1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

محمد بن خلصة

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص618-620

2-3-2018

2209

 

هو أبو عبد اللّه محمّد بن خلصة الشذونيّ (1) ، يقال له البصير و كان أعمى.

أخذ عن ابن سيده (ت 45٨ ه‍) ثمّ تصدّر للتدريس في دانية (بشرق الأندلس) بعد سنة 44٠ ه‍ . و كان أيضا يتكسّب بالشعر، و قد مدح أحمد بن سليمان بن هود لمّا استولى على دانية، سنة 46٨ ه‍ (1075-1076 م) . و يبدو أنّه توفّي سنة 4٧٠ ه‍ (١٠٧٧ م) أو قبلها بقليل.

برع محمّد بن خلصة في اللغة و النحو و كان شاعرا مجيدا فنونه المدح و الغزل و الوصف. و شعره عذب مشرقيّ الديباجة فخم واضح حسن الصناعة مع أنّه يتكلّفها أحيانا.

مختارات من شعره :

- قال محمّد بن خلصة الشذونيّ في النسيب:

أ مدنف نفس ذو هوى أم جليدها ... غداة غدت في حلبة البين غيدها ؟ (2)

و قد كنفت منهنّ أكناف منعج ... عباديد سادات الرجال عبيدها (3)

تبادرن أستار القباب كما بدت ... بدور، و لكنّ البروج عقودها (4)

تخدّ بألحاظ العيون خدودها... و ترهب أن تنقّد لينا قدودها (5)

فيا لدماء الأسد تسفكها الدّمى ... و للصيد من عفر الظباء تصيدها (6)

و فوق الحشايا كلّ مرهفة الحشا ... حشت كبدي نارا بطيئا خمودها (7)

لئن زعموا أنّي سلوت، لقد بدت ... دلائل من شكواي عدل شهودها

نحول كرقراق السراب، و عبرة ... كما انهملت غرّ السحاب و سودها (8)

لتفدك أكباد ظماء أجفّها ... هواك و أجفان جفاها هجودها (9)

ضنى جسدي إن كان يرضيك برؤه ... و إتلاف نفسي في هواك خلودها

و لو لا الهوى لم ترض نفس نفيسة ... هوانا، و لكن حبّ نفس قئودها (10)

_________________________

1) جاءت كلمة «خلصة» في المصادر المنشورة بالطبع على صور مختلفة. في القاموس (٢:٣٠١) : الخلصة (بفتح ففتح) : نبات و (بفتح ففتح أو بضمّ فضمّ) : بيت كان يدعى الكعبة اليمانية. و في القاموس أيضا (4:٢٣٩) : شذونة و منها أبو عبد اللّه بن خلصة (بفتح ففتح) النحوي. و قبل ذلك محمّد أبو الفضل ابراهيم (انباه الرواة 3:125) . و أمّا محمّد بن تاويت الطنجي (جذوة المقتبس 5١) و ابراهيم الابياري و طه حسين (المقتضب ٢٠) فاختاروا فتح الخاء و سكون اللام. و اختار أحمد زكي (نكت الهميان 248) ضمّ الخاء و سكون اللام. و لا شكّ في أن احسان عبّاس قد توقف أمام هذه المشكلة فاختار اهمال الكلمة فلم يضبطها (نفح الطيب 4:١١٠،١56،٧:٣٠) . أمّا كلمة شذونة فالمشهور فيها و المعمول به فتح الشين و ضمّ الذال (راجع القاموس 4:٢٣٩) . و لكنّ محمّد أبا الفضل ابراهيم ضبطها (انباه الرواة 3:125) بفتح الشين و سكون الذال و فتح الواو اعتمادا على السمعاني.

2) المدنف: القريب من الهلاك. الجليد: المتصبّر، المتماسك. البين: البعاد، الهجر. -غداة غدت. . . الخ: حينما أخذت المحبوبات يتسابقن في هجر المحبّ.

3) كنفت (أحاطت) أكناف (أطراف) . منعج بفتح الميم و كسر العين (تاج العروس-الكويت-6: 244) . عباديد تدلّ على عدد من المعاني لا توافق المعنى المراد (راجع تاج العروس ٨: ٣٣٧-٣٣٨) . الشاعر يقصد النساء الجميلات (كالظباء التي في وادي منعج) الإماء المملوكات. . .

4) تسابقن ينظرن من وراء ستور القباب (الخيم الكبيرة: دلالة على غناهن و تنعّمهن و علوّ مكانتهن في المجتمع. البروج: مجموعات نجوم (عددها اثنا عشر) كان القدماء يعتقدون أن الشمس تمر بها كلّها في عام كامل.

5) كذا في الاصول: تخدّ و ترهب (بالتاء فيهما) . و لعلّهما بالنون: نخدّ (نجرّح) خدودها بألحاظنا (دلالة على نضارة وجوههن و رقّتها) . تنقّد: تنقطع.

6) الدمية: الصورة، التمثال (المرأة الجميلة) . الصيد: الرجال الأشراف الشجعان. العفر: السمر.

7) الحشيّة: الفراش، الأريكة. مرهفة الحشا: ضامرة الخصر. و فوق الحشايا. . . (دلالة على التنعّم) .

8) عبرة: دمعة. في السحاب الاسود ماء كثير.

9) لتفدك (لتكن فداء لك) . هجود: النوم.

10) القؤود و القوود (من قاد) : الذي ينقاد بسهولة-و لكن حبّ (محبوب) الانسان يحمل ذلك الانسان على قبول الذلّ و الهوان.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي