الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
سليمان المستعين
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص346-348
28-2-2018
3050
هو أبو أيوب سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر، ولد سنة 354 ه (965 م) . و لمّا بلغ سليمان أشدّه كانت الأندلس قد تقسّمت بالفتنة بين العرب و البربر خاصّة. و كان البربر أنفسهم على جانبي الفتنة مع المتنازعين. فلمّا قتل محمّد المهديّ بن هشام بن عبد الجبّار بن عبد الرحمن الناصر، في سادس شوال من سنة ٣٩٩(١/6/١٠٠٩ م) بايع البربر سليمان بالخلافة فتلقّب «المستعين» ، و لكنّه لم يستطع دخول قرطبة إلاّ في ربيع الأوّل (و قيل في ربيع الثاني) من سنة 4٠٠(نحو تشرين الثاني- نوفمبر ١٠٠٩ م) .
ثمّ إنّ سليمان خرج بجموع أتباعه من البربر يجول في أقطار الأندلس للقضاء على خصومه، فكان البربر الذين معه يخربون و يقتلون و يدمّرون. و في شوّال من سنة 4٠٣ (ربيع ١٠١٣ م) دخل قرطبة ثانية فاتّخذ لقبا ثانيا هو «الظافر بحول اللّه» .
و كان مع المستعين رجل من نسل الأدارسة يقال له عليّ بن حمّود فولاّه المستعين على سبتة و طنجة في العدوة الإفريقية (المغرب) . و لكنّ عليّ بن حمّود كان يطمح إلى ما فوق الولاية فثار على المستعين ثمّ سار إلى الأندلس و دخل قرطبة و قتل سليمان لثماني ليال (أو تسع) بقين من المحرّم من سنة 4٠٧(١٧ أو ١٨/6/1016 م) .
كان سليمان المستعين أديبا فصيحا و شاعرا مكثرا له رسائل و قصائد في فنون كثيرة.
مختارات من شعره:
- قال سليمان المستعين في الفخر:
عجبا! يهاب اللّيث حدّ سناني... و أهاب لحظ فواتر الأجفانِ (1)
و أقارع الأهوال لا متهيّبا... منها سوى الإعراض و الهجرانِ (2)
و تملّكت نفسي ثلاث كالدّمى... زهر الوجوه نواعم الأبدانِ (3)
ككواكب الظلماء لحن لناظرٍ... من فوق أغصان على كثبان (4)
هذي الهلال، و تلك بنت المشتري... حسنا، و هذي أخت غصن البان (5)
حاكمت فيهنّ السلوّ إلى الصبا... فقضى بسلطان على سلطان (6)
فأبحن من قلبي الحمى و ثنينني... في عزّ ملكي كالأسير العاني (7)
لا تعذلوا ملكا تذلّل للهوى... ذلّ الهوى عزّ و ملك ثان
ما ضرّ أنّي عبدهنّ صبابةً... و بنو الزمان و هنّ من عبداني
إن لم أطع فيهنّ سلطان الهوى... كلفا بهنّ فلست من مروان (8)
________________________
١) السنان: حديدة جارحة في رأس الرمح. فواتر الأجفان (ناعسات العيون: من صفات الجمال) كناية عن النساء الجميلات.
٢) أنا أكافح جميع أهوال الحياة، و لكن أضعف (أعجز-بكسر الجيم) إذا أعرضت عنّي (هجرتني) النساء الجميلات.
٣) ثلاث (ثلاث نساء) . الدمية: الصورة الجميلة. أزهر: أبيض.
4) لحن (لجماعة الإناث الغائبات من «لاح» ظهر، بدا) . الغصن كناية عن القوام الممشوق. الكثيب: الجانب المستدير من الرمل (كناية عن أوسط الجسم) -القمر (أو الكوكب) الأبيض المشرق فوق الغصن (القامة الممشوقة) فوق الكثيب (وسط الجسم الممتلئ) من أوصاف المرأة الجميلة.
5) المشتري: كوكب يدور حول الشمس. غصن البان: غصن مستقيم تشبّه به القامة الممشوقة الجميلة.
6) السلوّ: النسيان. الصبا: الشباب. بسلطان: بقوّة (بقوّة الشباب) . على سلطان: ملك (خليفة) . -جعلت الصبا حكما أستشيره في نسيانهن أو الاستمرار في حبّهن، فحكم الصبا عليّ (و أنا سلطان، ملك، خليفة) بأن أستمر في حبّهنّ.
7) أباح الشيء: مكّن منه جميع الناس. الحمى: ما تجب حمايته من مسكن أو شرف الخ. ثناه: ردّه. العاني: الذليل (و تستعمل عادة للأسير) . -هؤلاء النسوة الثلاث استولين على قلبي (إرادتي) و جعلنني (و أنا ملك في أوج القوّة) أسيرا ذليلا لهنّ.
5) كلفا بهنّ: محبّا لهنّ شديد التعلّق بهنّ. لست من مروان: لست من بني مروان. . . (!) .