الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
صاعد الطليطلي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص582-584
28-2-2018
2831
هو أبو القاسم صاعد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمّد بن صاعد التغلبيّ الأندلسي القرطبي الطليطليّ، أصله من قرطبة و مولده في المريّة، سنة 4٢٠(١٠٢٩ م) . و قد سكن قرطبة. و روى صاعد عن ابن حزم الكبير (ت 456 ه) و عن الفتح ابن قاسم و أبي الوليد الوقّشي القاضي (؟) و غيرهم.
و ولي صاعد القضاء في طليطلة استقضاه فيها المأمون يحيى بن ذي النون، فبقي في القضاء إلى وفاته في رابع شوّال من سنة 46٢(6/٧/١٠٧٠ م) .
- كان صاعد الطليطليّ من أهل الذكاء و المعرفة و كان مؤرّخا بحّاثة و فقيها. و كان لصاعد عدد من الكتب: جوامع أخبار الأمم من العرب و العجم-صوان الحكمة في طبقات الحكماء-مقالات أهل الملل و النحل-إصلاح حركات النجوم-تاريخ الأندلس-تاريخ الإسلام (و يبدو أن هذه كلّها قد ضاعت) . و قد بقي لنا كتابه الموجز «طبقات الأمم» . درس صاعد في هذا الكتاب أجناس البشر و جعلها طبقتين: طبقة عنيت بالعلوم و صدر عنها معارف هي الهند و الفرس و الكلدان و العبران و اليونان (القدماء) و الروم (البيزنطيّون) و أهل مصر و العرب. ثمّ هنالك طبقة لم تعن بالعلوم و لا صدر عنها شيء مفيد من المعارف. من أمم هذه الطبقة الصين و الصقالبة و البربر و السودان و غيرهم.
مختارات من آثاره:
- قال صاعد الطليطلي في «طبقات الأمم» :
اعلم أن جميع الناس في مشارق الأرض و مغاربها و جنوبها و شمالها، و ان كانوا واحدا، يتميّزون بثلاثة أشياء: بالأخلاق و الصور و اللغات (ص 5) .
و وجدنا هذه الأمم، على كثرة فرقهم و تخالف مذاهبهم، طبقتين: فطبقة عنيت بالعلم فظهرت منها ضروب العلوم و صدرت عنها فنون المعارف؛ و طبقة لم تعن بالعلم عناية تستحق بها اسمه. . . و أما الطبقة التي عنيت بالعلوم فثماني أمم: الهند و الفرس و الكلدانيون و العبرانيون و اليونانيون و الروم و أهل المغرب و العرب (ص ٧) .
و أما الطبقة التي عنيت بالعلوم فهم صفوة اللّه من خلقه و نخبته من عباده لأنهم صرفوا عنايتهم إلى نيل فضائل النفس الناطقة الصانعة لنوع الإنسان و المقوّمة لطبعه (ثم) زهدوا فيما رغب فيه الصين و الترك و من نزع منزعهم من التنافس في أخلاق النفس الغضبية و التفاخر بالقوى البهيمية، إذ علموا ان البهائم تشركهم فيها و تفضلهم في كثير منها (ص ١٠) .
. . . احمد بن إبراهيم بن أبي خالد القيروانيّ المعروف بابن الجزّار كان حافظا للطب دارسا للكتب جامعا لتواليف الأوائل حسن الفهم لها. و له مصنّفات حسنة في الطبّ وغيره فمن أشهرها كنّاشة في علم الأمراض المعروف بزاد المسافر و كتابه في الأدوية المفردة المعروف بالاعتماد و كتابه في الأدوية المركبة المعروف بالبغية و رسائله في النفس و في ذكر اختلاف الأوائل فيها. و كان له أيضا عناية بالتاريخ أدّت الى أن يؤلّف فيه مختصرا حسنا سماه «كتاب التعريف بصحيح التاريخ» . و كان مع هذا جميل المذهب فاضل السيرة صائنا لنفسه منقبضا عن الملوك ذا وفرة و ثروة. (ص 6١-٧٢) .
. . . و ابو عثمان سعيد بن فتحون بن مكرم المعروف بالحمار السرقسطيّ كان متحقّقا إماما في علم النحو و اللغة (و بعلم الهندسة و المنطق و الموسيقى متصرّفا في سائر علوم الفلسفة) . و له تأليف في الموسيقى و رسالة في تعديل العلوم و كيف درجت إلى الوجود من انقسام الجوهر و العرض. و نالته في ايام المنصور بن ابي عامر محنة شديدة مشهورة السبب أدّته بعد انطلاقه من السجن الى الخروج عن الاندلس فتوفّي في جزيرة صقلّية (ص 6٨) .