الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عبد الله بن الناصر
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص229-231
2-3-2018
3132
هو أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمن الناصر لدين اللّه، سمع من جملة من العلماء منهم المحدّث محمّد بن عبد الملك بن أيمن (252-٣٣٠ ه) و المؤرخ محمّد بن عبد البرّ (1) و المؤرّخ المحدّث مسلمة بن القاسم (٢٩٣-353 ه) و محمّد بن معاوية القرشيّ (ت 365 ه) و غيرهم. و قد أخذ المذهب الشافعيّ عن حسّان بن سعد (2) و أحمد ابن محمّد بن عبد البرّ. و كان صديقا لسعيد بن فرج الجيّانيّ (أخي أحمد بن فرج صاحب كتاب الحدائق و المتوفّى سنة 344) .
و غيظ عبد اللّه هذا لأنّ أباه عبد الرحمن الناصر جعل ولاية العهد لأخيه الحكم. ثمّ نقل إلى عبد الرحمن الناصر خبر مؤامرة لخلعه و لقتل الحكم، قيل فيها ابنه عبد اللّه و أحمد بن محمّد بن عبد البرّ و أحمد بن عبد اللّه بن العطّار (ت 345 ه) . فحبسوا كلّهم في رمضان من سنة ٣٣٨. ثمّ إنّ عبد الرحمن الناصر أمر بقتل ابنه في ١١ أو ١٢ من ذي الحجّة من سنة ٣٣٩(٢٠ أو ٢١/5/951 م) .
من غرائب الاتّفاق أن عبد اللّه بن عبد الرحمن الناصر كان فقيها شافعيا و أنّ أخاه عبد العزيز كان حنفيّا بينما الحكم كان مالكيّا. و لا غرابة في أن يكون مقتل عبد اللّه قد أدّى بالمذهب الشافعيّ إلى الركود في الأندلس.
و كان عبد اللّه بن الناصر فقيها متنسّكا حتّى سمّي الزاهد، كما كان محبّا للعلم و العلماء بصيرا بلسان العرب و شاعرا مطبوعا محسنا و مصنّفا لكتب الأدب و التاريخ. له من الكتب: العليل و القتيل (في أخبار بني العبّاس بلغ به إلى الراضي بن المقتدر المتوفّى سنة ٣٢٩ ه) -المسكتة في فضائل بقيّ بن مخلد.
مختارات من آثاره:
- قال عبد اللّه بن عبد الرحمن الناصر في الشكوى من المحبوب:
أمّا فؤادي فكاتم ألمه... لو لم يبح ناظري بما كتمه (3)
ما أوضح السقم في ملاحظ من... يهوى، و إن كان كاتما سقمه (4)
ظللت أبكي، و ظلّ يعذلني... من لم يقاس الهوى و لا علمه (5)
إليك من عاشق بكى أسفا... حبيبه في الهوى و إن ظلمه (6)
ظلّت جيوش الأسى تقاتله... مذ نذرت أعين الملاح دمه (7)
- و من نثره:
إنّ هذه الوجوه الحسان خلاّبة، و لكنّا لا نتغلغل في نظرها و لا ندّعي العفّة عنها بالجملة (8). و فيها اعتبار و تذكار بالحور العين التي وعد اللّه تعالى (9) إنّ مثلك في الفقهاء لمعدوم. و من عقل المرء ألاّ يفني عمره في ما لا ينفقه عصره (10).
____________________
١) هو أحمد بن محمّد بن عبد البرّ من موالي بني أميّة كان في حزب عبد اللّه بن الناصر و لم يكن يفارقه. و لمّا عرف عبد الرحمن الناصر بمؤامرة ابنه عبد اللّه و بمساعدة ابن عبد البرّ هذا أمر بسجنهما مع رفاقهما في المؤامرة. و قد توفّي ابن عبد البر في السجن (٢٨ رمضان ٣٣٨) . و هو من فقهاء قرطبة و من المؤرخين له «تاريخ فقهاء قرطبة» (راجع ابن الفرضيّ ١:٢٧؛ الحلّة السيراء ١:٢٠٧؛ الأعلام للزركلي ١: ١٩٩) .
٢) في تاريخ الفكر الأندلسي (ص 4٣4) : حسان بن سعد و (ص 4٣5) : الحسن بن سعد!
3) قلبي أخفى ألمه من حبّه، و لكن عيني ظهر فيها هذا الألم.
4) الملاحظ جمع ملحظ: اللحظ (الرؤية) أو موضعه (العين) . -مرض القلب من الحبّ (و كلّ مرض آخر) يظهر في العيون واضحا جدّا.
5) يعذلني: يلومني.
6) إليك من عاشق (كذا في الأصل) . أقرأ: إليك عن (أبعد، ابتعد، اترك) . . . و إن ظلمه حبيبه.
7) الأسى: الحزن. نذر دمه: أباح دمه (سمح لجميع الناس أن يقتلوه) .
8) خلب: خدع، فتن (سلب العقل) . لا نتغلغل. . . لا نمعن النظر (إلى الحسان) و لا نستطيع أن نردّ بصرنا عنهنّ بالكلّيّة.
9) . . . في الجنة
10) العاقل لا يعمل عملا لا يكون له قيمة في عصره أو لا يكون هنالك راغبون فيه.