أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2020
2157
التاريخ: 22-4-2019
2705
التاريخ: 24/12/2022
2485
التاريخ: 7-10-2016
2058
|
لقد حرّر الإسلام المرأة من تقاليد الجاهليّة وأعرافها المَقيتة ، وأعزّها ورفَع منزلتها ، وقرّر مساواتها بالرجل في الإنسانيّة ووحدة المبدأ والمعاد ، وحرمة الدم والعرض والمال ، ونيل الجزاء الأُخروي على الأعمال .
وحدّد قِيم المرأة ومنزلتها مِن الرجل تحديداً عادلاً حكيماً ؛ فهو يُساوي بينها وبين الرجل فيما تقتضيه الحكمة والصواب ، ويُفرّق بينهما في بعض الحقوق وبعض الواجبات والأحكام ، حيث يجدر التفريق ويَحسن التمايز نظَراً لاختلاف خصائصهما ومسؤوليّاتهما في مجالات الحياة .
وهو في هذا وذاك يستهدف الحكمة والصلاح ، والتقييم العادل لطبائع البشر وخصائصهم الأصيلة .
فلم يكن في تمييزه الرجل في بعض الأحكام ليستهين بالمرأة أو يبخس حقوقها ، وإنما أراد أنْ يحقّق العدل ، ويمنح كلاً منهما ما يستحقّه ويلائم كفاءته وتكاليفه .
وسنبحث في المواضيع التالية أهمّ مواطن التفريق والتمايز بين الرجل والمرأة ؛ لنستجلي حكمة التشريع الإسلامي وسموّ مبادئه في ذلك .
القوامة :
الأُسرة هي الخليّة الأُولى ، التي انبثقت منها الخلايا الاجتماعيّة العديدة ، والمجتمع الصغير الذي نما واتّسع منه المجتمع العام الكبير .
ومِن الثابت أنّ كلّ مجتمع - ولو كان صغيراً - لا بدّ له مِن راعٍ كفؤ يرعى شئونه ، وينظم حياته ، ويسعى جاهداً في رُقيّه وازدهاره.
لذلك كان لا بدّ للأُسرة مِن راعٍ وقِيَم ، يسوسها بحُسن التنظيم والتوجيه ويوفّر لها وسائل العيش الكريم ، ويحوطها بالعزّة والمنَعة ، وتلك مهمّةٌ خطيرة تستلزم الحنكة والدُّربة ، وقوّة الإرادة ووفرة التجربة في حقول الحياة .
فأيّ الشخصين الرجل أو المرأة أحقّ برعاية الأُسرة والقوامة عليها ؟ .
إنّ الرجل بحكم خصائصه ومؤهّلاته أكثرُ خبرةً وحذَقاً في شئون الحياة مِن المرأة ، وأكفأ منها على حماية الأُسرة ورعايتها أدبيّاً وماديّاً ، وأشدّ قوّةً وجَلَداً على تحقيق وسائل العيش ومستلزمات الحياة ؛ لذلك كان هو أحقّ برعاية الأُسرة والقوامة عليها ، وهذا ما قرّره الدستور الإسلامي الخالد : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } [النساء : 34].
وليس معنى القوامة هو التحكّم بالأُسرة وسياستها بالقسوة والعنف ، فذلك منافٍ لأخلاق الإسلام وآدابه , والقوامة الحقّة هي التي ترتكز على التفاهم والتآزر والتجاوب الفكري والعاطفي بين راعي الأُسرة ورعيّته : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [البقرة : 228].
أمّا المرأة فإنّها بحكم أُنوثتها ، رقيقةَ العاطفة ، مُرهفة الحسّ ، سريعة التأثّر ، تتغلّب عواطفها على عقلِها ومشاعرها ؛ وذلك ما يؤهّلها لأداء رسالة الأُمومة ، ووظائفها المستلزمة لتلك الخلال ، ويقصيها عن مركز القيادة في الأُسرة الذي يتطلّب الحنكة ، واتّزان العواطف ، وقوّة الجَلَد والحزْم ، المتوفّرة في الرجل ، وهذا ما يُؤثره عليها في رعاية الأُسرة والقوامة .
هذا إلى أنّ المرأة السويّة بحكم أُنوثتها تستخفّ بالزوج المائع الرخو ، وتكبره إذا كان ذا شخصيّة قويّة جذّابة ، تستشعر في ظلال رجولته مفاهيم العزّة والمنعة ، وترتاح إلى حُسن رعايته وتدبيره .
إيثار الرجل على المرأة في الإرث :
وهكذا قضت حكمة التشريع الإسلامي أنْ تُؤثر الرجل على المرأة ، بضعف نصيبها من الإرث ممّا حسِبَه المغفّلون انتقاصاً لكرامة المرأة وبَخساً لحقوقها.
لا لم يكن الإسلام لِيَستهين بالمرأة أو يَبخَس حقوقها ، وهو الذي أعزّها ومنَحها حقوقها الأدبيّة والماديّة ، وإنّما ضاعف نصيب الرجل عليها في الإرث تحقيقاً للعدل والإنصاف ، ونظراً لتكاليفه ومسؤوليّاته الجسيمة .
فالرجل مكلّفٌ بالإنفاق على زوجته وأُسرته وتوفير ما تحتاجه مِن طعام وكِساء وسكن ، وتعليم وتطبيب ، والمرأة معفوّة من كلّ ذلك .
وكذلك هو مسؤول عن حماية الإسلام والجهاد في نصرته ، والمرأة غير مكلّفة به .
والرجل مكلّف بالإسهام في ديّة العاقلة ونحوها مِن الالتزامات الاجتماعيّة ، والمرأة مُعفاة منها .
وعلى ضوء هذه الموازنة بين الجهد والجزاء ، نجد أنّ مِن العدل والإنصاف تفوّق الرجل على المرأة في الإرث ، وإنّها أسعد حالاً ، وأوفَر نصيباً منه ، لتكاليفه الأُسريّة والاجتماعيّة ، التي هي غيرُ مسؤولةٍ عنها , وهذا ما شرّعه الإسلام : {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء : 11] على أنّ تفضيل الرجل على المرأة في الإرث لا يعمّ حقوقها الملكيّة ، وأموالها المكتسبة ، فإنّها والرجل سيّان ، ولا يحقّ له أنْ يبتزّ فِلساً واحداً منها إلا برضاها وإذنها .
الشهادة :
وهكذا تجلّت حكمة التشريع الإسلامي في تقييم شهادة المرأة ، واعتبار شهادة امرأتين بشهادة رجلٍ واحد .
وقد أراد الإسلام بهذا الإجراء أنْ يصون شهادة المرأة عن التزوير والافتراء ، ليحفظ حقوق المتخاصمين عن البَخس والضياع .
فالمرأة سُرعان ما تستبدّ بها عواطفها الجيّاشة ، وشعورها المرهَف ، وانفعالها السريع ، فتزيغ عن العدل ، وتتناسى الحقّ والواجب ، متأثّرةً بنوازعها نحو أحد المُتداعيين ، قريباً لها أو عزيزاً عليها .
وتفادياً من ذلك ، قرَن الإسلام بين المرأتين في الشهادة ، لتكون إحداهما مذكّرةً للأُخرى ورادعةً لها عن الزيغ والمُمالاة : {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } [البقرة : 282]
هذا إلى أنّ الطبّ الحديث قد اكتشف أنّ بعض النساء إبّان عادتهنّ الشهريّة ، قد تضعف طاقاتهن الذهنيّة ويغدون آنذاك مظنّةً للنسيان ، كما أوضحته التقارير السالفة ، في بحث المساواة.
وهذا ما يؤيّد ضرورة اقتران امرأتين في الشهادة ، إذ باقترانهما وتذكير إحداهما للأُخرى يتجلّى الحقُّ ويتّضح الواقع .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|