الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عبد الملك الطبني
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص559-560
2-3-2018
2460
هو أبو مروان عبد الملك بن زيادة اللّه بن عليّ بن حسين بن محمّد الطّبنيّ، ولد في قرطبة، في سادس ذي الحجّة من سنة 396(14/٩/1005 م) . أخذ عن ابن حزم المشهور (ت 456 ه) و طالت صحبته له و صداقته، كما أخذ عن نفر كثيرين (راجع كتاب الصلة، رقم 774) . و رحل إلى المشرق، قيل مرّتين أو أكثر، فكان في الإسكندرية سنة 44٧ ه و في مكّة 44٨ ه (ربيع 1057 م) . و قد أملى عددا من العلوم على جمع غفير في قرطبة.
و كانت وفاة عبد الملك الطّبنيّ قتلا، في قرطبة، في ربيع الثاني من سنة 45٧ (آذار-مارس 1064 م) ، قتله أهله لشدّة بخله عليهم و لإغاظته لهم بالتهكّم بهم إذا طلبوا منه حاجة. و قد اتّهم ابنه بقتله.
كان عبد الملك بن زيادة اللّه الطّبنيّ هذا إماما في الحديث و الفقه و النحو و الأدب و شاعرا على أساليب العرب. و كانت له صفات جميلة من التقوى و حسن المعاشرة و الاستقامة، و لكنّ البخل يغطّي على جميع الفضائل التي يمكن أن يتّصف بها البخيل.
مختارات من شعره :
- قال عبد الملك الطّبنيّ يفتخر بكثرة عدد الذين يستملون منه:
إنّي إذا حضرتني ألف محبرة... تقول: أخبرني هذا و حدّثني (1)
صاحت بعقوتي الأقلام زاهية...هذي المكارم لا قعبان من لبن (2)
- و كتب إلى ذي الوزارتين أبي الوليد بن زيدون الشاعر المشهور:
أبا الوليد، و ما شطّت بنا الدار... و قلّ منّا و منك اليوم زوّار (3)
و بيننا كلّ ما تدريه من ذمم... و للصبا ورق خضر و أنوار (4)
و كلّ عتب و إعتاب جرى فله... بدائع حلوة عندي و آثار (5)
فاذكر أخاك بخير كلّما لعبت... به الليالي، فإنّ الدهر دوّار
-و قال في العتاب:
لا يبعد اللّه من قد غاب عن بصري... و لم يغب عن صميم القلب و الفكر
أشتاقه كاشتياق العين نومتها... بعد الهجود (6)، و جدب الأرض للمطر
و عاتبوني على بذل الفؤاد له... و ما دروا أنّني أعطيته عمري
__________________________
١) ألف محبرة: ألف تلميذ يأخذون عنّي العلم.
٢) العقوة: الموضع المتّسع أمام الدار. القعبان جمع قعب (بالفتح) : قدح ضخم (يقصد أنّ العلم في الحضارة أفضل من الحياة في البداوة) .
٣) شطّ: بعد.
4) الأنوار جمع نور (بفتح النون) : الزهر الأبيض.
5) العتب: اللوم. الأعتاب: إرضاء الذي كان يعتب.
6) الهجود: النوم (و لا يستقيم ذلك في المعنى) . لعلّ الصواب: قبل الهجود. و الهجود أيضا: السهر في العبادة.