذنبٌ... رويدك، إن العذل قد يوجب الشّحنا (1)

فلا تتجنّ الذنب من غير علّةٍ... فربّ تجنّ يورث الحقد و الضّغنا (2)

و إنّي امرؤ محض المودّة مخلصٌ... أصافي خليلي بالذي هو بي أسنى

و إن زلّ يوما في ودادي أقلته... و قارضته في ذاك بالصحبة الحسنا (3)

و هل لي-فدتك النفس-دونك راحة... و أنت شقيق النفس و الأقرب الأدنى

فثق بي و لا تعجل عليّ فإنّني... أدين بما ترضى و أعنى بما تعنى (4)

و لا ذنب لي-فيما علمت-و لم أكن... لأصغي إلى الواشين في قيلهم أذنا

- و قال في الزّهد:

قلت يوما لدار قوم تفانوا... أين سكّانك العزاز علينا

فأجابت: هنا أقاموا قليلا... ثمّ ساروا، و لست أعلم أينا

- و له في العتاب و التقريع:

يا عاتبا لي بالصدو... د، أ لا ذكرت قبيح غدرك

أخليت من قلبي مكا... نا كان معمورا بذكرك

و أنا أحبّك لو وثق‍ـ...ـت و أستديم بقاء عمرك

________________________

١) تجنّى فلان عليك ذنبا: نسب إليك الذنب ظلما. العذل: اللوم. الشحناء: الحقد و العداوة.

٢) الضغن: الحقد الشديد.

3) أقلته (عفوت عن ذنبه) . قارضتّه: بادلته. الحسنا: الحسناء.

4) أعنى: اهتمّ.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي