الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
حسَّان بن مالك
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص367-370
22-2-2018
2027
هو أبو عبدة حسان بن مالك بن أبي عبدة الأندلسيّ من أهل بيت جلالة و وزارة في قرطبة؛ روى عن أبي بكر الزبيديّ (ت ٣٧٩ ه) و أبي عثمان القزّاز و أبي العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان القاضي (ت 4١٣ ه) .
لمّا جاء عبد الرحمن المستظهر بن هشام إلى الخلافة استوزر حسان بن مالك، و لكنّ خلافة المستظهر لم تطل سوى شهرين أو يزيدان من سنة 4١4 ه (١٠٢٣- 1024 م) . و يبدو أنّ حسّانا كان كارها للوزارة في تلك الفترة، فقضى قسما من أيام الفتنة معتزلا للحياة العامّة بعيدا عن العاصمة. و يبدو أنه عاد بعد ذلك إلى قرطبة و حسنت حاله فيها.
و كانت وفاة حسان بن مالك في شوّال من سنة 4١6 (1) و قد أسنّ كثيرا. و رثاه أبو عامر بن شهيد (ت 4٢6 ه) .
كان حسّان بن مالك من جلّة العلماء و الأدباء فقيها و كاتبا مترسّلا و شاعرا وجدانيّا مجيدا؛ و من فنون شعره الشكوى و وصف الطبيعة. و كان مصنّفا له كتاب ربيعة و عقيل:
دخل (2) حسّان بن أبي عبدة يوما على المنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢ ه) و بين يديه كتاب أبي السريّ (3) و هو يعجب به. فخرج (حسّان) من عنده و عمل (مثل) هذا الكتاب و فرغ منه تأليفا و نسخا و تصويرا، و جاء به في مثل ذلك اليوم من الجمعة الأخرى و أراه (للمنصور) فسرّ به و وصله عليه.
مختارات من شعره:
- لما كثر الاستبداد من الخليفة المستظهر، كتب إليه حسان بن أبي عبدة:
إذا كان مثلي لا يجازى بصبره ... فمن ذا الذي بعدي يجازى على الصبرِ
فكم مشهد حاربت فيه عدوّكم... و أمّلت في حربي له راحة الدهر (4)
أخوض إلى أعدائكم لجج الوغى... و أسري إليهم حيث لا أحد يسري (5)
و قد نام عنكم كلّ مستبطن الحشا... أكول إلى الممسى نؤوم إلى الظهر (6)
فما بال هذا الأمر أصبح ضائعا... و أنت-أمين اللّه-تحكم في الأمر (7)
- و قال في الشيب:
رأت طالعا للشيب بين ذوائبي... فباحت بأسرار الدموع السواكبِ
و قالت: أشيب؟ قلت: صبح تجاربي... أنار على أعقاب ليل نوائبي
- و قال يتشوّق إلى أهله:
سقى بلدا أهلي به و أقاربي... غواد بأثقال الحيا و روائح (8)
و هبّت عليهم بالعشيّ و بالضحى... نواسم برد و الظلال فوائح (9)
تذكّرتهم و النأي قد حال دونهم ... و لم أنس، لكن أوقد القلب لافح (10)
و ممّا شجاني هاتف فوق أيكةٍ... ينوح و لم يعلم بما هو نائح (11)
فقلت: اتّئد! يكفيك أنّي نازح... و أن الذي أهواه عنّي نازح (12)
ولي صبية مثل الفراخ بقفرةٍ... مضى حاضناها فاطّحتها الطوائح (13)
إذا عصفت ريح أقامت رؤوسها... فلم يلقها إلاّ طيور بوارح (14)
فمن لصغار بعد فقد أبيهم... سوى سانح في الدهر، لو عنَّ سانح (15)
______________________
١) في جذوة المقتبس (ص 184 س) و بغية الملتمس (ص 256) و معجم الأدباء (٧:٢٢١-٢٢٢) و بغية الوعاة (ص ٢٣٨) أن حسان بن مالك توفّي قبل ٣٢٠ ه، و هذا بلا ريب خطأ نقله بعضهم عن بعض من غير تفطّن إلى أن حسانا كان في أيام المنصور بن أبي عامر (ت ٣٩٢) . و التصحيح من كتاب الصلة لابن بشكوال (ص 135) .
٢) جذوة المقتبس 184.
٣) هو أبو السريّ سهل بن أبي غالب الخزرجي وضع كتابا ذكر فيه أمر الجنّ و حكمتهم و أنسابهم و أشعارهم و زعم أنّه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد وليّ العهد فقرّبه الرشيد و ابنه الأمين و زبيدة أمّ الأمين. و أفاد منهم (مالا كثيرا) . و له أشعار حسان وضعها على الجنّ و الشياطين و السعالى. و (قد) قال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت، لقد رأيت عجبا. و إن كنت ما رأيته، لقد وضعت أدبا. (وفيات الأعيان 5:٢٢١) .
4) المشهد: المكان المشهود (الذي يكثر فيه الناس) ، هنا: «المعركة الشديدة» . و أمّلت (لكم) راحة طول الدهر من عدوّكم.
5) سرى: سار في الليل (في الأوقات العصيبة) .
6) مستبطن الحشا: كبير البطن (و ليست بهذا المعنى في القاموس) .
7) «أمين اللّه جملة معترضة (للنداء) -و جملة «تحكم» خبر «أنت» . أو نقول: أمين (بالرفع) خبر «أنت» . و جملة «تحكم» نعت «أمين» .
8) الغادية: الغمامة التي تأتي في الصباح. الرائحة: الغمامة التي تأتي في المساء. بأثقال الحيا (المطر) : بمطر ثقيل (كثير) .
9) نواسم (؟) يقصد «نسم» (بفتح ففتح: مفردة) : الريح الخفيفة. فوائح جمع فائحة (؟) متّسعة.
10) النأي: البعد. اللافح و اللافحة (النار أو الريح) التي تلفح (تحرق) ما قابلها.
11) شجاني: حزنني، أحزنني. هاتف: رافع صوته. الأيكة: مجتمع من الشجر الملتف.
12) اتّئد: تمهّل. نازح: بعيد (عن رطنه) .
13) أطّحتها الطوائح (؟) . في القاموس «طحى» : ذهب في الأرض و هلك. (يقصد: نزلت بها الشدائد) .
14) إذا عصفت ريح (حدثت حركة) أقامت (رفعت) . . . طيور بوارح (جمع بارح) : تمرّ عن يمينك إلى يسارك (و كان ذلك دليل الشؤم و الحرمان) .
15) السانح: الطائر الذي يمر من يسارك إلى يمينك (دليل الخير و البركة) . في القاموس (١:٢٣٠) : «من لي بالسانح بعد البارح أي بالمبارك بعد الشؤم» .