الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
سعيد بن عبد ربَّه
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص235-237
28-2-2018
2780
هو أبو عثمان سعيد بن إبراهيم (عبد الرحمن) بن محمّد بن عبد ربّه بن حبيب ابن محمّد بن سالم، و سالم هذا مولى الأمير هشام الرضيّ بن عبد الرحمن الداخل. ثم هو ابن أخي ابن عبد ربّه (ت ٣٢٨) صاحب كتاب «العقد» . تكسّب بالطبّ و عمي في أواخر أيامه. و كانت وفاته سنة 342(953-954 م) .
كان سعيد بن عبد ربّه من أهل العلم و الأدب و شاعرا محسنا. غير أنّه شغل بالطبّ و الفلك. و من آثاره: أرجوزة في الطبّ-كتاب في الأقراباذين (الأدوية) - و تعاليق مجرّبات (في الطبّ) .
مختارات من شعره:
- بعث سعيد بن عبد ربّه يوما إلى عمّه أحمد (صاحب كتاب «العقد») يدعوه إلى أن يحضر إليه ليؤانسه. فلم يجبه عمّه فكتب إليه يقول معاتبا:
لمّا عدمت مؤانسا و جليسا... نادمت بقراطا و جالينوسا (1)
و جعلت كتبهما شفاء تفرّدي... و هما الشفاء لكلّ جرح يوسى (2)
و وجدت علمهما إذا حصّلته... يذكي و يحيي للجسوم نفوسا (3)
- و قال في أواخر عمره:
أ من بعد غوصي في علوم الحقائق... و طول انبساطي في مواهب خالقي (4)
و في حين إشرافي على ملكوته... أرى طالبا رزقا إلى غير خالقي (5)
و أيام عمر المرء متعة ساعة... تجيء حثيثا مثل لمحة بارق (6)
و قد آذنت نفسي بتقويض. رحلها... و أسرع-في سوقي إلى الموت-سائقي (7)
و إنّي و إن أوغلت، أو سرت هارباً... من الموت في الآفاق فالموت لاحقي (8)
______________________
١) بقراط أو أبقراط (ت 365 ق. م.) طبيب يوناني قديم مشهور بالبراعة في المداواة. و جالينوس (ت نحو ٢٠٠ م) طبيب يوناني متأخّر في الزمن و لكن بارع في التشريح و التطبيب.
٢) يوسى-يؤسى (المجهول من يأسو) : يداوى.
٣) أذكى فلان النار: أوقدها. و الشاعر يقصد هنا أنّ قراءة كتب بقراط و جالينوس تذكي الإنسان (تجعله ذكيّا) .
4 و 5) في هذين البيتين نزعة إلى التصوّف.
6) متعة: استفادة، سرور. ساعة: وقت قصير. الحثيث: المستمر (السريع) .
7) آذنت بالمدّ: قاربت. تقويض الرحل: نزع الخيمة من مكانها (استعدادا للرحيل) ؛ كناية عن قرب الموت.
8) أوغل الرجل في الغابة: سار فيها بعيدا. في الآفاق: أطراف البلاد (الأماكن البعيدة عن الحضر المناطق المعمورة و المناطق المهجورة: سيلحق بي الموت أينما ذهبت.