الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الحسين التجيبي القرطبي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص533-534
21-2-2018
1949
هو الحسين بن محمّد بن الحسين بن حيّ التجيبيّ القرطبيّ، أخذ علم العدد و الهندسة و الهيئة (1) عن ابي عبد اللّه محمد بن عمرو بن محمد المعروف بابن برغوث الرياضيّ الفلكيّ (ت 44٢ ه) . و في سنة 44٢ ه رحل الحسين التجيبيّ إلى القاهرة ثمّ إلى اليمن. و في اليمن اتصل بأمير المؤمنين الصليحيّ القائم(2) بالدعوة للمستنصر الفاطمي معدّ (4٢٧-4٨٧ ه) و حظي عنده. ثمّ إنّ الصليحيّ أرسله رسولا إلى القائم العبّاسيّ (4٢٢-46٧ ه) . و توفّي الحسين التجيبيّ في اليمن، سنة 456 (1064 م) ، بعد رجوعه من بغداد.
الحسين التجيبيّ القرطبيّ أديب شاعر و عالم بالهندسة و الفلك. له زيج مختصر على طريقة السند هند (3). و شعره القليل الذي وصل إلينا مقطّعات قصار تدور على التأمّل و الحكمة و فيها إشارات من الرياضيّات و الفلك.
مختارات من شعره :
- قال الحسين التجيبيّ يوازن بين الواحد من العدد (الذي هو أوّل الأعداد و منه تأتي كلّ الأعداد، مع أنّه في رأي علماء العدد ليس مثل سائر الأعداد) و اللّه الذي هو أيضا الموجود الأوّل (و هو سابق على جميع الموجودات و مخالف لها، مع أنّها جميعها قد جاءت منه) :
تأمّل صورة العددِ... فمن ينظر إليه هدي
كما الأعداد راجعة... و إن كثرت، إلى الأحد (4)
كذاك الخلق مرجعهم... لربّ واحد صمد (5)
- و له مقطّعات قصار في التأمّل و الحكمة:
*و رأيت السماء كالبحر، إلاّ... أنّ ما وسطه من الدرّ طافي (6)
فيه ما يملأ العيون كبير... و صغير ما بين ذلك صافي (7)
*ودّعته حيث لا تودّعه... روحي و لكنّها تسير معه
ثمّ تولّى و العيون له... ضيق مجال و في القلوب سعه
*إذا ما كثرت على صاحب... و قد كان يدنيك من نفسه (8)
فلا بدّ من ملل واقعٍ ... يغيّر ما كان من أنسه
______________________
١) الهيئة: الفلك.
٢) عليّ بن محمّد الصليحي أمير يمني اعتنق، سنة 4٢٨، دعوة الفاطميّين (أئمّة مصر) . و في سنة 4٢٨ حالفه في الموسم (في الحجّ) نحو ستّين نصيرا على الدعوة للمستنصر الفاطميّ صاحب مصر. و في سنة 455 أصبح ملكا على اليمن. و توفّي سنة 4٧٣.
٣) السند هند كتاب هندي في الرياضيات و الفلك.
4) الأحد: الواحد من العدد (قبل الاثنين) . كلّ الأعداد تبدأ من الواحد بزيادة واحد على العدد الذي قبله ما عدا الاثنين فهو الواحد مكرّرا ثمّ ٢+١،٣+1،4+١، الخ.
5) الصمد: المقصود (اللّه) . و كما أن جميع الأعداد ترجع إلى الواحد، فكذلك جميع الأشياء مرجعها (مبدأها) اللّه (الذي هو: واحد) .
6) . . إلاّ أن ما (في) وسطه. الدرّ: اللؤلؤ. طاف: عائم على سطح الماء. -الليل بسعته يشبه البحر، مع فارق: اللؤلؤ الذي في البحر يكون غارقا في قعره. أما الليل (السماء) فإنّ ما فيها من اللؤلؤ (النجوم) طاف (سابح) على سطحها.
7) في السماء نجوم كبيرة و صغيرة تملأ العيون (أي كثيرة) . صافي (صاف)
8) كثرت على صاحب: أثقلت عليه (بالزيارات الكثيرة أو بالمطالب الكثيرة) .