الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأعلم الشنتمري
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص636-638
21-2-2018
4201
هو أبو الحجّاج يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بلقب «الأعلم الشنتمري» (1). . و لقّب بالأعلم لأنّ شفته العليا كانت مشقوقة شقّا واسعا. و مولد الأعلم كان في شنتمريّة الغرب، سنة 4١٠(١٠١٩ م) و فيها نشأ. و في سنة 4٣٣ (1041 م) جاء إلى قرطبة و أخذ العلم عن أبي القاسم ابراهيم بن محمّد بن زكريا الأفليليّ - و قيل ساعده في شرح ديوان المتنبّي (و كان قد قرأ هذا الديوان على الأفليليّ) - و أخذ أيضا عن أبي سهل يونس بن أحمد الحرّانيّ و أبي بكر مسلم بن أحمد. و قد انتقل إلى إشبيلية و اتّصل بالمعتمد بن عبّاد و قرّظه و مدحه. و يبدو أنّه عاش مدّة طويلة في إشبيلية إلى أن توفّي فيها 4٧6(١٠٨٣ م) .
كان الأعلم الشنتمريّ عالما بالنحو خاصّة و باللغة و الشعر واسع الحفظ جيّد الضبط. و كان مصنّفا للشروح على شعر الشعراء خاصّة، فمن كتبه: شرح الأشعار (الدواوين) الستة (من شعر المعلّقات) - شرح أشعار الحماسة (لأبي تمّام) -شرح ديوان علقمة الفحل-النكت في كتاب سيبويه -عيون الذهب في شرح أبيات (الشواهد في) كتاب سيبويه - شرح أبيات الجمل للزجّاجي - المخترع في النحو.
مختارات من آثاره :
- من شرح الأعلم الشنتمريّ لمعلّقة طرفة:
و إن يلتق الحيّ الجميع تلاقني ... إلى ذروة المجد الكريم المصمّد
نداماي بيض كالنّجوم، و قينة ... تروح علينا بين برد و مجسد
*يقول: إذا التقى الحيّ الجميع، بعد افتراقهم، وجدتني في موضع الشرف منهم و علوّ المنزلة. و قوله: «إلى ذروة المجد» أيّ إلى ذروة البيت. و ذروة كلّ شيء أعلاه. و المصمّد الذي يصمد إليه الناس لشرفه و يلجئون إليه في حوائجهم. و الصمد القصد.
و قوله: «نداماي بيض كالنجوم» : الندامى الأصحاب المشاربون (2) . و قوله: «بيض كالنجوم» ، أي هم أعلام مشاهير. و يحتمل أن يريد الحسني اللون. و القينة المغنّية. و كلّ أمة (3) قينة. و البرد ثوب وشي. و المجسد الثوب المصبوغ بالزعفران المشبع. و الجساد الزعفران (4) . «بين برد و مجسد» ، أي تروح إلينا و عليها برد و مجسد.
و ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهنّدِ
*قوله: «أشدّ مضاضة» ، أي حرقة. يقول: ظلم القرابة أشدّ ظلم على الإنسان و أبلغه، و إنّما ذلك لأن المظلوم لا يكاد يجد (5) في الانتصار من قريبه، بل ينطوي على ما يلقى منه و يصبر. فموقع ذلك الظلم أشدّ من وقع الحسام، و هو السيف القاطع. و المهنّد المنسوب إلى الهند.
- و من شرحه لديوان علقمة الفحل (6) :
و ما أنت أم ما ذكرها ربعيّة ... يخطّ لها من ثرمداء قليب (7)
* قوله: «و ما أنت أم ما ذكرها؟» يعاتب نفسه و ينكر عليها تتبّعه هذه المرأة و قد بعدت عن دياره و حلّت في غير قبيلته. و قوله «ربعيّة» يعني أنّها من قبيلة بني ربيعة بن مالك، و هم غير قبيلته و عشيرته. و قوله: «يخطّ لها من ثرمداء قليب» ، أي هي نازلة في هذا الموضع مقيمة فيه. و كنى عن إقامتها بحفر القليب، لأنّ من أقام بموضع فلا بدّ له من ماء يقيم عليه. و قال الأصمعيّ: يكون أيضا معناه أن يكون كأنّها لا تبرح منه حتّى تموت و تدفن فيه، فيكون القليب، على هذا، القبر. و روى ابن ولاّد (8) ثرمداء بضمّ الثاء و الميم. و رواية أبي عليّ (9) بفتحها.
______________________________
١) هو غير الأعلم البطليوسي (بفتح الباء و الطاء) ابراهيم بن محمّد (أو ابن قاسم) بن ابراهيم كان بارعا في النحو و مصنّفا له: «الجمع بين الصحاح للجوهري و الغريب المصنّف» ، و له تاريخ بطليوس. كانت وفاته سنة 6٣٧ هـ ، و قيل 64٢ أو 646 هـ (بغية الوعاة 185؛ الأعلام للزركلي 1:60)
2) المشاربون: الذين يشربون (الخمر) معا.
3) الأمة: الجارية (الفتاة) تطلق على الحرّة و على الرقيقة.
4) الزعفران نبت له زهر أصفر (مائل إلى الحمرة) . المشبع: الوافر، الممتلئ.
5) اقرأ: لا يكاد يجد (سبيلا أو وسيلة) في الانتصار من قريبه.
6) علقمة الفحل شاعر جاهلي عاش طويلا: عاصر امرأ القيس (ت 54٠ م) و بقي إلى ما بعد الهجرة بثلاث سنوات (6٢5 م) .
7) القليب: البئر.
8) ابن ولاّد نحوي مصري (ت ٣٣٢ ه) .
9) أبو علي القالي (ت 356 ه) .