الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الحُصْري صاحبُ زَهْرِ الآداب
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص375-377
22-2-2018
3453
هو أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن تميم الأنصاريّ المعروف بالحصري (1) القيرواني، كان على شيء من الوجاهة في بلده و على كثير من العلم بالأدب، فكان شبّان القيروان يجتمعون عنده و يأخذون عنه. و يبدو أنّه كان يتكسّب بالشعر أو يرتزق بتآليفه «حتّى انثالت عليه الصلات من الجهات» (وفيات الأعيان 1:54) . و كانت وفاته في المنصورية قرب القيروان سنة 4١٣ ه (١٠٢٢ م) و قد جاوز أشدّه.
قال ياقوت الحمويّ: و كان (أبو إسحاق الحصري) شاعرا نقّادا عالما بتنزيل الكلام و تفصيل النظام يحبّ المجانسة و المطابقة و يرغب في الاستعارة، تشبّها بأبي تمّام في أشعاره و تتبّعا لآثاره. و عنده من الطبع ما لو أرسله على سجيّته لجرى جري الماء و رقّ رقّة الهواء (معجم الأدباء «2:95») .
و الحصري هذا (2) مصنّف تدور كتبه على الأخبار الطريفة و الأشعار اللطيفة. من كتبه: زهر الآداب و ثمر الألباب (3) - ذيل زهر الآداب (أو: جمع الجواهر في الملح و النوادر) - كتاب النورين (نور الظرف و نور الطرف) -المصون و الدر المكنون (المصون في سرّ الهوى المكنون مجموع مقطّعات شعرية) -المعشّرات (4) .
مختارات من آثاره:
- قال أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ الحصريّ القيروانيّ (معجم الأدباء ٢:٩٣) :
يا هل بكيت كما بكت... ورق الحمائم في الغصونِ (5)
هتفت سحيرا و الربى... للقطر رافعة الجفون (6)
فكأنّها صاغت على... شجوي شجى تلك اللحون (7)
ذكّرنني عهدا مضى... للأنس منقطع القرين (8)
فتصرّمت أيّامها... و كأنّها رجع الجفون (9)
- و قال في النسيب:
إنّي أحبّك حبّا ليس يبلغه ...همّي و لا ينتهي فهمي إلى صفته
أقصى نهاية علمي فيه معرفتي... بالعجز منّي عن إدراك معرفته
- الشعر المطبوع و الشعر المصنوع (من كتاب زهر الآداب) :
الشعر مطبوع و مصنوع. فالمطبوع الجيّد الطبع مقبول في السمع قريب المثال بعيد المنال، أنيق الديباجة رقيق الزجاجة يدنو من فهم سامعه كدنوّه من وهم صانعه. و المصنوع مثقّف الكعوب معتدل الأنبوب، يطّرد ماء البديع على جنباته و يجول رونق الحسن في صفحاته. و حمل الصانع شعره على الإكراه في التعمّل بتنقيح المباني دون إصلاح المعاني يعفّي آثار الصنعة و يطفئ أنوار الصبغة ! ! ، و يخرجه إلى فساد التعسّف و قبح التكلّف. و إلقاء المطبوع بيده إلى قبول ما يبعثه هاجسه و يثقّفه! ! وساوسه-من غير إعمال النظر و تدقيق الفكر- يخرجه إلى حدّ المستهدم الرثّ و حيّز المستوخم الغثّ. و أحسن ما أجري إليه و عوّل عليه هو التوسط بين الحالين و المنزلة بين المنزلتين من الطبع و الصنعة.
______________________
١) ابن خلكان ينسب الحصري إلى صنع الحصر و بيعها (اجتهادا!) . و يقول حسن حسني عبد الوهّاب (مجمل الأدب التونسي ١١٩) أن الحصري منسوب إلى قرية الحصر قرب القيروان.
٢) هنالك مصادر و مراجع تخلط بين إبراهيم بن عليّ الحصري القيرواني صاحب كتاب «زهر الآداب» و علي بن الغني الحصري القيرواني الضرير صاحب قصيدة «يا ليل الصبّ» . (و قد فعل بروكلمن مثل ذلك عند الكلام على أسماء الكتب) فليتفطّن الدارس إلى ذلك.
٣) ألّفه لأبي الفضل العباس بن سليمان.
4) بروكلمن 1:315.
5) بكيت (بفتح التاء) للتجريد (اذ يخاطب الشاعر نفسه) . الورقاء: الحمامة. ورق (؟) الحمائم: الحمام (الرماديّ اللون؟) البرّي (و لعلّه أجمل صوتا) .
6) الجفون (كذا في الأصل) ، و لعلّها العيون. (رافعة العيون) تطلب من اللّه سقوط المطر.
7) الشجا (هنا) و الشجو: الحزن و الهمّ.
8) منقطع القرين (المثيل، الشبيه) : عهد الشباب.
9) تصرّم: انقضى. رجع الجفون (كناية عن السرعة) .