أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1375
التاريخ: 9-1-2017
1219
التاريخ: 9-1-2017
2297
التاريخ: 7-2-2018
2892
|
تعتبر حركة ابن الزبير امتداداً لخروج أهل المدينة. وقد استغل ابن الزبير حادثة كربلاء، خروج أهل المدينة، والفراغ السياسي والقيادي الذي حصل بعد وفاة معاوية والنقمة الشديدة على يزيد في العالم الإسلامي، ليقود حركة مسلحة ضد بني أمية منطلقا من مكة ليعيد الخلافة إلى منبتها الأول في الحجاز.
ودعا أعيان أهل تهامة والحجاز إلى بيعته، فبايعوه جميعا باستثناء عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية، ثم طرد عمال يزيد من مكة والمدينة.
حاول يزيد، في غمرة هذه الأحداث، التفاهم مع ابن الزبير، فعرض عليه "ولاية الحجاز وما شاء، وما أحب لأهل بيته من الولاية، على أن يبايعه بالخلافة. لكن ابن الزبير رفض العرض".
عندئذ أصدر يزيد أمراً إلى مسلم بن عقبة بالتوجه إلى مكة للقضاء على حركته. وفعلا توجه هذا القائد إلى مكة، وما كاد يصل إلى المشلل حتى مرض وتوفي بعد أن عهد إلى الحصين بن نمير بقيادة الجيش. استأنف الحصين الزحف نحو مكة فوصلها في (السادس والعشرين من شهر محرم عام 64ه/ شهر آب عام 683م) وضرب عليها حصاراً مركزاً بعد أن سيطر على جميع التلال والجبال المحيطة بها، ثم أخذ يضربها بالمنجنيق، وتولى الدفاع عن البيت الحرام جماعة من الخوارج النجدية.
كانت المقاومة عنيفة بفعل خضوع المكيين لقائد واحد هو عبد الله بن الزبير، وانضمام خصوم الدولة الأموية إليه كالخوارج فضلا عن الزعيم الشيعي المختار بن أبي عبيد الثقفي.
وبينما رحى الحرب دائرة أتى نعي يزيد فتوقف القتال. وأدرك الحصين، وهو أحد كبار القادة العسكريين في الدولة الأموية، أن ورقة ابن الزبير ستكون الرابحة بعد غموض الموقف في دمشق. فرأى أن يأخذ البيعة له شرط أن ينتقل معه إلى دمشق. فقابله وعرض علية البيعة على شرطة. رفض ابن الزبير هذا العرض، مفوتا فرصة ذهبية. وذهل الحصين من موقفه هذا وأشار بشيء من السخرية متهما إياه بقصر النظر السياسي.
ويبدو أن ابن الزبير أدرك أن أهل الشام مخلصون لبنى أمية، كما أن الحصين ليس بالقادر على التكلم بلسانهم جميعا، ولذا لم يكن بوسعه الاطمئنان إلى وعوده. يضاف إلى ذلك أنه كان يرى في أهل الحجاز أنصاره وأعوانه، لذلك كان رفضه عن اقتناع منه حتى لا يصيبه ما أصاب الحسين من قبل. ثم حدث بعد ذلك أن رفع الحصين الحصار عن مكة وعاد إلى دمشق.
الواقع أن ابن الزبير كان المستفيد الأول من موت يزيد وارتباك الأسرة الأولية في معالجة النتائج السلبية التي انعكست عليها. لكنه، وبالرغم من وجهة نظره، أضاع الفرصة التي أتيحت له لإنقاذ العالم الإسلامي من الحرب الأهلية. ثم أعلنت خلافة معاوية الثاني بن يزيد في غضون ذلك في دمشق بينما أعلن ابن الزبير نفسه خليفة في المدينة.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|